العدد 4807 - الأربعاء 04 نوفمبر 2015م الموافق 21 محرم 1437هـ

قبل أن نصحو على كارثة

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

من الحوادث المزعجة مؤخراً، ما أبلغ عنه قيّم مسجد السيدهاشم التوبلاني عن تسلّل شخص غريب قبيل صلاة الفجر يوم الجمعة الماضية (30 أكتوبر/ تشرين الأول 2015)، وقيامه بتدوين ملاحظات عن المسجد، وحين سأله عن تصرفه غير الطبيعي خرج من المسجد مسرعاً بسيارته الكامري البيضاء.

الرجل غريب الشكل، ولهجته غير بحرينية، وأثبتت التحريات الأولية أن رقم سيارته مزوّر، لأنه لا يتطابق مع نوع السيارة ومالكها المسجّل لدى إدارة المرور. والحادث تم توثيقه عبر أجهزة التصوير في المسجد وسُلّم شريط الفيديو إلى الجهات المعنية، ومع ذلك اكتفت الداخلية بالإعلان مساء ذلك اليوم عن توفير رجلي أمن من شرطة المجتمع لحراسة هذا المسجد التاريخي الكبير.

المسجد يقع في قرية آمنة (توبلي)، التي تلاصق بيوتها بيوت مدينة عيسى من الناحية الشمالية، فلا يفصلهما غير شارع واحد ممتد لأكثر من كيلومترين. كما أن سوق توبلي حيويٌ ومزدحمٌ بالحركة طوال ساعات النهار وحتى قرب منتصف الليل. والتحليل الذي تبادر لأذهان الكثيرين، أن هذا الشخص الدخيل كان ينوى شراً، فتصرفه لم يكن طبيعياً، حين يدخل مسجداً يتفحص ويسأل، في تلك الساعة من الفجر، وحتى حين مدّ قيّم المسجد يده لمصافحته رفض السلام عليه، وبادر للهرب.

المصلون ارتابوا في حركات هذا الشخص، الذي أطال الجلوس بصورة مريبة، قرب ضريح عالم الدين الشهير السيدهاشم التوبلاني (رحمه الله)، واكتشفوا أنه لم يكن من المحرق كما ادعى، حيث فضحته لهجته وجهله بتلك المنطقة حين سألوه عنها.

ما عزّز هذه الشكوك، وجود خلفية مسبقة من الحوادث والتهديدات الفعلية، من تعرّض بعض المآتم لإطلاق نارٍ في المنطقة الغربية قبل أسبوعين، فضلاً عن انعكاس توترات المنطقة على الساحة المحلية، وخصوصاً مع صدور تهديدات سابقة لاستهداف المساجد في البحرين، من قبل حركة «داعش» الإرهابية، بعد تبنيها تفجير عددٍ من المساجد في الدول المجاورة، كما حدث في الدالوة والقطيف والدمام بالسعودية، وأخيراً في الكويت. وهو ما استدعى وزارة الداخلية يومها لاتخاذ إجراءات احترازية، بنشر نقاط تفتيش أمنية ونصب كاميرات تصوير عند مداخل بعض المناطق التي قد تتعرض للاستهداف، ومن بينها مدينة عيسى، التي مثّلت نموذجاً للتعايش بين البحرينيين منذ إنشائها قبيل الاستقلال بقليل.

البحرين ليست بمنأى اليوم عن الأخطار والتهديدات الإرهابية الحقيقية القادمة من الخارج، فالإقليم كله يهتز ويشتعل، مع ارتفاع حدة الحروب في هذا البلد العربي أو ذاك، وما يرافقها من زيادة التهديدات التي يطلقها «داعش» جهاراً نهاراً، باستهداف بلدان المنطقة التي يذكرها بالاسم، شعوباً وحكومات. وهو تنظيمٌ له أنصار نشطون ودعاة في وسائل التواصل الاجتماعي، وبعضهم نواب سابقون يحرّضون على الفتنة؛ وخلايا نائمة، يمكن تحريكها في أيّ وقت، لاستهداف أي بلد، كما أثبتت الأحداث والوقائع. وقد رأينا الجاني في تفجير الكويت، وكيف مرّ بالبحرين كمحطة ترانزيت، في طريقه لتنفيذ جريمته التي أودت في غمضة عين، بحياة 25 شهيداً وجرح أكثر من 200 من المصلين الآمنين. وهي حادثةٌ هزّت الكويت الشقيقة بعنف، وتألّم لها الجميع.

الإقليم يهتز ويشتعل، وبؤر التوتر تقذف بحممها في كل اتجاه، والبعض مهمته الوحيدة نفث الفتنة والتحريض على الكراهية وازدراء المذاهب الأخرى وتكفير طوائف المسلمين. إنها امتهان الفتنة وإغراق السفينة بأهلها دون محاسبة أو مساءلة... والفتنة أشد من القتل.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 4807 - الأربعاء 04 نوفمبر 2015م الموافق 21 محرم 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 11 | 7:02 ص

      الفتنة أشد من القتل وبدايتها تجزئة الشعب

      على أساس مذهبي بدل الوطنية التي تجمع الكل

    • زائر 10 | 6:47 ص

      المصالحة الوطنية بين مكونات المجتمع هي الحل والتوافق بين المكونين

      وعمل جمعيات من المكونين هو بداية الصحيحة لحلحلة الازمة والاتفاق بين الكل لحل المطالب العادلة

    • زائر 8 | 12:48 ص

      المشكله في البلد

      عويصه لان الجهاز الامني ينظر للبحراني بانه ارهابي مخرب لاثقه فيه ابدا وكل من يحاول ايذاء البحارنه يجب مناصحته فقط لا تجريمه ومحاكمته
      عندما نتحدث عن التمييز يقولون انتم تشوهون سمعة البلد بالله عليكم ليش ناس مناصحه وناس مفاغصه احنا ما نحس اننا مواطنين في هذا البلد انا عمري الان 52 سنة مازلت احس بقشعريره عندما ارى شرطي في الشارع وراسا ياتي في مخيلتي انهم بلا مشاعر ولا احاسيس وانهم جميعهم عنيفين

    • زائر 7 | 11:24 م

      دعاة الحقد والكراهية مسكوت عنهم

      منذ ان عرفنا بعضهم اثناء دراستنا وهم اشخاص حاقدون على المذهب الشيعي ويتربصون بالشيعة ويكيدون لهم حتى وصلوا الى مجلس النواب وأتيحت لهم فرصة
      بث سمومهم بصورة اكبر وطبعا هؤلاء مسكوت عنهم بل ومرضي عنهم لانهم ينالون من الطائفة الشيعية وهذا هدف لدى البعض

    • زائر 6 | 11:19 م

      9

      المشكلة عدنا اذا جيت اتكلمت بالحق وبهذا المنطق قالوا اتحرض على طائفة اخرى .. ويش انقول انقول لك الله ياوطن

    • زائر 5 | 11:14 م

      عام

      سياسية الاوقاف الجعفريه تفنيش القيقمين في المسجد يعني هي تتحمل الجزء الاكبر في اي عمل إرهابي في المسجد بدون وجد قيم فيه الأوقاف ما يهمه المصلين ايهمه بي الفلوس من الارضي

    • زائر 3 | 10:15 م

      صدق رميه في القمامة قبل لايرمي المؤمنين في المقابر

      ولوتم القبض عليه سيتم مناصحته وإخراجه من باب التحقيقات الذي دخل منه على بالكم حارق تاير 15 سنة وكيبل وين ماصابت جابت.

    • زائر 2 | 9:30 م

      وماذا بعد ؟؟؟

      وماذا بعد ؟؟؟ فتنة طائفية عملوا وفعلوا وتشهير في الاعلام وقنوات الاتصال والتواصل مثل ما حدث من قبل .يجب تفعيل القانون وتطبيقة والعدالة تأخذ مجراها ، لو حارة كل من ايدوه اله .

    • زائر 1 | 8:50 م

      الموضوع لا يحتاج شريط فيديو ولا ديسك سي دي ولا شريط سينمائي

      هو دخل لكم وتحدث معكم ويريد مصافحتكم (أي بمعنى يقول لكم أخذوني بالاحضان ) ماذا تريدون أيضا؟ إقبضوا عليكم بأنفسكم وربطوه بحبال وارموه في صندوق السياره أو في بيك أب وسلموه للشرطه ، غير هذا لا يوجد ،، ألم تدعون بأنكم تريدون أن تحموا مساجدكم بانفسكم !!وعن نفسي أنا أقول إن كان بالفعل ناوي الشر، بل يجب تأديبه من قبل الأهالي هناك ورميه بالقمامه.

اقرأ ايضاً