العدد 4705 - السبت 25 يوليو 2015م الموافق 09 شوال 1436هـ

ميكروب معوي يعالج السكري

كشفت دارسة حديثة عن قدرة جسم مايكروبي في الأمعاء على تحسين الصحة الأيضية (عمليات التمثيل الغذائي في الجسم)، وقد يساعد وجوده بنسب معقولة المصابين بزيادة الوزن أو السمنة على خفض أوزانهم. ويشير الفريق إلى أن نتائج الاكتشاف قد تفتح الباب أمام علاجات جديدة لمرض السكري.

وتكونت عينة الدراسة من 49 فرداً؛ 11 منهم يعانون من زيادة الوزن، ويعاني البقية من سمنة مفرطة. وخضعت العينة لنظام غذائي منخفض السعرات الحرارية لمدة 6 أسابيع، تلتها 6 أسابيع بنظام غذائي معتدل. وجمع الفريق البحثي عينات من دم المشاركين لقياس مستوى السكر في الدم ومستويات الدهون، بما في ذلك الكوليسترول (البروتين الدهني المرتفع والمنخفض الكثافة) ومستويات الدهون الثلاثية.

وبينت نتائج العينات ارتفاعاً في مستويات بكتيريا الأمعاء «Akkermansia muciniphila» لدى من يعانون من السمنة المفرطة. ولفتت الدارسة إلى أن هذه البكتيريا تشكل نحو 3-5% من القناة الهضمية في الشخص السليم، وتساهم في انخفاض مستوى السكر في الدم والدهون، فضلاً عن توزيع دهون الجسم بشكل أكثر صحة.

وتزيد نسبة هذا الميكروب أكثر مع اتباع نظام غذائي غني بالألياف، وأيضاً مع انخفاض مستويات السكر في الدم والأنسولين والدهون، والتي تساعد في الوقاية من السمنة والسكر وأمراض القلب.

وأكدت مديرة معهد التمثيل الغذائي والتغذية في مستشفى بيتي في باريس، الباحثة الدكتورة كارين كليمنت، أن نتائج الدراسة تفتح باباً أمام علاجات جديدة لمرض السكري والأمراض المتعلقة بالتمثيل الغذائي في الجسم (الأيض).

وأوضحت د. كليمنت أن هذه البكتيريا تنتج مجموعة متنوعة من المواد التي قد تكون بمثابة مصادر لطاقة غيرها من البكتيريا الموجودة في الجسم. وأضافت أن الوجبات السريعة والأطعمة السكرية والمالحة ترفع من فرص تقليل نسبة الميكروبات الجيدة في الأمعاء، وهذا يرفع من خطر الإصابة بالعديد من الأمراض.

ويقول الفريق إن الدراسات المستقبلية ستركز على التحقيق في الآليات الكامنة وراء دور «A. muciniphila» في صحة التمثيل الغذائي وتوزيع الدهون، مشيرين إلى أن مزيداً من الدراسات قد تكشف علاجات جديدة للمقاومة الأنسولين - مقدمة السكري من النوع 2 - والظروف الأيضية الأخرى.

وذهبوا لأبعد من ذلك، وقالوا إن الدراسات المستقبلية يمكن تحديد ما إذا كان «A. muciniphila» يمكن أن تستخدم في التنبؤ بما إذا كانت بعض الوجبات الغذائية قد تكون ناجحة لصحة التمثيل الغذائي.

يذكر أن هناك دراسات أخرى سابقة ربطت ما بين زيادة الوزن والسمنة مع ميكروبات في القناة الهضمية.

يذكر أن فريق البحث يتكون من باحثين من معهد أمراض القلب والأيض والتغذية (ICAN)، وجامعة باريس، ومستشفى سيلبتيرييه في فرنسا.

العدد 4705 - السبت 25 يوليو 2015م الموافق 09 شوال 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً