العدد 4705 - السبت 25 يوليو 2015م الموافق 09 شوال 1436هـ

كيف تُمرّن عقلك؟

قبل 30 سنة تقريباً من الآن، أتذكر بخجل هوايتي في جمع كتب الذكاء من أرفف المكتبات، كنت حريصاً على اقتناء كل كتاب جديد يدعو للتفكير الذكي والعبقري، والمضحك بأنني كنت أخبئها كل ليلة تحت سريري لئلا يصل إليها أحد من إخوتي، عاملتها معاملة الكنوز لفترة طويلة.

اعتقدت حينها بأن قراءة هذه الكتب سراً وتخبئتها، ستمنع إخواني من اللحاق في ركب «العبقرية» الذي أبتغيه، فالعبارات التي توضع في تلك الكتب كانت تشعرني بأنها المارد الذي بمقدوره تحويلي بغمضة عين إلى عبقري (فلته) يجذب الأنظار إليه، وبأنني دونما جهد سأكون أمثال نيوتن، أديسون والكثير من أسماء العلماء الذي اكتضت بهم كتبي المدرسية.

وحينما كبرت ونضجت، كان الزمان كفيلاً بتلف جميع كل الكتب، فهواياتي اختلفت ونظرتي (للعبقرية) اختلفت، لأنني وجدت نفسي أذكى حين تركت تلك الكتب واتجهت لأمور أخرى أكثر نفعاً لتقوية الذكاء لدي، لا أقصد بأن الكتب كانت سيئة، ولكني أقصد بأنها لم تكن لتعطيني ملعقة من ذهب إن لم أجتهد في موضوع الذكاء بنفسي، فتوماس أديسون حين سأل عن سر عبقريته قال: «العبقرية 1 % إلهام و99 % جهد».

ومن خلال خبرتي المتواضعة وبحثي في المواقع الإلكترونية سأضع لكم أكثر التمارين العقلية، التي يجب علينا المواظبة عليها، والتي أفادتني شخصياً، فمن خلال معرفتي لا يوجد شخص ذو ذكاء ضعيف وآخر ذو ذكاء عالٍ بقدر ما يوجد عقل مدرب وعقل غير مدرب.

اقرأ واكتب قدر ما تستطيع:

القراءة تمرين أساسي للدماغ واكتساب المعرفة، لا تحصر نفسك في خانة معينة، اقرأ صحفاً، مجلات، وكتب من جميع المجالات، وواظب على قراءة القرآن الكريم. وكن حريصاً على قراءتها بوعي وزيادة حصيلتك من الكلمات والمفردات، ليكون لديك قاموسك الخاص فيما بعد. إلى جانب القراءة، واظب على الكتابة، فالكتابة تحتاج الكثير من التفكير، يمكنك كتابة قصص ومقالات مختلفة، سيرة ذاتية، والكثير من الموضوعات التي تحبها وتعرفها.

تعلم لغة جديدة:

ليكن لسانك عربياً وإنجليزياً وفرنسياً وربما حتى يابانياً. إن تعلم لغة جديدة يسهم في تنشيط الدماغ من خلال تخزين معلومات اللغات وممارستها. لا توكل مهمة تعلمك للغات إلى معلمك فقط، كن أنت معلماً وملقناً لنفسك وتعلم أي لغة تخطر على بالك مهما كانت صعبة التعلم، ولا مانع من الاشتراك في المعاهد أو الدروس على شبكة الإنترنت لتساندك في تعلم اللغات.

حل مشكلاتك بنفسك:

حين تقع في مشكلة ما، لا تستجدي أحداً قبل أن تبدأ في التفكير بنفسك عن حلول وخيارات إيجابية، فمن خلال هذه التمارين الحياتية ستحسن مستوى الإبداع لديك وتكون أكثر قدرة على اكتشاف العواقب وحلحلتها.

اغلق التلفاز:

بالعادة يؤطرك التلفاز بماذا تفكر وكيف تفكر، ليبقي عقلك في ركود. أول خطوة، اغلق التلفاز واستعمل عقلك في تحليل الأحداث، وإذا كنت تريد مشاهدته فلتنتقي برامج تعليمية هادفة، واعطِ نفسك فرصة في تخمين وتحليل ما يدور فيها من أحداث. وهذا يشبه إلى حد كبير حين تقوم بتناول طبق جديد وتخمن مكوناته قبل أن يجيبك النادل بمكوناته الحقيقية.

كلمات متقاطعة:

يمكنك حل الكلمات المتقاطعة والألغاز بشكل يومي، فهي تساعد في جعل دماغك يقظاً، وهي متوافرة في غالبية الصحف اليومية في الصفحات الأخيرة، كما أنها متواجدة كذلك على الإنترنت بشكل مجاني. إلى جانب أن هنالك الكثير من ألعاب الذكاء التي تكتظ بها الأسواق والمواقع الإلكترونية.

تحدث إلى الناس:

تحدث إلى أشخاص حقيقين في العالم الواقعي (وهنا أستبعد التحدث إلى شخصيات عبر العالم الافتراضي). إن الحديث مع الناس سيجعلك ملماً بالكثير من أنماط التفكير المختلفة للبشر، ويمكنك اختيار موضوع ما ومناقشتهم فيه باستخدام الحجج والتحليلات. تحدث إلى الناس من جميع الطبقات وخذ من كل شخص ما يفيدك وأعرض عما يفسدك، وابتعد عن المناقشات السطحية التي لا تغنيك عن جوع.

غير روتينك باستمرار:

جدِّد حياتك وتعلم الجديد باستمرار، ولا تبقى على وتيرة واحدة طيلة عمرك. أبسط مثال يمكنني أن أخبرك به هو ألا تُبقي مسارات تنقلك موحدة، فطريقك إلى المسجد مثلاً حاول تغييره بين فترة وأخرى، كذلك طريقك إلى العمل، من شأن هذا أن يساعدك في تحسين قدرات التفكير لديك. وقم بعد عودتك من زيارة مكان جديد إلى محاولة رسم خريطة للمنطقة وكرر هذا التمرين في كل مرة تزور موقعاً جديداً.

وبالختام العقل المفكر يحتاج إلى طعام صحي، وساعات نوم كافية وجسد رياضي.

هذه أهم النصائح التي أؤمن بأنها يمكنها تحويلك إلى إنسان مُفكر وعقبري، وتبقى بالتأكيد مساحة لك لتجربة أمور جديدة.

العدد 4705 - السبت 25 يوليو 2015م الموافق 09 شوال 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً