كمٌ هائل من التمريرات الذكية والمدروسة والتي تقدم بمناورات عالية الدقة تلك التي يقدمها برنامج افتح ياسمسم البرنامج التلفزيوني التعليمي الموجه للأطفال دون سن المدرسة (بين 4 و 6 سنوات) والذي انطلق بنسخته العربية الجديدة بعد غياب دام لثلاثة عقود تقريباً.

البرنامج ركز على عدة مفاهيم تربوية تعليمية وتثقيفية، وخصوصاً في مجال الثقافة الصحية، فأي متابع للبرنامج يستطيع رصد قيم الثقافة الصحية التي يغرسها البرنامج عبر شخصياته المتعددة من الدُمى ككعكي ونعمان، حتى أنه أبرز في هذه النسخة شخصية طبيب- دُمية، وحتى في فقرة القصص التي تسرد عادة في نهاية الحلقة تجد رسائل صحية تقدم بين طيات القصة بشكل بريء ولطيف لا يشعر معه المتلقي من الصغار خصوصاً بالرسائل المبطنة في تلك القوالب المتعددة.

الرسائل الصحية ترتكز بحسب ملاحظتنا في "الوسط الطبي" على ركيزتين أساسيتين الأولى الغذاء الصحي والثاني النظافة الشخصية، ومن الواضح أن القائمين على البرنامج درسوا مضامين الفقرات بعناية فائقة مما يدل على استنادهم إلى متخصصين في الشأنين التربوي والصحي ليقدموا رسالة محببة للأطفال تنفذ لأعماقهم لتتحول لسلوك مع مرور الوقت يبني جداراً واقياً من أهم مسببات الأمراض وهما متلازمتي الخمول والغذاء غير الصحي.

يصب البرنامج في كثير من فقراته في إطار التوعية الصحية الموجهة والمدروسة للأطفال ولعل هذه الحلقة المفقودة في مجال التثقيف الصحي التي تقوم به الكثير من الجهات الرسمية وغير الرسمية. فحصص التثقيف الصحي عبر الأذرع الإعلامية المتعددة الموجهة للأطفال قليلة جداً في الوطن العربي – بحسب ما رصدناه -.

هنا نستغل هذا المنبر لنبارك للتحالف الذي يضم مجلس أبوظبي للتعليم، ومؤسسة بداية للإعلام ومكتب التربية العربي لدول مجلس التعاون الخليجي، ومؤسسة الإنتاج البرامجي المشترك لدول الخليج العربي وشركة توفور 54 غرسه المثمر الذي سيأتي أُكله في أقرب وقت.

ولا يفوتنا الدعوة إلى استثمار الأدوات الحديثة من هواتف ذكية وحواسيب لوحية التي تسهل الوصول لتطبيقات، ومواقع إلكترونية متعددة القوالب والمضامين، في مشاريع التثقيف الطبي الموجهة للجميع لا سيما للأطفال؛ لأنها أدوات الجيل الحالي والأجيال القادمة في التعرف على العالم وإكتساب المعارف والثقافة.

مشاريع التوعية الصحية التي تزيد يوماً بعد يوم تؤكد صحة رؤيتنا في شركة دار الوسط للنشر والتوزيع وديلي للعلاقات العامة في تأسيس ملحق "الوسط الطبي".