العدد 4831 - السبت 28 نوفمبر 2015م الموافق 15 صفر 1437هـ

سعادتي من سعادة صديقاتي

كم هي رائعة تلك المقولة التي تصيغ في مفرداتها أجمل معاني الصداقة :"الصديق... هو الشخص الذي يرى القطرة الأولى من دموعك... يمسك الثانية... يوقف الثالثة... ويحول الرابعة إلى ابتسامة"، فالأصدقاء المخلصون الأوفياء كنز من أثمن الكنوز التي يلزمنا الحفاظ عليها لأنهم نعمة من نعم الله سبحانه وتعالى.

لذلك، نحتاج في الكثير من الظروف التي تمر علينا في حياتنا إلى وقفة الأصدقاء، فحين نشعر بالحزن أو الضيق أو مواجهة أوقات عصيبة نلوذ بأحضان الأصدقاء، فكيف يكون ذلك؟ وهل كل الأصدقاء قادرون على تقديم هذه اللحظات الجميلة؟ سؤال نطرحه على رئيس قسم البرامج الاجتماعية بالمحافظة الشمالية الأستاذة حياة الحليبي التي خصصت الكثير من المحاضرات وورش العمل والملتقيات لنشر ثقافة المحبة، وتبدأ بالإشارة إلى حاجة كل إنسان إلى أصدقاء يملؤون حياته بالسعادة، فلا يمكن أن يعيش الإنسان وحيدًا وهو ذو طبع اجتماعي، وكلما كان لنا أصدقاء مخلصون أوفياء، كلما شغلوا حيزًا كبيرًا في حياتنا دون قدرة على الاستغناء عنهم، وهذا الأمر ينطبق على الرجال والنساء، غير أن حديثنا هنا سيكون للفتيات والزوجات والمرأة بشكل عام.

الخروج من سواد اللحظة

ربما تستخدم "حياة" عبارة :"الخروج من سواد اللحظة"، في وصف عميق لما تحتاجه المرأة لصديقة مخلصة – ليس في الأوقات الحزينة – بل حتى في أسعد لحظاتها، لكن في حالة الحزن نكون في حاجة ماسة إلى الكلمة اللطيفة والحضن الوفي والمشاعر الصادقة، وهنا أود التأكيد على أن مشاكل الحياة الزوجية على سبيل المثال، تتطلب مساعدة الصديقة التي تعين صديقتها على تجاوز أي محنة أو مشكلة، وتساندها في الحفاظ على استقرار حياتها الزوجية وأمان أسرتها، ومن المهم أن نفهم بعض الأمور البسيطة ذات الفعالية الكبيرة، وهي بالتأكيد معروفة بشكل تلقائي بالنسبة للكثير من الصديقات، ولكن قد تغفلها شريحة أخرى.

سمة الاستماع الودود

تعتبر "حياة" لحظة الاستماع بكل ود وحرص من جانب الصديقة لصديقتها وهي تتكلم وتبوح بما في قلبها من أهم اللحظات، وهي بوابة العبور نحو تجاوز المشكلة، فالصديقة حين تفرغ شحنات الحزن أو الغضب أو الضيق وتجد آذانًا صاغية وعيونًا صادقة، ستعبر بكل راحة من هذه الحالة إلى حالة أخرى أفضل، وكلما أتاحت الصديقة لصديقتها فرصة الحديث باسترسال وحرية وانطلاق، ستجد النتائج الطيبة شيئًا فشيئًا.

أسعد لحظات الأحضان

نسأل "حياة" عن أثر الأحضان ومسك اليد والقبلة، فتوضح أن الشعور بلحظة من الحنان والحب يمكن أن يزيل جبلًا من الأحزان والهموم... تأملوا، حتى الأثرياء والمشاهير والعظماء يحتاجون للحديث مع إنسان مقرب عزيز لديهم، ولهذا نلجأ إلى أمهاتنا وآبائنا وأقاربنا وصديقاتنا المقربات وقت الحاجة التي تفرضها النفسية، ولعل اللقاء الأول بالأحضان والقبلات أمر نفعله جميعًا مع صديقاتنا، وهي الحالة ذاتها التي تجمعنا مع شقيقاتنا سواء كن أصغر منا سنًا أم أكبر، فالحضن والقبلة ولمس اليد بحنان لغة من لغات الحب التي تنقل بأثير خاص أودعه الله سبحانه وتعالى في مشاعرنا وأحاسيسنا لينتقل إلى من نحب بكل إيجابية ويسر ودون تكلف.

دعيها تبكي... لِمَ لا؟

وتشرح "حياة" معنى الدموع، فهي تنصح كل صديقة لجأت إليها صديقتها تبحث عن صدر لترتمي عليه بحثًا عن لحظة ارتياح :"امنحيها ما تريد... دعيها تبكي... وكلما أجهشت في البكاء ستجدين أنها تخرج من أعماق مشاعرنا أثقالًا من الحزن والأسى فتتحول هذه اللحظة التي منحتيها لصديقتك إلى مخرج سريع للطاقة السلبية والإرهاصات والتعب الداخلي"، وكم تحلو الأوقات بعد ذلك وصديقتك تتنفس بارتياح وتتحدث عن مشكلتها وتجد فيك النظرة الأمينة المخلصة.

وسأقول بكل صراحة :"الصديقات اللواتي لديهن القدرة على امتصاص طاقتنا السلبية، وكذلك الحال بالنسبة للرجال، يضيفون قيمة أساسية في حياتنا ولا يمكن أن ننساهم يومًا ذلك لأنهم يؤثرون بشكل كبير في استقرارنا النفسي وعطائنا في الحياة: للأسرة وللعمل ولكل شئوننا اليومية، وعلينا جميعًا أن نبذل جهدنا للوصول إلى هذه المرتبة... وهي تغيير حياتنا وحياة صديقاتنا نحو الأفضل".

وختامًا، لننهض بصديقاتنا وبأنفسنا من خلال التفكير الإيجابي ومعرفة الخطوة التالية لهدف ما للخروج من مشكلة أو أزمة... لنضحك معهن ونضحكهن... فلنذهب للنزهة حتى باصطحاب الأطفال... لنستمع إلى الموسيقى الجميلة... فكلنا يمكن أن نصبح "صناع سعادة".

العدد 4831 - السبت 28 نوفمبر 2015م الموافق 15 صفر 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً