العدد 4818 - الأحد 15 نوفمبر 2015م الموافق 02 صفر 1437هـ

الوجه الآخر لـ «داعش»

هاني الفردان hani.alfardan [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

الحديث عن وجود «خلايا نائمة» تابعة لتنظيم «القاعدة» في أي بلد عربي أو حتى أجنبي، أمر منذ سنوات وليس جديداً، الحديث عن «داعش» وتواجده بقواعده، أيضاً ليس غريباً ولا مستغرباً، بل هو واقع موجود، تلمسناه حتى لدينا في البحرين عندما أعلن مؤخراً (21 أكتوبر/ تشرين الأول 2015) عن انتهاء النيابة العامة من التحقيق في واقعة تشكيل فرع لجماعة إرهابية على خلاف أحكام القانون (ما يسمي بـ «تنظيم داعش»)، وإحالة أربعة وعشرين متهماً إلى المحكمة المختصة منهم ثمانية متهمين محبوسين وستة عشر هاربين، واتهامهم بإنشاء فرع لجماعة إرهابية خططت للإعداد لعمليات انتحارية داخل دور العبادة في البحرين.

«التفجير الانتحاري أو ما عرف بعد ذلك بـ«الإنغماسي» وهو الأسلوب الأكثر اتباعاً لدى تنظيم «داعش» يقوم على أساس انغماس أفراد التنظيم في مجتمع ما، ومن ثم تفجير نفسه في أكبر حشد من الناس لقتل أكبر عدد ممكن منهم.

مشهد «الانغماسي» شوهد كثيراً في السعودية والكويت ومؤخراً في لبنان وكذلك وصل إلى فرنسا التي استخدمت فيها لأول مرة «الأحزمة الناسفة».

باريس أمضت الجمعة (13 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015) ليلة دموية مع تنظيم «داعش» الذي نسق 6 عمليات منها عمليتان انتحاريتان بحزام ناسف وأربع عمليات إطلاق نار تم فيها استخدام سلاح الكلاشينكوف وبنادق حربية ثقيلة، تلك الأحداث أودت بحياة 128 شخصاً وجرحت العشرات.

ذلك هو وجه «داعش» العلني والظاهري والدموي، ولكن له أوجه كثيرة أخرى، متسترة تعيش بيننا في مجتمعاتنا، ويبررون لأعمال تلك الجماعة «التكفيرية»، وهم ينشطون بأساليب مختلفة.

الوجه العلني معروف خطره، ولكن الوجه المتخفي هو أخطر بكثير، كونه يعمل على تشكيل حواضن مستقبلية، ومغذية فكرياً لذلك التطرف والإرهاب الذي يبيح قتل الأبرياء بشتى الطرق.

مازالت ذاكرتنا تحتفظ بكتابات تطالب بعدم الوقوع في «الفخ» محذِّرةً من عدم «الانسياق والانجرار إلى الحديث عن ما لا وجود له في البحرين»، ويقصد بذلك «القاعدة» وأخواتها مثل «داعش» وغيرها، متجاهلين أو متغافلين أنهم هم أنفسهم من هددوا قبل، باللجوء إلى القاعدة وأخواتها وخلاياها النائمة، وعبر دعوات صريحة لتشكيل تلك التنظيمات.

بعد تفجير برج البراجنة في بيروت وصف كاتب كويتي انتحاريي وإنغماسيي «داعش» بـ «جنود الحق من المؤمنين الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه» بتنفيذهم تفجيرين في الضاحية الجنوبية ببيروت.

بعد تفجيرات باريس، وما حدث فيها من مجزرة، غرد رئيس حركة سياسية مستغرباً من الذين «سيتعاطفون مع أحداث باريس وسيعزون وقد يذهبون لمواساتهم»، مطالباً إياهم أن لا ينسوا القتلى يومياً وبالمئات في سورية والعراق»، داعياً إياهم بـ«القليل من الإنصاف».

وجه «داعش» الحقيقي أصبح وجوده مسلّماً به، قد تنشط خلاياه في بلد ما وقد تنام في مكان آخر في انتظار لحظة التنفيذ، كما أن وجود الوجه «الداعشي» الآخر، لا يمكن نكرانه، في ظل ما نشهده من مواقف للكثيرين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بعضهم مؤيد، والآخر مبرر، كما بينهم من مازال «خجلاً» من التغريد باسمه فيقوم بإعادة نشر تغريدات غيره!

في البحرين مثلاً بات وجود «داعش» حقيقة مثبتة رسمية، وتشجيعهم على القتال هناك».

الوجه الآخر لـ «داعش» هو الذي ينشط إعلامياً وطائفياً، لحرف البوصلة فكرياً، وخلق مساحات واسعة، وبيئات قابلة مستقبلاً لذلك التمدد الذي أعلن عنه قائد ذلك التنظيم أبوبكر البغدادي قبل عام كامل (13 نوفمبر/ 2014).

إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"

العدد 4818 - الأحد 15 نوفمبر 2015م الموافق 02 صفر 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 38 | 6:48 ص

      داعش هو آله استعماريه جديده

      برعاية امريكا والغرب وبعض العرب العاربه اللذين لاهم لهم سوى الحفاظ على كراسيهم والدوس على المواطن وحقوقه.

    • زائر 34 | 4:19 ص

      داعش ايرانيه

      استغرب من بعض العقول التي تقول داعش صناعه ايرانيه حقيقه لا اعلم هل هو طبل ام ماذا معقوله فيه ناس الى هالدرجه من السذاجه

    • زائر 32 | 3:15 ص

      الخلايا النائمة

      تعتبر الخلايا النائمة الوجه الاساس لداعش كونه الجهة التي تمول وتأطر الفكر والمعنى لوجود داعش الظاهرية ابتي تنفذ العمليات الانتحارية ف الابرياء بل تقوم بتبرير وتمجيد كل تلك الاعمال الشنيعة من تكفير وقتل ودمار.

    • زائر 31 | 2:52 ص

      يالله السلامة

      اليوم تكلمت عن داعش والقاعدة والتفجير الذي حصل في فرنسا و(برج البراجنه) في الضاحية الجنوبية للبنان وقلت راحت ارواح الأبرياء .ولكنك لم تتكلم عن تفجيرات البحرين وكم من ارواح بريئة ذهبت ولم تتكلم عن هذا التنظيم الأرهابي ،ليش لأن في البحرين ،علما اننا وليومنا هذا لم نسمع عن اي تفجير لداعش في البحرين ولكن شفنا وسمعنا عن تفجيرات (ماعش) في البحرين
      هل تخجل من ان تكتب عن الأرهابين في البحرين تخاف من ماعش مثلا؟؟؟؟؟؟

    • زائر 36 زائر 31 | 4:57 ص

      من معاش بعد؟؟؟

      البحرين البلد الوحيد الذي يلقي القبض على الخلايا الارهابية بضربات استباقية... فرنسا يجب أن تتعلم منها

    • زائر 27 | 1:06 ص

      غير صحيح

      المقال لم يلامس جوهر المشكلة وهيا عملية تغذية الفكر الداعشي بهدم المساجد

    • زائر 25 | 12:50 ص

      داعش الإيرانية تجمعنا..

      بوافق على ان داعش ايرانية...يلا خلونا يد وحدة انحارب داعش في البحرين ونطهر ديرتنا منها ومن كل من يقف وراءها ويدعمها ويبرر لها مواقفها.

    • زائر 21 | 12:11 ص

      استاذ

      وكاني اراك تقصد محامي بعيد تغريدات داعش هههههه

    • زائر 20 | 12:11 ص

      Silent Mode Vs Active Mode

      استاذنا العزيز لا فرق بين الوجهين لأنه يشرب فكريا من نفس الكأس إنما هي تغيير الوضعية على حسب الظروف والبيئة من وضعية ال Silent الي وضعية Active

    • زائر 19 | 12:10 ص

      من هي الكاتبة؟

      كاتبة هددت باللجوء للقاعدة؟ من هي

    • زائر 17 | 12:09 ص

      مقال واقعي

      حقائق واقعية...

    • زائر 16 | 12:03 ص

      زائر

      المشكلة اذا جاك مسؤول كبير في الدولة ويقول ان خطر ايران ليس باقل من داعش وغرضه التغطية علي جرائم داعش. حتي وان كنت علي خلاف مع ايران لا تقلل من خطر داعش. نعلم ان دعم داعش مدعومة من مسؤولين كبار

    • زائر 15 | 12:03 ص

      كانت في التسعينات تسمى عمليات استشهادية الآن أصبحت عمليات انتحارية!

      في التسعينات كانت الفصائل الفلسطينية تفجر المقاهي و دور السينما و المطاعم و المعابد و المدارس و الجامعات في تل أبيب. كان الإعلام العربي و الإسلامي (بشقيه السني و الشيعي) يسمي ما تقوم به الفصائل الفلسطينية من (حماس و فتح و جهاد إسلامي) بالعمليات الإستشهادية و يغضبون غضبا شديدا عندما يسميها أحدهم بعمليات إنتحارية! دارت الأيام و إذا بالمسلمين يستخدمون ذات الأساليب الإرهابية ضد بعضهم البعض ... الغريب في الآمر أن هناك اليوم موجة جديدة من الإرهاب الفلسطيني و هي الطعن بالسكاكين و تلقى رواجا كبيرا!

    • زائر 14 | 11:58 م

      داعش موجودة في البحرين

      و اعتقد زيارة واحدة لمنطقه البستين الجديدة سترى كتابات على الحائط اهلا بالدولة الاسلامية !! باعتقادي ان الدولة لا تعمل جاهدة لمحاربتهم و هناك مدارس في مساجدنا لهم و يبدوا انهم الورقه الاخيرة التي يتلعب في الوقت بدل الضائع بعد ان ينهار اقتصاد البحرين كليا بعد فضائح العجز في الموازنة و ايضا في التأمينات الاجتماعية .. السناريو واضح و يبدو انه جدا قريب و لا استبعد حدوثة خلال الاشهر القليله القادمة

    • زائر 13 | 11:58 م

      جمهور مريض

      بعض المعلقين والذين سميتهم جمهور مريض ، نعم بالفعل مريض وغبي حتى النخاع ، يريدون احويل البوصله بإتجاه آخر ، الإرهابيين بجميع مسمياتهم هم فكر واحد (فكر تكفيري وهابي بإمتياز ) لكن الحقد والمرض الطائفي المنتشر (عسى أن لا يشفوا منه يا رب ) أرادوا أن يصوبوا نيرانهم لشرفاء الأمه كالمقاومه الشريفه وجمهورية إيران الإسلاميه حفظهم الله ذخرا للإسلام والمسلمين.

    • زائر 12 | 11:48 م

      داعش ايرانية بس المفجرين سعوديين ( غباء وسذاجة )

      داعش ايرانية بس المفجرين سعوديين وبحرينيين وغيرهم من الحثالة

    • زائر 18 زائر 12 | 12:10 ص

      تنظيم القاعدة كانوا كلهم أفغان و عرب و مسلمين و لكنهم أيضا كانوا صناعة أمريكية!

      يعني انت عمرك كم؟ 10 سنوات مثلا؟ ليش ما تكون داعش صناعة إيرانية؟ هل لازم يكونون إيرانيين أو شيعة مثلا .... إيران تصنع تنظيمات سنية إرهابية لضرب خصومها في الجوار أو الغرب .. إيران تحالفت مع أرمينيا المسيحية ضد أذربيجان الشيعية في الحرب التي اندلعت أوائل التسعينات بينهم ... لا يكون تفكر عقليلة من يحكم في إيران يفكر بطريقة هذا شيعي و هذا سني .... هذي كلها مصالح!
      إيران تعاونت مع تنظيم القاعدة في أفغانستان و العراق لضرب القوات الأمريكية بس مثل هذه الأمور تحتاج لتعليم أعلى من المستوى الإعدادي.

    • زائر 11 | 11:46 م

      صباح الخير

      نعم طالبان إرهابية ولكن خرجت من رحم القاعدة داعش وأخواتها إرهابيون هاهيه الأم المفرخه والتي مازال تفرخ جبهات الشام والأحرار والصحابه والتابعين 'المئيدين والمتئخربن والمتئامرين مع والصهيونية العالميه لتفتيت هادا العالم عندما تأتي إلى الممول والمسلح لا تستغرب هاهيه امهم الودوده الحنون التي وقفت في جنيف منفردة ومصره على موقفها انشاء الله وضحت لك الفكرة

    • زائر 8 | 11:20 م

      شتان بين حزب الشيطان،وين حزب الله المؤمنين

      داعش ارهاب وهابي برعاية بريطانية اميركية لدعم الغوغائية وتكنيز الذهب والفضة وقتل النفس التي حرم الله الا بالحق وسيعلمون الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون والعاقبة للمتقين
      راجع نشئتها وتنشئتها ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون
      وبقبال تجد المؤمنين المتوكلين على الله يقول فيهم
      أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون

    • زائر 6 | 11:00 م

      لا فرق

      لا فرق بين داعش و حالش فكلاهما ارهابي و يعمل من اجل مصالح ايران التي هي الراعي الاول للإرهاب و الإرهابيين

    • زائر 7 زائر 6 | 11:19 م

      استريح

      داعش ارهاب وهابي برعاية بريطانية اميركية لدعم الغوغائية وتكنيز الذهب والفضة وقتل النفس التي حرم الله الا بالحق وسيعلمون الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون والعاقبة للمتقين
      راجع نشئتها وتنشئتها ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون
      وبقبال تجد المؤمنين المتوكلين على الله يقول فيهم
      أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون

    • زائر 9 زائر 6 | 11:29 م

      قليل من الإنصاف

      هل الإرهابيين هم من إيران، أم هم خليجين وغيرهم من العرب وغير العرب، ممن ينتمون لفكر ديني يكفر ويستبيح دماء المخالفين له، وخصوصا الشيعة؟

    • زائر 10 زائر 6 | 11:29 م

      صحيح كلامك

      نفس الاشخاص اله رفعوا علم داعش والقاعدة في البحرين هم نفسهم أله راحو سوريا يدعمون الجيش الحر وتوابعه ..

    • زائر 35 زائر 6 | 4:45 ص

      ساذج..لو تتسيذج. .......

      العمليات الإرهابية ف باريس أعلنت داعش مسؤوليتها عنها ببيان....العمليات الإرهابية ف برج البراجنه معقل أو جمهور حزب الله وعمليات أخرى ف لبنان والعراق واليمن وليبيا وغيرها من الدول تتبناها داعش و أخواتها ..الأسد والجيش السوري و حزب الله محسوبين ع إيران إقليميا و ع روسيا والصين دوليا ..يعني إيران تضرب ف حلفائها. ..وداعش ليس لها أم ولا اب. .........

    • زائر 5 | 10:35 م

      هومنهم منهم من يدعوا على طائفة بالويل والثبور وعظائم الأمور

      لوغيره من الطائفة يدعوا بتلك الدعوات على تلك الطائفة لسيق للمحاكم وحوكم 15سنة بالراحة وكل دولة القانون.

    • زائر 37 زائر 5 | 5:15 ص

      التهمة

      وبتكون تهمته ازدراء طائفة كبيرة في المجتمع وليس استنكار ما يفعله الدواعش

    • زائر 2 | 8:54 م

      بالفعل

      داعش وغيره من الحركات الإرهابية وليدة فكر متجذر تحتضنه معظم الدول في العالم الاسلامي لم تنشأ من الفراغ .. وليدة مناهج وخطب وتحريض على الكراهية ، وإقصاء الآخر .. هذا هو المنشأ والمنبع الذي يرتعون منه .. ثم ظهرت علانية تكفر الآخر .. تجاهد ضد كل من اختلف فكرياً معها.

    • زائر 1 | 8:52 م

      اللهم رد كيدهم ف نحورهم.

      نعم صدقت استادى هم موجودين بيننا وبيدهم القوه القاتله وهم يخرجون بين الحينة والاخرى للتهديد والوعيد او السكوت عن الحقوق.

اقرأ ايضاً