العدد 4712 - السبت 01 أغسطس 2015م الموافق 16 شوال 1436هـ

عوض: علاج الوسواس ممكن جدّاً... ولا أنصح بتعاطي «الأقراص الدوائية»

الوسواسي مطلوب للشواغر في لندن... وكلما جاء المريض مبكراً كان أفضل

شالوت عوض
شالوت عوض

نصحت استشارية الطب النفسي شالوت كامل عوض مرضى الوسواس القهري بعدم اللجوء إلى الأقراص الدوائية إلا في «حالات محدودة»، مشيرةً إلى أن العلاج ينبغي أن يكون معرفياً بالدرجة الأولى.

وفي لقاءٍ مع «الوسط»، قالت عوض: «توجد علاجات دوائية لمرضى الوسواس القهري لكن نحن لا نحبها. هناك أقراص تستخدم لتنشيط هرمونات السيروتونين «هرمون السعادة» عند المريض لكي تقلل من الوساوس، لكن مع ذلك، فهذا لا يغني عن العلاجات المعرفية والعلاج بطريقة التعرض والاستجابة، إلى جانب جلسات الاسترخاء»، مؤكدةً أنه كلما عرض المريض نفسه على الطبيب النفسي مبكراً كانت فرصة شفائه وتخلصه من المرض ممكنة بدرجة أكبر.

وعوض استشارية طب نفسي، زميلة كلية الملكية للأطباء النفسيين بلندن، عضو الجمعية العالمية للطب النفسي، وتعمل في مستشفى الطب النفسي بالبحرين منذ العام 1985م.

وفيما يلي نص اللقاء:

لنبدأ من التعريف العلمي. ما هو الوسواس القهري؟

- الوسواس عبارة عن أفكار أو تصرفات أو سلوكيات أو صور لا تكون واقعية غالباً، تؤدي إلى الشعور بالقلق الشديد للشخص المصاب. أحياناً تكون شدة الإصابة خفيفة وأحياناً متوسطة أو شديدة، وفي هذه الحالة قد تمنع الشخص من القيام بأعباء حياته اليومية.

أفكار مثل ماذا؟

- أفكار بأن الشخص ملوث بالجراثيم، أو مريض بمرض خطير على رغم أنه ليس بمريض، أو شكوك من قبيل هل أحكم إغلاق باب السيارة أو نوافد المنزل أو الموقد مثلاً، تترجم هذه الأفكار أحياناً إلى تصرفات، بمعنى إذا شعر أنه ملوث قد يقوم بغسل جسمه مرات عدة، وكذلك الكتب والأوراق التي يستعملها، وهو ما يسبب حالة من القلق الشديد للمصاب، لأنه فاقد للسيطرة على هذه الأفكار المزعجة.

وما هي العوامل الرئيسية التي تؤدي للإصابة بالوسواس القهري؟

- الأسباب على أنواع مختلفة، فقد تكون جينية وراثية، بمعنى أن الأسرة الواحدة تجد فيها أكثر من شخص مصاب، أحياناً عوامل بيولوجية كتغيرات في هرمون السيروتونين، أو تغييرات في المخ. وسائل التربية في الطفولة، تسهم في إحداث الوسوسة، كأن يكون الأبناء في منتهى الحزم والقسوة، وأشير إلى أن تغييرات الحياة، كانتظار الحصول على ترقية أو الانتقال لمنزل أكبر، أو ولادة طفل جديد، أو التحول إلى مراحل عمرية جديدة كسن البلوغ، كلها تضع أعباء كبيرة على الشخص الوسواسي.

كأنما نفهم من حديثك أنه ليس للمرض سن معينة؟

- نعم قد يصيب حتى الأطفال، لكن عامةً يمكن أن يبدأ في من سن الـ20 - 30.

بما أن المرض كله في المناطق النفسية، فهل يمكن السيطرة عليه، بمعنى أنه ليس إصابة عضوية؟

- نعم يمكن السيطرة عليه، لكن قبل ذلك أحب أن ألفت الانتباه بأن الشخصية الوسواسية هي شخصية دقيقة ومنهجية للغاية، وقد يغضب إذا ما أخل أحد بنظامه، لذلك وجدت في بعض إعلانات الوظائف عندما كنت في لندن أنهم يشترطون في المتقدمين أن يكونوا ذوي شخصيات وسواسية، وخاصة في الأمور التي تتطلب دقة كالحسابات والتدقيق المالي مثلاً.

بالعودة إلى السؤال، كيف تعالجون الوسواسيين؟

- هنالك ثلاثة علاجات أساسية، الأول العلاج بالتعرض والاستجابة، وهو يعني أن يتعرض الوسواسي للموقف الذي يثير قلقه ولكن يمنع استجابته له أو يقللها بحسب حالته. نفترض أن شخصاً مصاب بالوساوس في النظافة وخاصة عند الأكل، فإنه في العلاج نفترض عليه إذا جلس للأكل ألا يستجيب للمخاوف ولا يقوم بغسل يديه بشكل مفرط، أو على الأقل إذا كان يغسل يديه في العادة 10 مرات قبل الأكل، نطلب منه أن يقوم بذلك 9 مرات فقط، ثم في المرحلة الذي بعدها 8 مرات وهكذا حتى يتخلص من المرض.

الثاني وهو العلاج المعرفي، بحيث يبدأ بالتدقيق في الأفكار التي تزعجه ويأتي بعكسها، فإذا كانت تلح عليه فكرة أنه مريض، نسأله ما هو الدليل على ذلك ومن أين نشأت اعتقاداتك بالمرض؟ فعندما يدقق ويجد أنها أوهام فيقتنع بعدم مرضه ويتخلص من الحالة. الفكرة من العلاج أنه يتحكم في النظر للموضوع من ناحية مختلفة، وطبعاً ذلك يتم عبر جلسات نفسية لمدة 3 - 4 شهور.

النوع الثالث وهو العلاج الدوائي، عبارة عن أقراص تستخدم لزيادة إفراز هرمون السعادة والتغلب على الاكتئاب، لكن نحن لا نحب استخدامه كثيراً، والأفضل العلاجات المعرفية.

عادةً متى تصبح الحالة قابلة للعلاج؟

- كلما كان العلاج مبكراً كان أفضل، علماً بأننا لا نعالج المريض في عزلة من أقاربه، بل يجب أن تحدث توعية للأقارب، بأن مريض الوسواس من الممكن أن يعالج ولا يوجد يأس في هذا الجانب.

لماذا اصطحاب الأقارب بالتحديد؟

- لأن الوسواس القهري يؤثر على كل الأسرة، لأن الشخص يطلب المزيد من الأفعال الوسواسية حتى مع أقاربه، ويكون غير قادر على العمل، وتدبير شئون الأسرة.

بصراحة. قد يتحرج المريض من المجيء للطبيب النفسي خوفاً من وصفه بالجنون.

- أؤكد لك أن النظرة إلى الطب النفسي تغيرت تماماً، والناس معظمها صارت على وعي بالعوامل النفسية، وتطور الطب النفسي، وإثباته بطرق علمية وبحثية، وأنه يفيد الأشخاص المصابين، ويغير من نوعية حياتهم، يجعلهم يعيشون حياة أكثر سعادة واطمئناناً من خلال العلاجات المتطورة، من طبيب وأخصائي نفسي وأخصائي اجتماعي، وممرض نفسي. تطورت العلاجات فأصبح العلاج النفسي فرعاً متطوراً جداً في كل كليات الطب، الآن يدرب طالب الطب على أن الطب النفسي، فرع أساسي ومهم من فروع الطب.

هل من كلمة أخيرة؟

- الوسواس مرض من السهل معالجته، ويجب أن يقال للشخص الذي يتردد على المستشفيات اعتقاداً أنه مصاب بمرض عضوي، إنك يجب أن تواجه نفسياً عند الأطباء، وأأمل أن تزداد توعية الأشخاص أكثر بعدم التحرج من الطبيب النفسي.

العدد 4712 - السبت 01 أغسطس 2015م الموافق 16 شوال 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 1:43 ص

      دكتور شبر

      جدا ممتاز بتشخيص المرض وعلاجه بالادوية

    • زائر 2 | 1:27 ص

      وسواسي متعلق بالصلاة

      أصبت بالوسواس عندما كان عمري 10 سنوات كنت اقضي يومي كله في اعادة كل فريضة أكثر من مرة لأني لا أتيقن بصحتها و كنت ارغب في أتمها كاملة بدون نقص أو أغلاط . الحمدلله أنني شفيت من هذا المرض الذي كاد أن يتسبب بهلاكي لأنه تطور الى البحث عن الوجود و الكون بحيث أصبح الموضوع معقد جدا.

    • زائر 1 | 11:14 م

      ياريت توجد هذه الوظائف في البحرين ..

      تمنيت لو توجد هذه الوظائف في البحرين لقلت لأبنائي العاطلين بعد ان افنو زهرة شبابهم في الجد و التحيصل العلمي ان يجعلو من انفسهم مجانيين و ليسو مصابين با الوسواس القهري ، هنا في البحرين اذا كنت من طائفه معينه لا يهمهم مصاب بسواس او الطاعون ، مصيرك عاطل حتى تنتحر .. المشتكى لله ... صارو المسيح ارحم من المسلمين ..

اقرأ ايضاً