إن ما يهم طبيب الأسنان عند المرضى السكريين يتلخص بالنقاط التالية :

زيادة قابلية هذا المريض للنزف أثناء إجراء الجراحة الفموية ( قلع الأسنان )، استعداد المريض للإنتان، تأخر التئام الجروح لديه.

يعتبر المرض اللثوي حول الأسنان هو الاختلاط السادس من الاختلاطات التي يكون داء السكري سبباً مباشراً في ظهورها، حيث أن ارتفاع النزف والالتهاب اللثوي عند مرضى السكري لا يكون فقط بسبب الحالة الالتهابية أو الجرثومية ولكنه يحدث أيضا ً بسبب هشاشة الأوعية الدموية ضمن الأنسجة اللثوية ولا يتعلق الاستعداد للإصابة بالمرض حول السني بزيادة مستوى اللويحة السنية و القلح كما هو عند المرضى غير السكريين مما يدعونا للاعتقاد بأن التغيرات الاستقلابية على مستوى الكولاجين و زيادة فعالية الكولاجيناز و كذلك ضعف تشكل الكولاجين والتغيرات في تركيب بروتينات العظم وتغيرات البيئة الجرثومية الفموية تعد من العوامل المؤهبة للمرض حول السني عند مرضى السكري .

كما يمكن للتظاهرات الجهازية للداء السكري كالاعتلال الوعائي المجهري و ضعف الاستجابة المناعية و الاستقلاب غير الطبيعي للكولاجين والفعالية المتزايدة للبروتينات الحالة للقالب المعدني أن تشارك في إمراضية الداء السكري المترافق مع المرض حول السني.

و إنه لمن البديهي القول بأن تحقيق الصحة الفموية عند مريض السكري هو جزء من الإجراءات العلاجية للحالة السكرية العامة فضلاً عن كونها جزءاً من الوقاية من المضاعفات المزمنة لداء السكري

ماذا على مريض السكري أن يفعل عند زيارة طبيب الأسنان :

يخبر طبيب أسنانه أنه مصاب بالسكري وفيما إذا كانت مشاكله الفموية تؤثر على ضبط سكر الدم عنده

يتناول وجبة قبل أن يقصد طبيب الأسنان فأنسب الأوقات لزيارة طبيبه بعد تناول الوجبة و عندما يكون الأنسولين في فعله الأدنى والوجبة في فعلها الأعلى وإذا كان المريض يتداوى بالأنسولين فأفضل الأوقات لزيارة طبيبك بعد حقن الجرعة الصباحية وتناول الفطور.

على المريض أن يأخذ أدويته الموصوفة له كما هي العادة إلا إذا ارتأى طبيب أسنانه وطبيب السكري تغيير نظام دوائه أو تعديله ولذلك يجب على طبيب الأسنان مشاركة طبيب السكري بالبحث والرأي و بشكل خاص عند إجراء عمل جراحي فموي كبير للمريض.

يجب عدم القيام بأي عمل جراحي في الفم إلا بعد أن تتم السيطرة على سكر الدم أما إذا كان العمل الجراحي إسعافياً أو لا يمكن تأجيله ( تورم ، كيس متقيح ….. ) فلا بد من استشارة طبيب الأسنان لطبيب السكري للدخول إلى المشفى لتقديم العناية المركزة قبل العمل الجراحي وبعده .

يجب توخي الحذر عند وصف المسكنات لدى مريض سكري مضى على إصابته أكثر من 10 سنوات فغالبا ً ما يكون لدى المريض قصور كلوي خاصة عند وجود اعتلال شبكية وارتفاع ضغط الدم ففي حال القصور الكلوي يزداد نصف عمر الدواء لا سيما الأدوية ذات الإطراح الكلوي مثل التتراسكلينات لذلك يفضل الابتعاد عن وصفها لدى المرضى السكريين مع اعتلال كلوي .

نصائح عامة يجب توجيهها لمريض السكري:

تشكل الثقافة الخاصة بداء السكري بالنسبة للمصاب حافزاً لإطلاق شخصية متوازنة محبة لنمط الحياة الجديد وقادرة على تعديل سلوكها الغذائي والحياتي بشكل إيجابي وعلى طبيب الأسنان أن يعرف بأن توعية المريض تشكل العامل الأكثر أهمية في نجاح المعالجة و الجراحة الفموية ومن ضمن التوصيات التي لا بد من تذكير مريض السكري بها :

مراقبة سكر الدم بشكل دوري من خلال الفحص المخبري و ليس الفحص المنزلي الذي يملك نسبة ارتياب لا بأس بها.

أن يعمل على ضبط سكر الدم دوماً فذلك يمنع تغير وظيفة اللعاب وتركيبه المقاوم للنخر و للجراثيم.

أن يستبدل فرشاة أسنانه كل 6 شهور حتى لا تتحول إلى مرتع للجراثيم الممرضة ولا سيما إذا أصبحت أشعارها منحنية ومائلة حتى لا تسبب الأذى والرض للنسج اللثوية أثناء التفريش حيث أن اللثة غالبا ما تكون ميالة للنزف حتى بدون تفريش.

الفحص الدوري للفم والأسنان و معالجة المشاكل في بدايتها و إزالة العوامل المساعدة على تراكم اللويحة السنية مثل التكلسات والنخور والحشوات الشئذة من خلال إجراء تقليح لثوي كل ستة أشهر ومعالجة النخور واستبدال الحشوات الشئذة و غالباً ما تحتاج المعالجات اللثوية و الجراحية الى وصف الصادات الحيوية بالمشاركة مع المطهرات الفموية (الكلورهكسيدين).