العدد 4723 - الأربعاء 12 أغسطس 2015م الموافق 27 شوال 1436هـ

التظلم في توزيع البعثات والرغبات الدراسية ليس هدفه ملء الشواغر!

سلمان سالم comments [at] alwasatnews.com

نائب برلماني سابق عن كتلة الوفاق

في تصريح مثير للدهشة والاستغراب لمدير إدارة البعثات والملحقيات بوزارة التربية والتعليم، نشر في الصحافة المحلية يوم الاثنين (3 أغسطس/ آب 2015)، قال فيه إنه تم التوجيه إلى دراسة جميع طلبات التظلم المرفوعة من قبل الطلبة للبت فيها... في إطار الحاجة إلى التخصصات والشواغر المتوافرة. أهكذا تتعامل وزارة التربية والتعليم مع مفهوم التظلّم المرفوع إليها من المتفوقين والمتفوقات الحاصلين على معدلات تراكمية عالية تصل إلى 99.1 في المئة، ممن حرموا من البعثة أو من تحقيق إحدى الرغبات الثلاث الأولى؟

يقيناً إن الوزارة على دراية كاملة بمفهوم التظلم ومعناه اللغوي، وهي تعلم تماماً أن الطالب المتظلم من وزارة التربية والتعليم بشأن توزيع البعثات وتحديد الرغبات الدراسية الأولى المستحقة، لم يطالب في تظلمه الذي رفعه إليها من أجل أن تبحث له عن «شواغر» في هذه التخصصات أو تلك! وإنّما رفعه من أجل إنصافه والتعامل معه بمبدأي «المواطنة المتساوية» و»تكافؤ الفرص»، ولم يرفعه لكي تعطيه أكثر من استحقاقه التعليمية.

لقد كان المتفوق/ المتفوقة واضحاً في تظلمه وشكواه، ولا يحتاج إلى تأويل أو تفسير بعيد عن الواقع، فكل ما يطالب به هو أن يعطى كل طالبٍ حقّه في البعثات والمنح الدراسية حسب الرغبات الأولى المستحقة، من غير زيادة أو نقصان. وهو يريد أن تتعامل معه الوزارة بشفافية ودون لف ودوران، وأن تقوم بنشر أسماء ومعدلات وتخصصات من حصلوا عليها من المتفوقين والمتفوقات في الصحافة المحلية، وفي موقعها الإلكتروني ، وإلغاء مشروع (60 - 40 في المئة) الذي ساهم بصورةٍ مباشرة وسلبية، في إحداث أزمة البعثات والرغبات الدراسية في كل عام، وضرورة إشراك المؤسسات الحقوقية ومؤسسات المجتمع المدني في الرأي بخصوص خطة البعثات واعتماد إجراءات توزيعها.

إن ما يطالب به الطالب المتفوق المتظلم من توزيع البعثات والرغبات الدراسية الأولى، منسجمٌ تماماً مع روح وجوهر القوانين المحلية والدولية، فالكثير من الطلبة المتفوقين في الأعوام الأربعة الماضية، الذين يرغبون في دراسة الطب البشري على سبيل المثال لا الحصر، حرموا من تحقيق رغباتهم، وتحملت أسرهم أعباء رسوم دراستهم الثقيلة التي أرغمتهم على الاقتراض من البنوك وحملتهم ديوناً كبيرة لسنوات طويلة، ومسئولو الوزارة يعلمون ذلك بكل تأكيد.

كل دول العالم المتقدم تهتم تعليمياً وتنموياً، بعقول أبنائها وبكوادرها الوطنية المتميزة، للاستفادة من قدراتهم ومهاراتهم لبناء مستقبل أوطانهم في مختلف المجالات العلمية والطبية والاقتصادية والثقافية، ولا تفرّط في طالب واحد متفوق، بسبب الانتماء الطائفي أو الديني أو العرقي، فلهذا نجد كل كوادرها تعيش الاستقرار النفسي والمعنوي اطمئناناً على مستقبلهم، ولا نسمع عن حرمان أحد مواطنيهم من تحقيق طموحاته الدراسية، فكل السبل متوفرة لصالح الوطن والمواطن، فمن يقدّم مصالحه الشخصية أو الفئوية على مصالح وطنه يُحاسب ويساءل قانونياً.

إن الطالب المتفوّق المتظلم يريد تحكيم القانون في تظلمه بكل حذافيره، ولا يريد أن تبحثوا له عن شاغر! نأمل أن تتعامل وزارة التربية والتعليم مع تظلمات الطلبة المتفوقين بواقعية وعدالة وموضوعية، بعيداً عن المؤثرات النفسية والطائفية، ولو تعاملت وفق هذه المبادئ فلن تجد طالباً واحداً متظلماً من توزيع البعثات والحرمان من الرغبات الدراسية الأولى. نسأل الله أن يوفق كل العاملين المخلصين الأوفياء في خدمة وطنهم.

إقرأ أيضا لـ "سلمان سالم"

العدد 4723 - الأربعاء 12 أغسطس 2015م الموافق 27 شوال 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 12:41 ص

      صم بكم

      اقرل ما في فايدة خلاص طارت الطيور بأرزاقها المعين الله للاباء والامهات على القروض الي بياخدونها عشان تدريس ابنائهم المتفوقين في مشارق الارض ومغاربها ما في مكان لهالطاقات المتميزة والمبدعة في هالبلد الدولة تستعدي الجميع وبعدين تستغرب ليش ما تحبونا

    • زائر 4 زائر 3 | 4:20 ص

      فضح التمييز

      من الخطأ أن نقول أن مسألة التمييز في البعثات أنتهت ، ولا يجب الحديث عنها ، مادام التمييز مستمر وقد يطال طلبتنا في العام القادم ،فيجب فضح التمييز في البعثات من كل الناس حتى يكون رأي عام ،السكوت عن هذا الأمر هو المشكلة ،فهذه القضية مسئولية الجميع ،والمقالات هي جزء من العمل الذي يجب أن نقوم به في هذا الاتجاه ،والتساهل والتجاهل والتغافل يجعل المشكلة تكبر وتتوسع ويزيد حجمها وضحاياها

    • زائر 2 | 12:17 ص

      زوبعة في فنجان

      كل الذي حدث من استنكار لجريمة التمميز الطائفي في توزيع البعثات ما هو الا زوبغة في فنجان وقد انتهت ويبقى كل شيء على حاله وفي كل سنة بحدث ذلك ولن بتغير شيء مادام الطائفيون ممسكون بعملية التوزيع والطرف الاخر علبه ان يصرخ ويصرخ و10 ومقالات تكتب بالوسط وينتهي الموضوع بعد شهر من التوزيع ومأن شسئا لم يكن

    • زائر 1 | 11:37 م

      التنظيم في البعثات

      لا يوجد قانون في تنظيم بعثات توجد محسوبيه انت بره وهم داخل افهم يامواطن ان البعثات لم يستحقها من المواطن الصالح وليسي الطالح موت غيض يامواطن بالاسم وليسي بالاصاله المستعان بالله ( نود أيها الآباء نلفت انتباهكم بأن أبواب الوزاره غير مفتوحة للبعثات وإنما بالمحسوبية فقط الرجاء التوجه الى بوابة الشارع والمؤديه الى عين عذاري اليابسه

اقرأ ايضاً