العدد 4705 - السبت 25 يوليو 2015م الموافق 09 شوال 1436هـ

يوم فِي حياة مُمرضة

التمريض في وحدة العناية القصوى ذات خصوصية عالية، فحياة المرضى أو انتكاسات حالاتهم الصحية قيد الرقابة الدقيقة والصارمة التي لا تقبل الغفلة ولو لثوانٍ. غالبية المرضى في هذا القسم إما يكونون فاقدي الوعي أو لديهم بعض الوعي الذي لا يساعدهم على طلب المساعدة، وتبقى الأسلاك والخراطيم أهم ما يربطهم بالحياة.

طاقم التمريض في هذا القسم ذراع الطبيب الطولى في ملاحظة حالات المرضى وإعطائهم العلاجات المناسبة التي تساعدهم في عبور هذه المحطة إلى محطة الشفاء ومغادرة المستشفى. الطاقم يلاحظ كل شيء في القسم بدقة عالية، يحرص فيها على احتياطات النظافة والسلامة تبلغ أوجها هناك حتى يضمنوا عدم انتقال عدوى أي مرض من الزوار أو غيرهم.

«الوسط الطبي» حاورت اختصاصي تمريض عام حنان آل أحمد العاملة في وحدة العناية المركزة للتعرف عمّا يجري في خلية النحل التي تنتج عسل الحياة. وكان اللقاء الآتي:

حدثيني عن اختيارك لدراسة التمريض؟

درست التمريض في الكلية الملكية للجراحين في أيرلندا - جامعة البحرين الطبية، وكانت مستمتعة جداً في فترة الدراسة، ودخلت هذا المجال عن اقتناع ورضا تامَّين.

منذ متى وأنتِ تعملين في وحدة العناية المركزة؟

منذ عام ونصف تقريباً.

كم عدد المرضى الذين تشرفين على رعايتهم في الوقت ذاته، وكم ساعة عمل لديك في اليوم الواحد؟

في العناية المركزة تشرف الممرضة الواحدة على مريض واحد فقط وذلك نظراً لطبيعة الحالات الموجودة في القسم، أما ساعات العمل المسجلة فهي ثمان ساعات يومياً، ولكنها تصل الى 8 ونصف أو تسع أحياناً، وذلك بسبب تغيير النوبات وكون المرضى في حالات حرجة قد يتطلب عمل بعض الإجراءات الطبية في أوقات تغيير النوبة.

بماذا تختلف العناية الطبية التي تقدمينها في قسم العناية المركزة عن العناية في الأقسام الأخرى من المستشفى؟

العناية المركزة، من اسمها هي عناية طبية مكثفة وتتركز على المريض الواحد نفسه، ففي الأقسام الأخرى يكون التركيز على حالات المرضى الفردية أقل؛ لأن الممرضة يناط بها تمريض أكثر من مريض في الوقت ذاته، كما أن توافر المعدات بشكل أكبر وأحدث في القسم يشكل فارقاً في طبيعة العناية.

هل ترين أن المرضى يقدرون عمل الممرضة كما يجب والتضحيات التي تقدمها؟

يختلف بطبيعة شخصية المرضى وخلفياتهم، فالكثير منهم يقدر عمل الممرضة ويشكرها على ذلك، بل حتى أنهم حين يَرَوْن الممرضة خارج نطاق المستشفى يبادرون بالتحية، أما البعض يرى أنه لا يجب عليه أن يقدر عمل الممرضة كونها «يُدفع لها راتب» لقاء الخدمات التي تقدمها للمرضى، ولاتزال هناك فئة قليلة تستحقر عمل الممرضة وترفض فكرة أنها تستحق التقدير.

ما أبرز الضغوط التي تواجهك كأنثى تعمل في مجال التمريض؟

الضغوط التي تعانيها الأنثى في مهنة التمريض كثيرة، أبرزها عدم قدرتها على العطاء في النواحي العائلية والاجتماعية نظراً لطبيعة العمل بالنوبات والعمل في العطلات، فذلك يؤدي إلى غيابها عن حياتها الاجتماعية، إضافة إلى نظرة البعض في المجتمع لكونها أنثى تعمل في مجال مختلط، وتضطر فيه لمعالجة المرضى من الرجال بشكل مباشر وما إلى ذلك.

طبيعة عملك تحتم عليك التعامل مع مرضى ذوي أمراض مزمنة أو حالات طبية ميئووس منها، كيف انعكس ذلك الأمر على حياتك الاجتماعية وعلى نفسك، وماذا غيرت فيك مهنة التمريض؟

طبيعة عملي، خصوصاً للأمراض المزمنة والميؤوس منها، جعلتني أصبح أقل حساسية وأكثر واقعية، وعلى رغم ما قد يقوله البعض من أن التمريض يجعل القلب أكثر قسوة، إلا أنني أرى أن التمريض قد جعلني أمتلك قلباً حنوناً وأكبر يسع الجميع بلا استثناء، ومنحني القدرة على التحمل، الصبر، العطاء من دون مقابل، والقدرة على تقبل الآخرين.

لو لم تكوني ممرضة، فماذا كنت تحلمين؟

لسنين طوال لم أرَ نفسي سوى ممرضة، ولا أستطيع أن أتخيل أن أكون غير ذلك.

العدد 4705 - السبت 25 يوليو 2015م الموافق 09 شوال 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 8:50 ص

      ملاك رحمة

      التمريض ارقى و اصعب مهنه .. الله يحفظكم

    • زائر 1 | 8:08 ص

      ربي يخليكم

      بصراحة التمريض روح التطبيب
      هم اكثر الناس معرفة بالمريض

اقرأ ايضاً