هل صحيح أن العلاج في المراكز الطبية والمستشفيات الخاصة والعامة في البحرين دون المستوى المطلوب؟ والعلاج في الخارج مضمون النتائج؟

هذا الكلام متداول، إذا لم يأتِ العلاج بالنتيجة المرجوة وخلال اليوم الأول من بدء العلاج يعني أن ما تلقاه المريض من عناية ومعاينة وتشخيص وأدوية وغيرها فاشل تماماً! والحل هو العلاج في الخارج.

في أحد الأيام في سابق العصر والزمان تلقيت مكالمة هاتفية من كبار القوم. وعليه؛ وينك يا دكتور؟ أريد أن آتي لك، العين حمرة ومنتفخة. وخلال وقت قصير هو في العيادة وتم التشخيص وأخبرناه أن المشكلة طبية على رغم أنها غير خطيرة، ولكنها ستأخذ وقتاً للشفاء، نظراً لأن التهاب الملتحمة الفيروسي شديد جداً، ما يجعل العين تميل للإحمرار ومنتفخة وتصاحب ذلك دموع، وقد تؤثر على الرؤية.

تم وصف العلاج على أساس المراجعة خلال يومين لأطمئن على صحة المريض وأجيب على أية اسئلة جديدة. في المساء تلقيت هاتفا مستنجداً: لم أستفد ومازالت العين على حالها وقد تكون أسوء.

طمأنّا المريض وبأن ذلك يأخذ وقتاً للشفاء. في اليوم الثاني قمت شخصياً بالسؤال عنه وإذا بالسكرتير يجيب: ها دكتور المغرب بالأمس سافر... وين؟... لندن للعلاج.

بعدها بأسبوع وإذا به عندي في العيادة ومازالت الحالة في مرحلة الشفاء، وكل ما تم في لندن بلد الطب العالمي والضباب أنه قام الطبيب باستبدال أسماء الأدوية إلى أخرى مشابهة من شركة أخرى، أما التشخيص لم يتغير والتوقعات في سرعة الشفاء لم تتغير... فما رأيكم؟

هذا لا يعني أن الأطباء لا يمكن أن يخطئوا في العلاج أو يتأخروا في التشخيص، والنصيحة أن بالإمكان أخذ آراء أطباء آخرين في البلاد مشهود لهم بالكفاءة والمقدرة. أما أحدهم عندما لا يقتنع بالعلاج من أحد الاستشاريين وانتهى به الأمر لاخذ استشارة طبيب حديث الممارسة، والنتيجة أنه لم يتم التشخيص والعلاج المطلوب، لماذا؟ لأن الحالة معقدة. وللتمكن من العلاج تحتاج إلى طبيب خبير، لديه حنكة السنين والتجارب العديدة، وستجد الطبيب الذي يحل المشكلة.

الخلاصة أن مملكة البحرين بلدنا الحبيب يزخر بالكفاءات العلمية والمتمكنة، وأنت كمريض، لك أين تختار وتأخذ الرأي والنصيحة من أطباء عدة قبل اللجوء للخارج، ما يوفر عليك الوقت والجهد والمال. فلماذا لا نجرب؟ ولماذا لا نضع سؤالنا على صفحات التواصل الاجتماعي؟ ولماذا لا نسأل عن الطبيب ومقدرته وسمعته على صفحات التواصل الاجتماعي؟ ستجد التعليقات والنصائح والآراء الصادقة والتي ستدلك على الطبيب الخبير المختص والمشهود له، وهنا ينطبق المثل «اسأل مجرب ولا تسأل طبيب».