بعد النتائج السلبية لمنتخبات كرة القدم في المشاركات الخارجية التي خاضها سواء كانت قارية أو دولية لابد أن نبحث عن مكامن الخلل وأسباب النتائج المؤسفة، والتي أصابت الشارع الرياضي بالإحباط بعد أن شاهد منتخبات بلاده تسقط واحدا تلو الآخر في تلك البطولات الهامة التي ليست لها علاقة بالبطولات الخليجية غير المعترف بها رسميا وتعد شبيهة بالمباريات الودية التي ليس لها تصنيف دولي.

السؤال المطروح أولا... هل السبب هو مجلس إدارة اتحاد الكرة الذي عجز عن إدارة دفة اللعبة بحكمة واقتدار فوجدنا دوريا هابطا «مخربط» لا يسير وفق برنامج زمني ثابت، تصادفه الكثير من الأخطاء التي توقعه في المحظورات الفنية والإدارية، ولم ينجح حتى الان في خلق حوافز بشكل كبير للفرق والجماهير الرياضية رغم الوعود المتكررة، إضافة إلى ضعف وعدم إنتاجية لجانه العاملة بشكل يسهم في نجاح خطط بيت الكرة.

فهل السبب يكمن في إدارات مجالس الأندية التي لا تنظر إلى المصلحة العامة في اختيار أعضاء مجلس إدارة الاتحاد ممن يملكون الخبرة والكفاءة والدراية بشئون اللعبة كلاعبين او إداريين حتى باتوا كالبحارة الذين ركبوا البحر وسط أمواج عاتية فلا هم استطاعوا قيادة السفينة ولا هم أصبحوا قادرين على العودة!

أم إن سبب تراجع اللعبة يعود إلى عدم وجود اهتمام جدي من قبل الحكومة بتطوير قطاع الرياضة برغم توصيات اللجان العديدة التي ذهبت طي النسيان وكان غالبيتها ينصب على أهمية وجود بنية تحتية متكاملة كما يحدث في دول الجوار. فالأموال تذهب غالبيتها إلى مشاركات خارجية لا طائل منها على مستوى بعض الألعاب الفردية، فأين ذهب مشروع بناء استاد رياضي جديد؟ وأين ذهب مشروع تشييد الأندية النموذجية ومشاريع كبيرة أخرى كانت ستخلق طفرة كبيرة في فترة زمنية كانت فيها الأموال متوفرة؟

كما لا أبرئ ذمة رجال الصحافة الرياضية والإعلام من شراكتهم في الانتكاسة، لأن المصلحة العامة تفرض قول الحقيقة وكشف المستور والتصدي لكل ما هو سلبي ويعيق الحركة الرياضية حتى ولو كان على حساب المصلحة الشخصية.

أخيرا أقول إننا مطالبون جميعا بتقدير الألعاب الجماعية والفردية التي تحقق نتائج جيدة مشرفة وزيادة دعمها، أما الألعاب التي مازالت مكانك راوح ومازالت تحقق نتائج سلبية فيجب أن تكون معها وقفة تصحيح حقيقية.