العدد 4800 - الأربعاء 28 أكتوبر 2015م الموافق 14 محرم 1437هـ

البنكرياس “الجذعي” أمل قيد البحث

الحلم لا زال في المختبرات .. د. السيد:

تكثر بوارق الأمل في الآونه الأخيرة عند الكثير من المرضى بالتخلص من أمراضهم بالعلاج بتقنية الخلايا الجذعية، وأكثر هؤلاء المرضى أملاً هم أصحاب الأمراض المزمنة.

الأبحاث والدراسات مستمرة لتطوير التقنية الجديدة التي من شأنها أن تخلص مرضى السكر من داء العصر، لكن الأمل المعقود على الخلايا المحفزة مشوب بالحذر.

للوقوف على تفاصيل أكثر عن آفاق المستقبل في علاج السكر التقينا في الوسط الطبي استشارية غدد صماء وسكر و اختلال الدهون و المدير الطبي بمركز الخليج التخصصي للسكر الدكتورة نسرين السيد، ودار اللقاء التالي:

عرفي لنا الخلايا الجذعية التي تُوصف بطب المستقبل؟

يتكون جسم الإنسان من العديد من الخلايا المهمة المسؤولة عن الكثير من العمليات في أجسامنا. وتتميز الخلايا الجذعية بقدرتها على الانقسام لتجديد نفسها وأيضا الانقسام لتكوين أنواع مختلفة من الخلايا.

 

ماهي أبرز انواعها؟

الخلايا الجذعية توجد في أشكال عديدة ومختلفة، يعتقد العلماء إن كل عضو في جسم الانسان يمتلك نوع خاص به من الخلايا الجذعية. النوع الأول هي الخلايا الجذعية الجنينية التي تتكون في المراحل الأولى من التكوين البشري، هذه الخلايا تتميز بقدرتها على بناء كل الأعضاء والأنسجة في أجسامنا خلال التطور البشري. ومن الممكن تنميتها في المعامل وذلك بأخذ الخلايا الجذعية المتكونة خلال الأيام الأولى من التخصيب الجنيني. أما النوع الثاني فهي الخلايا الجذعية البالغة التي تمتلك القدرة على تعويض الجسم بما فقده من أنواع متخصصة من الخلايا.

وهنالك كذلك خلايا جذعية ذات قدرات متعددة مستحثة، وهي تمتلك جميع مميزات الخلايا الجذعية الجنينية ولكنها غير متكونة من الأجنة، هذه الخلايا عبارة عن خلايا غير جذعية تؤخذ من الانسان ويتم تحويلها في المعامل إلى خلايا جذعية ومن ثم إعادتها إلى نفس الشخص بدون رفض الجهاز المناعي لها والذي يعتبر من أهم العقبات في زراعة الخلايا الجذعية.

كيف تستطيع الخلايا الجذعية أن تعالج مرضى السكري؟

بما أن الخلايا الجذعية لها القدرة على تبديل الخلايا القديمة والمريضة فإن العلماء متأكدين من قدرة استخدام الخلايا الجذعية لعلاج العديد من الأمراض. الفكرة تقوم على زراعة الخلايا الجذعية أو الخلايا الجذعية البالغة للمريض، ففي مرضى السكري تكون عدد الخلايا الجذعية الموجودة غير كافية لإصلاح الخلل وبالتالي لا يوجد إفراز كافٍ للأنسولين. وهذا يحدث بالدرجة الأولى في مرضى النوع الأول من السكر.

أما في النوع الثاني من السكر فمن الممكن أن تنقص الخلايا ولكن بشكل تدريجي في مراحل متأخرة من المرض، لذلك عند زراعة الخلايا الجذعية تزيد قدرة الجسم على اصلاح الخلل وبالتالي افراز الأنسولين.

لذا فالهدف الرئيس من العلاج بالخلايا الجذعية هو تقليل أدوية الأنسولين وأدوية تقليل مستوى السكر في الدم أو التوقف عن تناولها كلية، كما يعمل العلاج على تخفيف المضاعفات المزمنة لمرض السكري.

 

ما هي آخر النجاحات والإكتشافات في هذا المجال؟

مؤخراً توصلت جامعة هارفارد في تجاوز عقبة الحصول على عدد كاف من الخلايا المفرزة لهرمون الأنسولين عبر تحوير الخلايا الجذعية إلى خلايا بنكرياسية قادرة على إفراز هذا الهرمون اللازم لحرق السكريات، وبعدد كبير جداً، مما جدد الأمل في علاج مرض السكري بالخلايا الجذعية وأنه أصبح أقرب كثيرا من ذي قبل.

والخطوه الثانية كما أكدها رئيس فريق البحث هي وضع هذه الخلايا داخل حافظة بيولوجية وزرعها داخل الجسم، لمنع خلايا المناعة من مهاجمتها، ويعتبر هذا الخيار أفضل من إعطاء المريض أدوية مهبطة للمناعة. ويحتاج وضع هذه التقنية في متناول المرضى حوالي سنة من الآن للتغلب على بعض الصعوبات التقنية ومنها الحافظة البيولوجية، وكذلك الحصول على ترخيص هيئة الدواء والغذاء الأمريكية.

بدأت مؤسسات عديدة تحوير الخلايا الجذعية إلى خلايا بنكرياسية لمريض السكري، ماتعليقك؟

صحيح هنالك دول تقوم بهذا العلاج، ولكن نصيحتي للمرضى التأني وعدم الاستعجال في اللجوء إلى هذا النوع من العلاج حتى تتطور الأبحاث في هذا المجال، و إن حدث التصديق على هذا العلاج فيجب أن يعمم ويشرط على كل المراكز في العالم باتخاذ كل الإجراءات والمعايير العالمية المتفق عليها في تصنيع و زرع هذه الخلايا.

بعض المؤسسات الصحية في العالم تقوم إما بزراعة خلايا جنينية أو الخلايا ذات القدرات المتعددة ولكن ليس عن طريق تحوير الخلايا الجذعية إلى خلايا بنكرياسية، وذلك لما يُصاحب هذه العملية من عواقب وخيمة حيث يجب التأكد من التقنية والجودة في صنع هذه الخلايا وفي أي مختبرات وهل هي على دقة تامة وغير حاملة لأي ملوثات، فالخلايا الجذعية غير معتمدة وقد تصيب المريض بالضرر أو الموت، كذلك هناك قلق بشأن تحول بعض الخلايا هذه إلى خلايا محفزة لخلايا السرطانية.

أما ما يحدث الآن فهو إجراءات علاجية تقتصر على المرضى المصابين بالنوع الأول والذين لم يستجيبوا للعلاج بحقن الأنسولين أو مضخة الأنسولين وعادة يتم علاجهم وإدراجهم في دراسات سريرية في مراكز ذات سمعة وجودة عالية في مثل هذه التقنيات.

العدد 4800 - الأربعاء 28 أكتوبر 2015م الموافق 14 محرم 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً