العدد 4832 - الأحد 29 نوفمبر 2015م الموافق 16 صفر 1437هـ

محارب البكتيريا الــسـعـــودي

حسام زواوي باحث سعودي متخصص في علم الأحياء الدقيقة، تم ابتعاثه من مستشفى الحرس الوطني في الرياض إلى جامعة كوينزلاند في مدينة بريزبن بأستراليا.

لمع اسمه عالياً حينما قررت جامعة كوينزلاند الأسترالية هذا العام وضع صورته وهو في معمله على لوحة إعلانية ضخمة على أحد الطرق السريعة بمدينة بريزبن الأسترالية، حيث كتب تحتها «حسام زواوي يصنع التغيير»، (Hosam is creating change)، وذلك تقديراً له على بحوثه المتقدّمة حول «البكتيريا الخارقة».

وتطلق «البكتيريا الخارقة» على البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية، والتي تبطل مفعولها، حيث تتسبب في انتشار الالتهابات والأمراض المعدية المختلفة مثل التهاب مزمن في الدم والمسالك البولية. وما ساعد في انتشار هذه البكتيريا هو الاستخدام غير المقنن للمضادات الحيوية والمستوى المتدني لنظافة أيدي الممارسين الصحيين. حيث ثبت تسببها في وفاة 50 ألف شخص سنوياً في الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا فقط، وهو ما دفع منظمة الصحة العالمية إلى التحذير من خطرها.

وقدّم زواوي بحوثاً مهمة جداً استطاعت أن تحقّق نتائج مذهلة لم يصل إليها أيّ شخص من قبل. وكانت هذه النتائج حول طرق تطوير أداة تشخيصية سريعة وهي «الجرثومة الخارقة السريعة». إذ يمكن عن طريق هذه الجرثومة أن يتمّ تشخيص ثم تحديد نوع العدوى بسرعة أكبر، لا تتجاوز ثلاثاً إلى أربع ساعات، مقارنة بثلاثة أيّام مطلوبة قبل بحوثه. هذا الإنجاز سيساهم في معالجة العدوى في وقت مبكر، واختيار العلاج المناسب الذي يساعد في إنقاذ المجتمع، والحدّ من انتشار البكتريا.

وخلال دراسته، نال الباحث السعودي جائزة جامعة جريفيث للتفوق العلمي في العام 2010. كما نال في العام 2014 جائزة رولاكس للمشاريع الطموحة. وهي تمنح فقط كلّ عامين لخمسة أفراد بادروا بتقديم بحوث، من أجل مساعدة الآخرين وإنقاذ أرواحهم.

ومن إنجازات زواوي إنشاء نظام للمراقبة على مستوى المنطقة لمراقبة ظهور وانتشار المقاومة للمضادات الحيوية، حيث بدأ المشروع بنجاح من خلال إنشاء الشبكة التعاونية الأولى من المستشفيات في دول الخليج (البحرين، الكويت، عمان، قطر، المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة) لتبادل البيانات والعينات من البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية.

وقبل أشهر عدّة، خصّصت مجلة «التايم» الشهيرة غلافها لحوار أجرته مراسلتها في أستراليا مع حسام زواوي، ووصفته بأنّه من «ضمن قادة جيل المستقبل، الذي يسعى إلى تغيير العالم من خلال بحوثه. وشكلت بحوثه التي يجريها على البكتيريا، التي تتطوّر جينيًا وتصبح مقاومة للمضادات الحيوية، نقلة في عالم البحوث البكتيرية»، وعلّقت «التايم» على بحوث الزواوي بالقول: «البحوث التي يقوم بها زواوي تساهم في إنقاذ الأرواح فعلاً».

العدد 4832 - الأحد 29 نوفمبر 2015م الموافق 16 صفر 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً