العدد 4832 - الأحد 29 نوفمبر 2015م الموافق 16 صفر 1437هـ

“نوران” أصغر محاربة خديجة

“لربما لاتعلم ما هو الطفل الخديج حتى يكتب لك الخالق هذا الطفل” بهذا تفتتح أم نوران رسالتها التي بعثتها للوسط الطبي في رثاء إبنتها الخديجة “نوران” التي جاءت للدنيا مبكراً وتحديداً في الشهر الخامس من الحمل ورحلت بعد 60 يوماً من الولادة.

وعن يوميات أم نوران في وحدة العناية القصوى لحديثي الولادة، نضع بعض المقتطفات من رسالتها (بدأ مشورانا مع نوران حين أخذني زوجي بعد ولادتي لها على الكرسي المتحرك، كان سريرها غريب الشكل تملؤه الأجهزة بأصواتها الرنانة، كانت محبوبة من بين الأطباء والممرضات لأنها مقاومة على رغم صغر وضعف جسدها ولقبها الجميع بـالمحاربة). وتعهدنا أنا و والدها بالذهاب يومياً لها في المستشفى و الإطلاع على تطورات حالتها أولا بأول.

وعن أصعب اللحظات التي عاشاها أم وأب نوران، تقول: (استيقضنا أنا ووالدها كعادتنا صباحاً وتجهزنا للمستشفى لزيارتها، لكن بدت ابنتي هذا اليوم متعبة شاحبة الوجه وكأنها تخبرني بأنها لا تستطيع المقاومة اليوم. وفعلا بعد ساعات توقف قلب ابنتي لفترة..فركضت نحو غرفتها وحصل ما لم يتوقعه أحد عندما صرخت باسمها رجعت ابنتي للحياة فامسكتها وبدأت أقرا لها ككل يوم الأدعية والسور).

وتواصل الحديث:(هنا عرفت نوران إني اعزي نفسي لفراقها ولكنها عليها الرحيل فأغمضت عيناها، لكني لم ارضى بأن ترحل وهي على سرير المستشفى بل طلبت أن ترحل إبنتي في يدي بين أحضائي، وهو من أصعب ما فعلته ما حييت)

والفريد بقصة أم نوران، بأنها بعد وفاة إبنتها قررت أن تكرّم طاقم الأطباء والممرضات في قسم العناية القصوى لحديثي الولادة ، لما قدموه لإبنتها الأولى نوران، التي عاشت كل أيامها الستين في ضيافة ذلك القسم.

العدد 4832 - الأحد 29 نوفمبر 2015م الموافق 16 صفر 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً