العدد 4693 - الإثنين 13 يوليو 2015م الموافق 26 رمضان 1436هـ

الخروج من الباب الصغير

محمد عباس mohd.abbas [at] alwasatnews.com

رياضة

أصبحت أتفهم أكثر من أي وقت مضى سعي اللاعبين وراء الرواتب المرتفعة حتى في الدوريات المغمورة مثل الدوري الأميركي أو الصيني أو الهندي أو القطري تاركين المجد والشهرة مع عمالقة أوروبا.

تفهمت أكثر بعد أن شاهدت اللاعبين الكبار يخرجون من الباب الصغير من فرقهم العالمية بعد أن يتراجع عطاؤهم الفني ويصبحون عالة على فرقهم.

لا مجال كثيراً للمجاملات ولذلك على كل طرف سواء اللاعب أو الإدارة استغلال الفرصة المتاحة أمامه لتحقيق أكبر فائدة ممكنة من الطرف الآخر.

عندما يصر اللاعبون على رفع رواتبهم أو الانتقال حتى لدوري أو فريق أقل جماهيرية وشهرة فذلك يعود بالأساس لكون اللاعب يدرك تماماً أنه إن لم يتحصّل على أفضل مميزات وهو في أفضل حالاته الفنية فإنه بلا شك سيخسر كل شيء بعد تراجع مستواه.

الحياة دورة طبيعية ولا يمكن البقاء في القمة دوماً ومهما بلغ مستوى اللاعب الفني فإنّ العمر والإصابات والضغوط كلها عوامل تؤثر في العطاء وتُعجّل بالتراجع، خصوصاً إذا ما علمنا أن عمر الرياضي عموماً ولاعب كرة القدم خصوصاً من الناحية العملية هو الأقل ربما بين قطاعات الأعمال في العالم.

لاعب بحجم قائد ريال مدريد ومنتخب إسبانيا ايكر كاسياس وبعد عطاء ربع قرن مع النادي خرج من الباب الصغير، ليعلن والداه نيابة عنه ندمه على عدم ترك الفريق في الوقت المناسب ولو كان للانتقال للمنافس المباشر برشلونة.

وإذا كان هذا هو الحال في أوروبا فإنّ وضعنا المحلي ليس أفضل حالاً، فمعظم اللاعبين القدامى يعلنون عن ندمهم لأنهم لم يستفيدوا كما يجب من الرياضة ولم يستغلوا موهبتهم في وقتها لتحقيق الفائدة المرجوة بعد أن تناساهم الجميع إثر ذهاب هذه الموهبة.

مواقف بعض اللاعبين الحالية وإصرارهم على مردود مادي معيّن ومجزٍ لأجل اللعب هو موقف متناسق تماماً مع التجارب السابقة ومع ما نشاهده حول العالم.

اللاعب الذي لا يتحصّل على المردود المجزي وهو في أفضل عطاءاته فلا يظن للحظة أن أحداً سينظر له بعد تراجعه بل سيكون التخلص منه أسهل من شرب الماء.

الأمثلة كثيرة أمامنا، فلاعبون ومواهب كانت تملأ صورهم الصحف ووسائل الإعلام لم يعد يسأل عنهم أحد الآن بل خرجوا من الباب الصغير بعد عطاء طويل مع أنديتهم.

الموهبة التي حبا الله سبحانه وتعالى بها هذا الرياضي أو ذاك يجب أن يستغلها بالصورة الأمثل لتأمين حياته خصوصاً أن هذه الموهبة وقتية وظرفية ولا مجال للمساومة فيها لأن الوقت لن يكون في صالح اللاعبين.

أبرز نجوم العالم الآن لم تعد تهمهم كثيراً هوية النادي الذي سيلعبون له أو الدوري الذي سيشاركون فيه بقدر اهتمامهم بالمردود المالي فإذا ما تحصّلوا عليه فإنهم سيبحثون بعد ذلك عن المجد المفقود.

ايكر كاسياس عند وداعه كان متأثراً ووحيداً ليس لأنه لم يتحصل على المردود المالي وإنما لأنه افتقد حتى التقدير المعنوي بعد كل هذا العطاء، فتركته الإدارة وحيداً بل إنه خشي حتى من صافرات الاستهجان من قبل الجماهير ففضّل الباب الصغير للخروج بالهدوء والدموع.

إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"

العدد 4693 - الإثنين 13 يوليو 2015م الموافق 26 رمضان 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 2:16 ص

      صدقت

      المثل يقول لوكنت كما بابيات مدحناك ولكنك افلست ومن افلس قد مات وهذا ينطبق علي كل عطاء

اقرأ ايضاً