العدد 4785 - الثلثاء 13 أكتوبر 2015م الموافق 29 ذي الحجة 1436هـ

الروماتيزم والطبيب العريبي

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

لا نريد تسليط الضوء على الروماتيزم وهو مرض عرفناه منذ التسعينات، ويصيب 1 في المئة من السكّان، أي ما يقارب 13 ألف مريض في البحرين، ولكننا نريد التحدّث عن الطبيب عبدالخالق العريبي، فالطبيب ومساندته لهذه الأمراض المزمنة سواء الروماتيزم أو الروموتويد أو الذئبة الحمراء، فانّه يُرينا جانباً إنسانياً نساه بعض الأطباء، وعبدالخالق العريبي هو طبيب مشى في سلك الإنسانية من أجل مرضاه.

نريد من وزارة الصحّة أن تدعم الفعاليات التي تُقام من أجل الأمراض المزمنة بالذّات، والفعالية التي أُقيمت في اليوم العالمي للروماتيزم، بعنوان «لست وحدك»، كانت مهتمّة بالمرضى الذين أصابهم المرض، بمعيّة أهلهم، والوزارة هي الأولى التي يجب أن تتواجد في الميدان، ولا تحتاج إلى بطاقة دعوة.

ورجوعاً إلى الطبيب العريبي، فهو من الأطباء الذين يدعمون القضايا الإنسانية، ويشجّعون على توعية المجتمع بالأمراض المزمنة التي تُصيب البعض منّا أو الأقلّية، وإن كنّا لا نستطيع دعم ما يقوم به بالمال، فإننا نستطيع دعمه بالقلم، فطبيب مثله ومثل فريقه يقومون بإنجاز عظيم في البحرين، يحسبه البعض بسيطاً جداً، وهو ليس سهل بتاتاً، ولكننا نستصغر الأمور دوماً.

وليس عبدالخالق العريبي فقط، بل هناك مجموعة من الأطبّاء ممّن حملوا على عاتقهم توعية المجتمع بهذه الأمراض، وحملوا رايات بيضاء من أجل زرع ثقافة جديدة، حتى نعرف كيف نتعامل مع المرضى والمرض، ألا يحتاج هؤلاء إلى دعم؟!

الدعم المادّي والدعم المعنوي في البحوث الطبّية وفي التوعية الصحّية مهمّ جداً، ذلك أنّ الشعوب ترتقي بالعلم، سواء كان العلم في الطب أو الفيزياء أو الرياضيات أو اللغات أو غيرها من العلوم، ولكن دعمنا لهم أمر واجب، سنحصد ثماره في يوم من الأيام.

هناك من يبخل بالمال والدعم المعنوي لأمثال هؤلاء الأطباء، فهم يقولون نحن لسنا مرضى لماذا ندعم؟! نعم نحن لسنا مرضى ولكن يجب أن ندعم من يوعّينا ويساندنا ويحاول البحث في هذه الأمراض التي تستعصي على المواطن البحريني، حتى يجد العلاج في نهاية المطاف.

هذه ليست المرّة الأولى التي يحاول فيها الطبيب البحريني عبدالخالق العريبي ومن معه من الأطباء القيام بفعالية لأمراض لا يريد المجتمع معرفتها أو التحدّث عنها، وتقتصر في نهاية المطاف على المرضى، ولكنّها المرّة الأولى التي نجد فيها طبيباً يصبر على ثقافة المجتمع ويحاول زرع ثقافة جديدة كما ذكرنا في السابق، فشكراً له ولمن يعمل معه على الواجب العظيم الذي وضعوه على كاهلهم، وفي يوم من الأيام سيذكر التاريخ ما يقومون به.

نتمنى في الأيام القادمة مشاهدة تعاون بين وزارة الصحّة وبين الأطباء الذين يدعمون هذه الأمراض، فهم جميعاً لديهم واجب إنساني قبل أي شيء، وأهل البحرين «يستاهلون» من يقف معهم ويأخذ بيدهم، ولو بأقل القليل.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 4785 - الثلثاء 13 أكتوبر 2015م الموافق 29 ذي الحجة 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 12:00 م

      هل تعرفون حكاية الحمامة و الثعلب و مالك الحزين ؟

      ساكتفي بإيراد الحكمة منها " قال الثعلب لمالك الحزين : يا عدوَّ نفسه، ترى الرأي للحمامة، وتعلّمها الحيلةَ لنفسها، وتعجز عن ذلك لنفسك " ما أطنّ فهمكم يفكّ طلاسم الحكمة !!!!!

    • زائر 3 | 11:45 ص

      التوظيف في القطاع العام

      نتمنى من الاخت المحترمة مريم الشروقي التطرق لمشكلة الانتظار الذي يعاني منه المقدمين على طلبات في ديوان الخدمة المدنية حيث يعطون رقم طلب لايجدي نفعا للتقديم او المراجعة ... كما أن الاسماء المقبولة لا تعلن في الجرائد كما في دول شقيقة كالكويت والمملكة العربية السعودية .. نتمنى أن تناقشين الموضوع لايصال ملاحظاتنا للمسؤولين .

    • زائر 1 | 1:24 ص

      بارك الله في جهوده الكبيره

      وبارك الله في قلمك

اقرأ ايضاً