العدد 4705 - السبت 25 يوليو 2015م الموافق 09 شوال 1436هـ

التسمم الغذائي..

أسبابه وطرق الوقاية منه

ليلى عباس سلمان - أخصائي صحة عامة 

25 يوليو 2015

هل شعرت ذات يوم بعد تناول طعامك بواحدة أو أكثر من هذه الأعراض (صداع وآلام بالجسم، ارتفاع درجة الحرارة، مغص وقيء، إسهال)؟ وفشلت الإسعافات الأولية المنزلية في احتواء الأعراض؟ ثم ذهبت للطبيب وأدليت بجميع المعلومات حول حالتك وأعطيت العينات المطلوبة للتحليل المختبري؟ ثم تلقيت العلاج وتم وصف حالتك بالتسمم الغذائي؟

إذاً، عليك أن تكون واعياً بالعوامل المسببة، وطرق الوقاية لما لها من أهمية حتى لا تؤدي بك إلى أمراض مزمنة أو خطيرة أو الوفاة، وحتى لا تتكبد خسائر مادية في كُلَف العلاج.

التسمم الغذائي هو مصطلح لوصف تلك الحالة المرضية تصيب فرداً أو مجموعة أفراد بعد تناول غذاء ملوث، ووفق منظمة الصحة العالمية فهذا الغذاء يحتوي على ميكروبات ضارة، ويطلق على هذا النوع «الأمراض المنقولة عبر الغذاء» والتي تنتج عن عدوى (Food borne disease) أو عن طريق تناول طعام ملوث بالسموم (Food borne intoxication)، وهذه السموم تفرزها الميكروبات، أو يكون التسمم ناتجاً عن تلوث كيميائي أو فيزيائي.

وتظهر مجمل الأعراض خلال بضع ساعات أو أيام بحسب مسبب التسمم وكمية الطعام التي تناولتها، وتكون على شكل صداع وآلام في الجسم، ارتفاع في درجة الحرارة، تقلصات في المعدة والأمعاء، غثيان وقيء، إسهال. وتتزايد مخاطر الإصابة بالتسمم الغذائي لدى الحوامل وكبار السن نظراً لانخفاض كفاءة جهاز المناعة في الدفاع عن الجسم ضد الميكروبات، وكذلك الأطفال الصغار والرضع؛ لعدم اكتمال جهاز المناعة، وكذلك المصابين بأمراض مزمنة أو الأشخاص ذوي المناعة المتدنية.

ويشمل التسمم الغذائي بعدوى الميكروبات أو السموم التي تنتج عنها، أو التسمم بالمعادن باستخدام أواني طبخ رديئة الجودة أو منبعجة أو مخدوشة، أو تخزين أغذية حمضية مثل العصير في عبوات مطلية بالكادميوم أو الزنك أو الرصاص، أو تناول خضراوات وفواكه غير مغسولة بشكل جيد بعد رشها بالمبيدات الحشرية، أو المواد الكيميائية والمنظفات الصناعية والمعقمات المخزنة بشكل خاطئ مع الأغذية أو وجود بقاياها على الأدوات والأواني والأسطح التي قد تنتقل إلى الغذاء، أو استخدام كميات كبيرة من مضافات الأغذية لزيادة فترة صلاحية المادة الغذائية أو تحسين طعمها، أو السموم النباتية مثل أنسجة الفطر السامة.

ومن هذا المنطلق تتمثل الوقاية بمنع وصول الميكروبات للغذاء، ومنع نموها والقضاء عليها.

* لذا عليك شراء الأغذية من مصادر سليمة أولاً.

* غسل اليدين جيداً بالماء والصابون قبل تحضير الغذاء وبعده، وقبل تناوله.

* يجب أن تعتني بغسل وتطهير أجهزة وأدوات المطبخ، خصوصاً بعد استخدامها في تجهيز الأغذية النيئة (اللحوم والدواجن، والأسماك)، كما يجب أن تعتني بطهي الطعام جيداً لتقتل الميكروبات.

* ألا تترك الطعام المطبوخ في درجة حرارة الغرفة لوقت طويل حتى لا تتكاثر الميكروبات، لذا إما أن تحفظه ساخناً في حافظات الأغذية أو مبرداً في الثلاجة بعد تبريده بشكل تدريجي خارج الثلاجة، وفي الثلاجة تحقق من وصول الهواء البارد إلى جميع أجزاء الطعام عن طريق ضمان عدم تكدس الأغذية في الثلاجة وحفظها في أواني غير عميقة (بارتفاع 10 سنتيمترات).

* في الثلاجة، احفظ الأغذية المطبوخة في الرف العلوي، الخُضَر والفواكه في الرف الأوسط، والأغذية النيئة في الرف السفلي.

* مكافحة نواقل المرض (الحشرات، القوارض، الذباب، والصراصير) باستمرار.

الآن، تبين لك اختلاف مسببات التسمم وأعراضها ومستوى خطورتها، فهذه الميكروبات كائنات حية صغيرة جداً، ولن تتمكن من رؤيتها بعينك المجردة، ما يجعل تسببها في الأمراض المنقولة بالغذاء واحداً من أهم التحديات التي تواجه الأفراد وأجهزة الرقابة على الأغذية، فضلاً عن أن الهواء يحملها لمسافات بعيدة لتلوث غذائك، وأنها تنمو وتتكاثر بسرعة مع توافر ظروف الملائمة، وتتسبب في إفساد غذائك... لذا لا تتكاسل عن مراجعة الطبيب والتبليغ عن حالة التسمم الغذائي للجهات المختصة فسرعة المتابعة تعجل بشفائك.

العدد 4705 - السبت 25 يوليو 2015م الموافق 09 شوال 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً