العدد 4705 - السبت 25 يوليو 2015م الموافق 09 شوال 1436هـ

دقيق حد التعقيد


شبكة دقيقة، ومعقدة، وممتدة ترتبط بجهاز مركزي، تنظم الكثير من العمليات الصعبة وبالغة التعقيد في أجزاء من الثانية. جهاز دقيق لا يقبل أي خلل، ويبادر لإصلاح نفسه، وإذا لم يستطع ذلك فإنه يحيل بعض الوظائف لأقسام أخرى، وفيحال لم يفلح في ذلك فإنه يعلن عن الخلل بمستويات متفاوتة يمكن وصف بعضها بالمزعج. إنه الجهاز العصبي في جسم الإنسان المسئول عن تسيير الإنسان في حركاته الإرادية واللاإرادية، وتتكون أجزاؤه الرئيسية من الدماغ والحبل الشوكي والأعصاب الطرفية، إضافة إلى مليارات الخلايا المختصة التي تسمى «العصبونات » أو الخلايا العصبية، والتي تتجمع في شكلحبال تُسمى الأعصاب، تسلك سُبلاً متعددة تساعد على نقل المعلومات سريعاً إلى كل مكان من الجسم. ولضمان حركة طبيعية في الجسم فإن الدماغ الذي يعمل بكفاءة لا يدانيها أي حاسوب، فإنه يتصل مع بقية الخلايا العصبية بشكل دائم، وتصله المعلومات عبر دفعات عصبية التي تنتقل في الألياف العصبية بسرعة 1- 90 م في الثانية، ويبلغ طول مساراتها في الإنسان البالغ نحو 5.8 ملايين كيلومتر، وهي مسافة تعادل محيط الكرة الأرضية نحو 145 مرة. شدة حساسية الجهاز العصبي تجعل من الأمراض والإصابات ذات انعكاسات سلبية كبيرة، ولكن من أوكل له هذه المهمات سبحانه وتعالى أعطاه قدرة فريدة على إصلاح نفسه، فيمكن للجهاز العصبي المحيطي استرداد وظيفة الخلايا العصبية التالفة إذا كان الضرر طفيفاً. ويشير المختصون والعلماء إلى أن الدماغ يستطيع تحويل بعض الوظائف التي يقوم بها جزء من الدماغ لمنطقة أخرى إذا أصيبت بضرر لا قدر اللّه يعجزها عن أداء وظائفها. وللوقوف عند بعض أسرار الجهاز العصبي من دون الخوض في تعقيداته اخترناه ليكون ملفاً لهذا العدد، حيث نستعرض فيه ومضات من هذا الكون الدقيق والمعقد.

العدد 4705 - السبت 25 يوليو 2015م الموافق 09 شوال 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً