من الجميل ان تضع فاصلة، في حين تضع لك الحياة نقطة بآخر السطر. فوفاة الوالدين هو إبتلاء عظيم، ولكنه ليس نهاية المطاف، وهذا ما أكده الشاب أحمد عبدعلي الخباز في حواره مع الوسط الطبي، فموت والديه في فترة زمنية قصيرة جراء مضاعفات السكري منحته قوة بعد الضعف، ولم يجعلها نهاية لحياته وآماله.

الخبّاز أستخلص من الأحداث المتعاقبة التي مرت به الكثير من الدروس والعبر ومنها أن الصحة هي أعز ما يملكه الإنسان، وإن نمط الحياة الصحي بوابة تقي الفرد من كثير من الآفات.

بدأ الخباز دخوله فعلياً للحياة الصحية من منطلق خسارة الوزن، فلقد خضع في الآونه الأخيرة إلى حمية قاسية، تحلى من خلالها بالصبر والتحدي لتوديع قافلة السمناء والإلتحاق بقافلة النحفاء. و تزامناً مع تلك التجربة من حياته استطاع أن يقيّم الأطعمة المتوفره على رفوف المطاعم والسوبر ماركت و ينتقي منها الصالح رغم أنف الطالح!

وحرصاً من “الوسط الطبي” على تشجيع الطاقات الشبابية التقته في معمله للحديث عن كثب حول مشروعه الغذائي الخاص، مستهلاً حديثه بقوله: “ مشروعي الخاص ذو هدف صحي قبل أن يكون تجاري، فلغلبة الأطعمة غير الصحية في حياتنا وتسببها بالكثير من الأمراض، شجعني ذلك للبدء في تصنيع منتجات محلية صحية كبدائل للمستهلك” ولكثرة إطلاعه على العديد من الدراسات التي تؤكد فائدة المكسرات العظيمه على الصحة، قرر أن يبدأ في تصنيع منتجات مشتقة منه – المكسرات-، فهي مفيدة في تقليل إحتمالية الإصابة بالسكري من النوع الثاني، كما إنها مفيدة لصحة القلب والعضلات و الذاكرة.

و بدأ الخباز منذ حوالي 8 شهور مشروعه الخاص في تصنيع زبدة المكسرات كالفول السوداني و قمر الدين “الكازو” و اللوز، و ذلك عبر برنامج الإنستقرام تحت إسم

”Organic_peanutbutter@” وجاء اختيار الإنستقرام كإنطلاقه له نظراً للقاعدة الجماهيرية التي يستقطبها ذلك البرنامج من مختلف الفئات والأطياف.

مؤكدا على كون منتجاته صحية ومختلفه عن المطروحة في الأسواق. فالمنتجات المتوفرة في الأسواق يكثر فيها إستخدام المواد الحافظة و الدهون والدهون المهدرجة والأملاح، وذلك حسب قوله طمعا من مصنعيها في إطاله عمر المنتج وضمان عدم تضرره من التخزين إلى جانب تمييزه عن المنتجات المنافسة، في حين إن تلك المبررات لم تعد مُقنعة على عقول الباحثين عن الصحة لفداحة أضرارها، ولم تعد مقنعة لهُ كذلك، وهذا ما دفعهُ بإبتكار أطعمة صحية و طرحها على المُستهلك بأسعار مناسبة.

جدير بالذكر إن منتجاته خليط من مكونات طبيعية 100 %، فهو يعتمد على المكسرات التي تحتوي على دهون كافية لتحويلها إلى زبدة بالإضافة إلى الملح البحري حسب قوله. نافيا إضافة أي نوع من الدهون أو الإضافات دون علم الزبون بذلك.

وحول الانواع المتوافرة لديه، قال” أقوم بتصنيع زبدة الفول السوداني، زبدة الفول السوداني واللوز، زبدة الفول السوداني و الكازو ، زبدة الكازو وزيت الزيتون”.

على أنه يقوم بإضافة الكاكو الطبيعي والسكر المحلى أو السكر إلى المنتجات في حال رغبة الزبون بذلك فقط، وعليه سيكون الزبون على علم تام بمكونات منتجه الذين بين يديه.

ومن خلال زيارة الوسط الطبي في معمله المتواضع تلمسنا حجم الأمانة التي يحملها هذا الشاب في عمله، فهو يحافظ على تدابير النظافة في صناعة منتجاته، كما إنه يعمد على تصنيع المنتجات طازجة أولا بأول للزبون، وهذا يعني أن المنتج لن يكون جاهزاً إلا بعد طلب الزبون، وبذلك يمكن للزبون الإحتفاط به لمدة 3 أشهر من وقت إستلامه حسبما أكد، وذلك عائد إلى ان المنتج ذو مكونات طبيعية.

ويقدر الإقبال على منتجاته بالجيد، فالمستهلكون حسب قوله يشجعون المنتج المحلي الصحي، خاصة في ظل ندرة مصنعوه، مؤكداً بان هنالك إقبال من جميع الفئات على المنتجات، وهذا يدل على ان زبدة المكسرات مناسبة لتناول جميع الفئات العمرية وصالحة للدخول في العديد من الأطعمة و الأطباق.