العدد 4832 - الأحد 29 نوفمبر 2015م الموافق 16 صفر 1437هـ

دراسة مثيرة تؤكد : «داعش» خفضت تلوث الهواء!

تلوث الهواء من ضمن أهم مسببات الأمراض التنفسية، والتي تتمنى كل الدول أن ينخفض بها، ولكن لسوء الحظ تمر بلدان الشرق الأوسط بتغيرات في الغلاف الجوي، وذلك عبر انخفاض نسبة الغاز الملوّث ثاني أكسيد النيتروجين على مدى السنوات الخمس الماضية.

وقلّت النسبة - لسوء الحظ - لكون هذا الانخفاض في تلوث الهواء ناتج من التباطؤ الصناعي الناجم عن الاضطرابات السياسية والصراعات المسلحة، وخصوصاً في بعض الدول مثل سوريا ومصر.

ويعد هذا الاستنتاج جزءاً من دراسة جديدة يقوم بها، جوس ليليفلد، في معهد «ماكس بلانك» للكيمياء في ماينز، ألمانيا، والتي نشرت في 21 أغسطس/ آب 2015 في صحيفة «ساينس أدفنسز»، المعنية بتقديم البحوث والأخبار عن التقدم العلمي والتكنولوجي.

يُذكر أن ليليفلد وزملاءه - علماء من جامعة الملك سعود وجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (KAUST) - قد قاموا باستخدام منصات الأقمار الصناعية لمراقبة انبعاثات أكاسيد النيتروجين في منطقة الشرق الأوسط لمدة10 أعوام.

وكشفت هذه الدراسة عن العلاقة بين المناخ السياسي والغلاف الجوي في منطقة الشرق الأوسط، إذ تعد الأولى في كلا من استخدام الأقمار الصناعية الثابتة وفي الاستمرار لمدة زمنية تصل لعشرة أعوام، وهو ما يقدّم - بالتأكيد - استنتاجات عالية الدقة.

تراجع الاقتصاد

وجد ليليفلد أنه في الفترة الزمنية من 2005 إلى 2010، سجّلت منطقة الشرق الأوسط أسرع ارتفاع لانبعاثات التلوث الهوائي في العالم. وقد وُجد اتجاه مماثل في شرق آسيا، والذي كان نتيجة ارتباط التلوث الهوائي بالنمو الاقتصادي هناك. وأضاف ليليفلد معلقاً: «ومع ذلك، فإن منطقة الشرق الأوسط هي الوحيدة التي قضت على التلوث الهوائي في العام 2010 ومثّلت بذلك تراجعاً قوياً».

وقد نسب الفريق العلمي هذا الانخفاض إلى بعض الممارسات الجيدة مثل تنفيذ تدابير الرقابة البيئية في المنطقة، ولكن يعود التغيير في الاتجاهات البيئية في الشرق الأوسط بشكل أساسي إلى انخفاض النشاط الصناعي الناجم عن الضغوط الاقتصادية والصراعات الداخلية في المنطقة.

وأشار ليليفلد إلى بعض الدول العربية قائلاً: «أدت الانتفاضات المسلحة والأزمات السياسية في سوريا ومصر إلى ضغوط اقتصادية واجتماعية، وأما تدفق اللاجئين من سوريا والعراق فإنه حدّ بشكل كبير من نسبة التلوث هناك». وأضاف موضحاً: «لقد توقف تنفيذ السياسات البيئية المعتمدة في هذه الدول بعد العام 2010، ولكن كان هناك انخفاض في انبعاثات غاز ثاني أكسيد النيتروجين بنسبة 20 إلى 50 %».

وقد أوضح أن تواجد الجماعة المتمردة المسماة بتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) أثر من جميع الجهات حتى جوياً. إذ إنه عندما يهرب الناس بشكل جماعي من جزء واحد من العراق إلى آخر، يتغير الجو المناخي عموماً، فيقلّ التلوث في المنطقة التي غادروها ويزيد أينما وجدوا ملجأً. وتوصل إلى هذا الاستنتاج عبر تتبع المعلومات عن حركة هؤلاء اللاجئين من منظمة الأمم المتحدة.

وباستثناء البلدان التي تتبع بعض التدابير البيئية للحث على الممارسات الجيدة المسئولة عن نظافة الهواء، تحديداً دول الخليج، فإن هذه المعلومات دقيقة وصحيحة تماماً.

وعليه ربما كان ثمن نظافة الهواء في الشرق الأوسط باهظاً، فلو خيرت الشعوب بين البقاء على هواء ملوث أو البقاء على حُكم داعش ستختار الهواء الملوث قطعاً؛ ففي الوقت الذي ينقى الهواء يعيث الداعشيون في الأرض فساداً لا يُغتفر!

العدد 4832 - الأحد 29 نوفمبر 2015م الموافق 16 صفر 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً