العدد 4705 - السبت 25 يوليو 2015م الموافق 09 شوال 1436هـ

نعيد برمجة الدماغ

مارسوا الرياضة لتتقوا السكتات.. د. دشتي:

لا يتوقف تأثير إصابات الرأس عند موضعها فقط، بل تتجاوز حدودها في كثير من الأحيان لتعطيل وظيفة أو وظائف عدة في الجسم تجعل المصاب عاجزاً بشكل جزئي أو في الحالات المتقدمة بشكل كلي بصورة مؤقتة أو دائمة.

ويُرجع استشاري العلاج الطبيعي وتأهيل مرضى المخ والأعصاب، الدكتور رضا دشتي، ذلك لأن إصابات الرأس تتلف وتعطل خلايا التحكم الرئيسية فيغيب التواصل بين الدماغ والجهاز الحركي على سبيل المثال، ويفقد المصاب عندها القدرة على المشي على رغم سلامة القدمين.

د. دشتي يستدرك بأن فقدان التواصل الدماغ وأجهزة الجسم يمكن أن يكون لفترة مؤقتة، حيث أن الدماغ يمتلك قدرة هائلة على التكيف الذي تساعده فيه برامج خاصة لإعادة التأهيل المصاب ليرجع لأفضل وضعية ممكنة.

السكتة تُعيق

في إطار الإعداد لملف العدد الذي تناول الجهاز العصبي في جسم الإنسان، وقفنا عن قرب مع استشاري العلاج الطبيعي للتعرف على برامج إعادة التأهيل العلاجية. فقال: «في البداية يجب أن أوضح أن هذا الموضوع واسع ومتشعب، ولذا فإني سأختار الحديث عن إعادة تأهيل المصابين بالسكتات الدماغية؛ لأنها من الإصابات المنتشرة؛ إذ تبلغ الإصابة بها حسب النسب العالمية بين 15 و30 حالة سنوياً».

واضاف: «تنتج السكتة إما بسبب جلطة، أو نزيف دماغي يتسببان في توقف تروية الخلايا العصبية في الدماغ بالدم فتموت، وبالتالي تموت المهمات التي تقوم بها هذه الخلايا أو في الحد الأدنى تتأثر».

ويكمل: «عند تأثر المهمات الوظيفية، فإن المصاب يصبح غير مستقل تماماً في حركته، ويحتاج لمن يساعده في أداء نشاطه اليومي، وهنا يأتي دورنا في المساعدة على استعادة الوظائف الحركية وجعله أكثر استقلالية».

العلاج الطبيعي جزء

قبل الخوض في الملامح الرئيسية لبرامج إعادة التأهيل، أكد د. دشتي أن المصابين بالسكتات الدماغية يخضعون لعناية طبية شاملة على يد فريق طبي مكون من طبيب متخصص في المخ والأعصاب، واختصاصي العلاج الطبيعي، وآخر في العلاج المهني، ومتخصص في التغذية، وطبيب نفسي، يسنده اختصاصي اجتماعي، ويكتمل الفريق باختصاصي في الأطراف الصناعية، وآخر في النطق والكلام، إضافة إلى فريق التمريض.

ولفت إلى أن رأس الفريق يتكون من المريض نفسه وأسرته في المقام الأول، مشيراً إلى أنه ليس كل مريض أو مصاب بحاجة لجميع عناصر الفريق المعالج فقد لا تقتضي حالته ذلك، ومستدركاً بأن العلاج الطبيعي جزء من العلاج.

وعن المصاب الذي يمكنه دخول برامج إعادة التأهيل، أوضح: «هناك ثلاثة شروط رئيسية قبل البدء ببرامج التأهيل أولها استقرار حالة المريض، ثانياً أن يكون لدى المصاب إعاقة، ثالثاً امتلاك القدرة عل التعلم الحركي والحسي».

وأضاف: «يُصنف المصابون بالسكتة الدماغية من حيث برامج التأهيل إلى أربع فئات؛ الأولى هم الذين لا يصابون بإعاقة، ويقدرون بنحو 10% بحسب إحصاءات عالمية، وهؤلاء في الأعم الأغلب لا يحتاجون لبرامج تأهيلية»مشيراً إلى أن «الفئات الباقية تندرج تحت من يصابون بإعاقة، وهي النسبة الأكبر من المصابين، وتبلغ نحو 90%، وتصنف إلى ثلاث درجات إصابات؛ بسيطة، ومتوسطة، وشديدة».

قادر على التكيف

وفي إجابته على سؤال ماذا تفعل برامج إعادة التأهيل؟ أجاب: «ببساطة نعمل على إعادة برمجة الدماغ ليقوم بأداء مهماته من جديد». وأضاف: «هناك 8 نظريات طبية تفسر قدرة الدماغ على التكيف بعد إصابته بالسكتة وموت أو تلف جزء من خلاياه، ومنها أن الدماغ يحفز بعض الخلايا النائمية فيه لتؤدي وظيفة نظيراتها التالفة».

وأشار إلى أن برامج إعادة التأهيل تأخذ فترة تتراوح في الغالب بين 6 أسابيع و6 شهور، مرجعاً التفاوت إلى حجم الإصابة، وقدرة المريض على التجاوب مع العلاج، ومستدركاً بأن بعض البرامج تتجاوز فترة الستة أشهر.

وشدد على ضرورة أن يواظب المصاب على ممارسة البرنامج الحركي الذي يزوده به اختصاصي العلاج الطبيعي الذي يطلق عليه برنامج الثبات، مؤكداً أهمية ممارسة النشاط البدني الذي يقي من الإصابة بالسكتات الدماغية، فالتمارين الرياضية تقوي العضلات وتنشط الجسم، وتحمي الدماغ.

وختم اللقاء برسالة وجهها للمحتاجين لبرامج إعادة التأهيل، وقال: «من الجميل جداً أن أخبركم أن أكثر المصابين يتعافون بنسب كبيرة، على رغم الصعوبات والحواجز وأبرزها الحاجز النفسي، الذي يصيب نحو 80% من المصابين بالسكتة الدماغية، لذا اطردوا اليأس من حياتكم».

العدد 4705 - السبت 25 يوليو 2015م الموافق 09 شوال 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً