العدد 4723 - الأربعاء 12 أغسطس 2015م الموافق 27 شوال 1436هـ

شباب وطني... أنتم «فوق الراس»

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

فتحت نافذة السيّارة وأنا أدخل أحد الفنادق من أجل حضور أحد المؤتمرات، لأسأل الشّاب الذي أمامي عن مكان إيقاف السيّارة، فسألته بالانجليزية « where can I park the car? Baba,»، فأجابني بلهجته البحرينية: «تقدرين تدخلينها من ذي الجهة يا الشّيخة»، فكان موقفاً محرجاً وفي الوقت نفسه مفرحاً، أن نجد شباب البحرين هم الذين يبنون البحرين، وهم الذين يعملون في جميع الأعمال، الدنيويّة قبل العليا، وحقيقة شباب وطني... أنتم فوق «الراس».
أوتعلمون أمراً غريباً، عندما شاهدنا شباب الوطن يعملون في محطّات البترول، كنّا نستغرب على حالهم، وكان لابد من أن نستغرب على حالنا، إذ كيف نستغرب من شباب الوطن الذين يقبلون جميع الأعمال، ونتوقّعها من الجاليات الآسيوية والعربية ذات الراتب القليل، ولا نتوقّعها من شباب الوطن، ولا نشجّعها؟
لنذهب في جولة إلى أوروبا أو إلى الولايات المتّحدة الأميركية أو إلى روسيا، أو دعونا لا نذهب بعيداً، فلنذهب إلى مصر العظيمة والأردن الشقيقة، فسنجد أنّ أهل البلد هم الذين يمسكون الأعمال، سواء اليدوية أو الصناعية أو التجارية أو البسيطة أو الكبيرة، الجميع يعمل، وكلّ لما يستطيع القيام به ووفقاً لمتطلّبات سوق العمل، ولم نجد الأجنبي يزاحم ابن البلد على لقمة العيش، إلاّ في البحرين، إذ أنّك تشاهد بأم عينيك من يكنس الشوارع ويقص الحشيش الذي على الأرصفة وغيرها من أعمال هم الأجانب وليسوا أبناء الوطن!
الأجانب وليسوا أبناء الوطن، ليس لأنّ أبناء الوطن لا يريدون العمل، ولكن هناك عوائق وعوالق تسبّب عدم جعلهم يعملون، وعلى رأسها رخص الأيدي العاملة الأجنبية، نظرة المجتمع ذو الرفاهية البسيطة، عدم الثقة في شباب الوطن، والنظرة السائدة عنهم بأنّهم لا يعملون ويعشقون الراحة والبدانة الفكرية والجسدية. ولكن لو نظرنا إلى ما يحدث حولنا لوجدنا التغيير بين التسعينيات وبين الألفية، ففي السبعينيات كان أبناء الوطن مازالوا هم الذين يبنون، أما منتصف الثمانينيات والتسعينيات فأصبحت النظرة للوظائف ذات الدخل البسيط نظرة دونية، واليوم نجد الشباب البحريني ينهض مرّة أخرى ويحاول مواصلة العيش ولو في عمل لا يناسب شهادته أو قدراته، وهذا دليل قوّة لا ضعف.
كذلك لا ننسى مزاحمة الأجانب لأبناء الوطن في الوظائف المتوسّطة والعليا، فلقد كان بإمكان البحريني شغل الوظائف لو تم فعلاً تطبيق سياسة «البحرنة»، إلاّ أن هذا الشعار أصبح في خبر كان، ولأول مرّة في تاريخ البحرين أصبحت نسبة الأجانب تتجاوز 50% بعدما كانت النسبة لا تتعدّى 38% حتى سنة 2004! ونردّد ونقول اللهم لا حسد، «ويارك الله يا البحريني»!
على العموم، جميعنا نعلم بأنّ الطموح غريزة لدى كل البشر، ونحن دائماً نريد الأفضل، ولكن التقرير الذي نشرته «الوسط» في اليوم الدولي للشباب بالأمس، أثبت للجميع بأنّ البحريني قادر على كسر الحواجز والخجل من المجتمع ومن نظراته، وقادر على النّهوض من مصائب الدنيا والحال، ويثبت كلّ يوم قدرته على التحمّل، سواءً تحمّل المصائب أو الاستمرار في البقاء على رغم الصعوبات والعوائق؛ وأيضاً دليل على إصرار الشباب البحريني على العمل وتحمل المسئولية، ولا يستطيع أحد إنكار ذلك على البحريني.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 4723 - الأربعاء 12 أغسطس 2015م الموافق 27 شوال 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 32 | 4:52 م

      من خلال تعاملي

      مثلا شركة الهوندا فيها نسبة من الموظفين البحرينين فهي في رأي أفضل شركة سيارات تقدم خدمة للزبائن.
      وقد تعامل مع وكالات أخرى فكانت الهوندا أفضل..
      في المعهد البريطاني الثقافية من أفضل المؤسسات للتعليمة اللغة الانجليزية فمعظم الموظفين بحرينين وتعامل فوق الممتاز.. وينشرح صدر بتعاملهم..
      وأعتقد أن هناك أمثلة أخرى..
      وبعض الشركات الكبرى والوطنية منها استغنت عن الموظفين البحرينين لاسباب سياسية منذ2011فكان هناك التراجع في أداءها
      لذلك يمكن الاعتماد على البحرينين لتقديم الجودة

    • زائر 31 | 3:30 م

      هذا المشهد آلمني كبحريني

      قبل أيام و في أحد محطات الوقود كان هناك شاب بحريني يعمل فب تزويد السيارات بالبترول والعرق يتصبب من وجهه ، كان هناك إزدحام شديد على التزود بالبترول، نزلت بحرينية مغرورة من سيارتها غاضبة جداً، أخذا تصرخ في وجه الشاب بأنه عطلها، فوالله أجابها الشاب بكل أدب بأن السيارات كثيرة و هناك من هو قبلها، هنا غضبت أكثر و أخذت تصب حقدها على الشاب و تحرك أصبعها في وجهه و هي تتوعده بأنها سوف (تطيّر عشه) و أنها و أنها وانها. هنا غضب الشاب و قال لها أن الأرزاق بيد الله، زاد غضبها و شتمت أمه و أهانته وانصرفت غاضبة

    • زائر 27 | 9:00 ص

      اسف و لكن

      للاسف معظم هؤلاء جامعيين ، و من فئه واحدة من المجتمع .. للاسف نحن نعاني و لا يوجد ما يرفع راسنا بل هو بالارض .. حتى محطات الوقود يشغلها حاليا الاجانب بالغالب و ليس البحرينيون .. انا جامعي و عاطل عن العمل منذ سنه و نصف و قررت السفر الاسبوع القادم الى الخارج للبحث عن حياة كريمه دون عنصرية و طائفيه او تضيق في الرزق .. حسبي الله على من فرط في بلدنا و جعلنا ننذل كل يوم بينما الاجنبي يسرق خيرات ارضنا .. و الله غرباء نحن في ارضنا ..

    • زائر 28 زائر 27 | 10:05 ص

      خليتني اشعر بالحزن5

      انت بس الا خليتني أحزن لكن ادعو الله ان يوفقك في طلب الرزق ويرجعك بلدك سالما غانما مرفوع الرأس وتحصل لك شغلة محترمة داخل وطنك ان شاء الله

    • زائر 30 زائر 27 | 11:44 ص

      غالبية لي يصبون بترول

      مو جامعيين
      وزين أن كملو ثانويه

    • زائر 26 | 7:19 ص

      صبرا

      صبرا ايها الشعب البحرانى سياخد الله حقنا المسلووووب صبرا انه الله مع الصابرين وشكرا اختى مريم

    • زائر 25 | 7:10 ص

      شكرا اخت مريم على هاده الموضوع

      لو الحكومة طلبت من الشباب البحرينى يعمل اى عمل براتب محترم وعيشه طيبه شان البحرين ما احتاجت الى الاجانب والدليل فى الخمسينات كل الاعمال يقوم بها البحرينيين لاكن دمرة الصناعة البحرينيه وقتلتها وجلبت الينا الاجانب الي ماوراهم اله المشاكل ولايفهمون اى عمل حتى السياقة هم فيها علة الاشارة اتولع وهم نايمين فى السيارات صراحة البحريين الشباب لو اعطتهم فرصة وابتعدت عن التمييز شان احنه بخير والله ياخد الحق

    • زائر 23 | 6:09 ص

      فخر للمواطن

      ابن الوطن عمل في كل المجالات وهذا ليس بجديد من زمن ابائنا واجدادنا ولكن أليس من المعيب ان تجد دولة خليجية نفطيه توفر الوظائف والمكاتب للاجانب والبحريني يعمل في محطة بترول او البلدية

    • زائر 20 | 4:01 ص

      العمل موعيب

      انا عن نفسي عملت ومازلت اعمل اي عمل لا كن خلنا نتكلم في واقعية ان اغلب الذين يعملون هاذي اللأعمال هم من الطائفة الشيعية التمييز في التوضيف واضح من قبل اللأزمة

    • زائر 24 زائر 20 | 6:32 ص

      مو زين و الله مو زين!

      يعني ما تشبعون من المظلومية .... كل شيء و قلت الطائفة .......و الطائفة اللي ما أدري ايش! حرام اللي تسوونه في روحكم .. تجيكم أمراض تالي!

    • زائر 18 | 3:23 ص

      مما شفت ديرة مبيوق خيرها

      وملعوب بحقوق أهلها مثل هالديرة
      لكم الله يا أهل الديرة الأصليين

    • زائر 19 زائر 18 | 3:44 ص

      شكلك ما طلعت من البحرين!

      عايش معزز مكرم .... تعليم مجاني ..... صحة مجانية ... امن و أمان احمد ربك جحود النعمة نوع من أنواع الكفر.

    • زائر 15 | 1:34 ص

      سياسة تطفيش

      يظنون بهذه السياسة بأننا سنتخلى عن بلد أجدادنا و نهاجر لكننا باقين و ما يصح إلا الصحيح.

    • زائر 14 | 1:27 ص

      هؤلاء يا اختي هم المعادن النفيسة التي ضيعها الفحّام

      من باع ذرّ على فحّام ضيعه كعالق الشمع في دار لعميان
      هذا بيت شعر قديم وهو مثال يضرب لكثير من الحالات التي يجهل صاحبها قيمة ما في يده.
      لا نبالغ في كلامنا عن شعبنا ومن حقّنا ان نفتخر بانتمائنا لبحريننا ولأرض اوال.
      رغم صغر بلادنا الا انها حصدت الكثير من الجوائز العالمية ومنها جريدة الوسط.
      انه الشعب الذي يريد البعض وصمه بالارهاب عنوة

    • زائر 12 | 1:20 ص

      بسكم عاد لا تقعدون تدلعونهم

      باجر يقعدون يمنون علينه أنهم يشتغلون في محطات البترول و الفنادق.

    • زائر 21 زائر 12 | 4:09 ص

      يامحترم

      هاذين الشعب الاصيل مايمنون على احد ومن تكون عشان يمنون عليك والله ماشفت احسن من الشباب الي يشتغلون في المحطات شباب محترمين وبشوشين ويساعدونك اذا يقدرون مو تقول لي يمنون عليك على شنو؟ هاذين ما اشتغلوا في هالوظائف الا لأنهم ماحصلوا اشغال تناسبهم اشغال محترمه وبراتب عدل لأن الاجانب ماخذين محلهم لاتقول ليي ماعنده شهاده في اجانب يجيبونهم مايدرون وين الله حاطهم ويعطونهم شغلات سخيفه حتى جاهل يقدر يسويها ويعطونهم رواتب عدله وبدل سكن وبدل غربه وبدل طامه تحول عليه على شنو? في النهايه الرزق على الله

    • زائر 11 | 1:19 ص

      مادري ويش شايفة فيهم؟ لا يكون ملائكة نازلة من السماء؟

      ما شايف في الشباب البحريني زود على أحد .... اللهم إلا بتقارنينه بالنطيحة و المتردية من جيراننا ..... يمكن أوافقك .. أما تقارنينه بالشباب الأمريكي و الأوربي و الياباني و الكوري الجنوبي ..... فخلنا ساكتين أحسن.
      على قولة المثل الشعبي الأعور على العميان باشا.

    • زائر 10 | 1:04 ص

      للمعلومات فقط

      في الدول ألعربيه مثل مصر والأردن وفي أوربا ورسيا يمتهنون الحرفه لانه ماعندهم اجانب يزاحمونهم . ابسط شي الأجانب يزاحمون حتا في التجاره الجزئية البسيطه مثل بيع الخضروات والأسماك . وكلهم فري فيزا مو بعد الا الحرف المهنيه

    • زائر 9 | 12:59 ص

      مو بس الحكومة حتى التجار

      أنا كنت أعمل بمصنع كمسئول قسم ونظراً لإحتتياجي الدائم للذهاب للمخزن والذي هو بعيد عن موقع عملي فقد طلبت من المدير العام دراجة هوائية ( سيكل ) تفادياً لحرارة الشمس وتضييع الوقت ولكن للأسف رفض طلبي قائلاً ( المشي زين , رياضة ) والأجنبي يدربه سياقة ولما ينجح يشتري له سيارة من المعرض

    • زائر 8 | 12:59 ص

      تعالي المطار

      السلام عليكم اختي تعالي المطار وشوفي البحرينين يشتغلون في شركات اجار السيارات وغيرها واذا يجون الخليجين ويشوفون البحرينين يستغربون ويستنكرون

    • زائر 7 | 12:58 ص

      مقال أنيق

      مقال مميّز استاذة .. نغبطك لهذه النفس الكريمة والشعور الانساني النبيل والضمير الحي .. دائما ما تطرقين الفكرة بأسلوب جميل وهاديء وأنيق ..
      دمت للوسط ودامت لنا..
      ألف تحية

    • زائر 6 | 11:42 م

      شكرًا لكم

      ما يحز في النفس أن ابن البلد المتعلم يعمل في وظيفة لا تناسب شهادته في حين هناك من تستقدمه الدولة ليعمل في وظيفة لا يمتلك مؤهلها ولنا في التعليم خير مثال

    • زائر 5 | 11:27 م

      شباب وطني انت فوق الرأس

      كنّا فوق الرأس ولان صرنا تحت الرأس في هذه السنين لا تعرف أين تذهب ولم تشتكي الى الله طبعا وانت عبد اشتكي إليك انت في الارض وهو في اسماء .... ارحمو مافي الارض يرحمكم ما في السماء

    • زائر 4 | 11:23 م

      شباب وطني ... انتم فوق الرأس

      وانا أقول انتي فوق الرأس يابنت الشروقي الاصيله المتأصلة علي هذا الموضوع الرائع والأروع انتي الاصليهً التي تدافعين عن ارضك ووطنك بالقلم الذي لازم ان يفهمه اصحاب القرار والذي بالفعل يؤسفنا لما نري انت بره وهم داخل عجبي لما يحصل لبلادي التي خيرها لغيرها نحن لا نحتاج ان نوصل الكلام الى أصحابه هذا خشمك لو عوي

    • زائر 2 | 11:16 م

      الشغل مب عيب وأشرف الخلق كان راعي أغنام

      العيب في ان تقوم حكومة يُفترض بها ان تفضل المواطن على الأجنبي بملئ المناصب الإدارية بالأجانب ودفع تكاليف مواصلة دراساتهم العليا وتعليم أبنائهم في أحسن المدارس من أموال الشعب الذي لا يحظى بربع هذه المزايا التي يتنعم بها الأجنبي. لم نسمع بهذا التمييز في اي دولة أخرى من دول العالم. ان الله حرم الظلم على نفسه، فاتقوا الله فينا يا حكومة.

    • زائر 16 زائر 2 | 2:41 ص

      أحسنت

      العيب ليس بالعمل مادام شريفاً ولكن العيب بجعل الغريب يسيطر على الوظائف والبحريني عاطل رغم شهادته الجامعية فيضطر للعمل بوظائف لا تناسب مؤهلاته العلمية

    • زائر 1 | 10:25 م

      الكاسر

      فنشونة من اشغالنا وين أنروح وين انولي
      فنشوني انا ....وما اقول الا الله يرزقه ويرزقني من فضلة

اقرأ ايضاً