4 دقائق فقط هي الفاصلة الزمنية بين حياة أو موت الدماغ، الدقائق الأربع حاسمة جداً، ولا يقبل فيها أي تأخير، ولا يمكن تمديدها، فإذا توقف تزويد المخ بالأكسجين وتغذيته بما يحتاجه من الدم في هذه المدة القصيرة نسبياً والطويلة جداً في عمر الدماغ فإنه يصاب بأضرار غير رجعية.

المعلومة أعلاه تكشف لنا الكثير من أسباب الوفاة أو المضاعفات التي يتعرض لها المصابون بالجلطات القلبية أو المصابون بخلل في الجهاز التنفسي والذي نتج عنهما توقف في جريان الدم أو حدوث انتكاس في عملية التنفس. وللأسف فإن هذه العوارض الطبية تحدث بشكل مفاجئ، وقد تصيب أي شخص بغض النظر عن فئته العمرية.

الآلام التي تحدثها الجلطة، وهي المسبب الرئيسي لنقص تغذية الجسم والدماغ بالأوكسجين والدم وما يحتويه من جلوكوز، تفقد المصاب القدرة على القيام بأي شيء يمكنه أن ينقذ حياته. ويبقى طوق النجاة معلقاً بالمحيطين به، فهم من يستطيعون إنقاذه، ولكن كيف يمكنهم ذلك؟

طريقة إسعاف المريض مهمة للغاية، فقد يحاول أحد إسعاف المريض من غير معرفة فيضره بدل أن ينفعه. وتبقى الطريقة المُثلى والبسيطة جداً - والتي هي في متناول الجميع - في الإسعافات الأولية، التي يسهل تعلم طرقها على أيدي مختصين.

الانتشار الواسع لمدربي الإسعافات الأولية جعل الكثير من الجمعيات الأهلية والحكومية والمؤسسات الخاصة تنظم ورشاً ودورات لتعليم الإسعافات الأولية بالتعاون مع جمعية الهلال الأحمر البحرينية أو مع مؤسسات طبية أخرى. وعلى رغم هذا الحراك الكبير لمختلف الأطراف، إلا أن وجود عدد كافٍ من الأشخاص المؤهلين لإجراء الإسعافات الأولية، خصوصاً فيما يتعلق بالجلطات، لا يتناسب مع الحالة الصحية للمجتمع البحريني بحسب اعتقادنا في «الوسط الطبي».

الإسعافات الطبية يجب أن تتحول لثقافة عامة، تدخل كل بيت، وكل ملعب سواء خضع لمؤسسة رسمية أو تم تصنيفه من الملاعب الشعبية، وكل مؤسسة خاصة أو عامة، لعل أحد من أفراد الأسرة أو الزملاء في الملعب أو العمل يحتاجون لإسعافات تسهم في إنقاذ حياتهم.

أملنا في «الوسط الطبي» أن يطور جهاز الإسعاف في المملكة ليضم متخصصين يمكنهم إعطاء الإرشادات والتوجيهات عبر الهاتف للمتصل ليسعف المريض على ضوئها ريثما تصل سيارة الإسعاف.

أحبتي... تذكروا أن أقصى مدة يمكن للدماغ أن يسكت فيها قهراً 4 دقائق. فرجاءً، لا تدعوه يسكت.

أبعد الله عنكم كل سوء.

مع تحيات أسرة الوسط الطبي