العدد 4831 - السبت 28 نوفمبر 2015م الموافق 15 صفر 1437هـ

ناقد مغربي: النقد العربي غائب أم مغيب عن المشهد العالمي

قال الكاتب والناقد المغربي محمد برادة إلى أن مجموعة من العوامل في مجتمعات عربية مقسمة وفاقدة للبوصلة، جعلت الأدب ينقسم ما بين النخبة والعامة، والمحافظين والليبراليين، وفي كثير من الأحيان يصطدم بهوية محافظة على الأصول ولا تستجيب للمتغيرات، وهو ما جعلنا في كثير من الأحيان وللهرب من هذا الواقع نجتهد كثيراً في صنع مصطلحات ومفاهيم ترفع من مكانة الماضي وتبالغ في الاعتزاز به، في تجاهل واضح للمستقبل".

جاء ذلك في ندوة بعنوان "النقد العربي.. غياب أم تغييب؟" أقيمت ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب (4-14 نوفمبر/تشرين الثاني 2015)، ناقشت غياب النقد العربي عن المشهد العالمي ودوره الباهت في الإسهام في إيجاد نظريات جديدة، قدمها الكاتب والناقد العربي محمد برادة.

وأضاف برادة "على الرغم من إختلاف أشكال وطرائق النقد إلا أنه موجود، ففي العصر الجاهلي مثلاً كان النقد ينبني على تقويم البيت الواحد وتشبيه المتميز، وفي العصور الحديثة تحول من التركيز على الخطاب الجمالي إلى ساحة الخطابات الدينية والسياسية والايديولوجية العامة، التي تُنظم حياة كل مجتمع من المجتمعات الإنسانية، ومن هنا فعندما نتحدث عن النقد لابد من ربط هذا المفهوم بالحقل الأدبي، فالأدب ليس ثابت بل هو يتغير وفقاً لمعطيات الواقع وتبعاً لذلك ينبغي أن تتغير معه أساليب النقد".

وقال "شهد النقد الأدبي العربي ازدهاراً كبيراً في عهد طه حسين، ومحمود عباس العقاد، لأن تلك الفترة جاءت في سياق اجتماعي وثقافي يتسم بالاجماع، وينطلق من هدف واحد وهو محاربة الاستعمار الذي صنع تضامناً جماعياً، وهذه الحيثيات احتفلت بالأدب في إطار المضمون أكثر من الجوانب الجمالية، إلى أن جاءت حقبة ما بعد الاستقلال والتي أصبح فيها الصراع الاجتماعي حقيقة لا مناص منها، وبعد ذلك أخذت الأساليب والمناهج النقدية في التعدد".

وأضاف "وعندما انهزمت الجيوش العربية في حرب 1967، شهدنا عملية فك ارتباط مابين الأدب والمؤسسات الرسمية، وأدرك معظم الأدباء أن المراهنة على الإجماع الوطني لن تؤدي إلى نهضة حقيقية، ونتيجة لذلك فضلوا الإنزواء نحو أعمالهم الأدبية وآمنوا بقوتها هي فقط، وأعتنوا بمكوناتها الشكلية والجمالية، ولم يدعوا إلى تعبئة مباشرة، بل ركزوا فقط على التأثير الذي يحدث للقارئ من خلال قرأته للنص الأدبي، وقد حقق لأدب في ذلك العصر ميزة آخرى هي ميزة الدخول إلى جميع الفضاءات التي كانت محرمة وممنوعة في السابق كالسياسة والدين وغيرهما".

وحول الإشكالات التي تحدث مابين الناقد والأديب أكد برادة على أنه ومع قدوم كل جيل جديد يشهد العالم صناعة أدباً جديداً، وينعكس ذلك جمالياً وتقنياً على كتابات الأدباء، ومن هنا ينبغي على الناقد ألا يحاكم هذه الأعمال بمعايير وأساليب الماضي، فلابد له من ايجاد مفاهيم وأدوات جديدة تتماشى مع هذه التغيرات والتطورات".





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً