العدد 4845 - السبت 12 ديسمبر 2015م الموافق 30 صفر 1437هـ

دونالد ترامب... من الكراهية إلى صناعة الخوف

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

أثارت تصريحات الملياردير الأميركي والمرشح للرئاسة الأميركية دونالد ترامب غضباً عالمياً حينما دعا لمنع جميع المسلمين من دخول الولايات المتحدة الأميركية وذلك رداً على إطلاق النار في كاليفورنيا الأسبوع الماضي نفذه زوج وزوجة مسلمان من أصول باكستانية. إذ قالت السلطات الأميركية بأنهما كانا «يتبنيان أفكاراً متطرفة». ورأى ناشطون ومغردون أن هذه التصريحات تأتي ضمن الدعاية الانتخابية.

الملياردير، صاحب العلاقات الوطيدة مع رجال أعمال وزعماء عرب ومسلمين، أثارت تصريحاته قلق بعض مسلمي أميركا، خاصة في ظل تزايد أعمال العنف التي يتعرضون لها بسبب عقيدتهم. ويكفي أن نرى كيف وصلت ذروة ردود الفعل الغاضبة خارج الولايات المتحدة الأميركية التي كان آخرها، ما قامت به شركة تطوير عقاري في إمارة دبي الخميس الماضي بنزع صور ترامب مع ابنته ايفانكا من موقع المشروع المعني بتبني مجمع للغولف يتكلف ستة مليارات دولار بالاشتراك مع ترامب.

إن دعوة ترامب لمنع المسلمين من دخول الولايات المتحدة جاءت منافية للقيم الأميركية والتي تنص على عدم التمييز ضد الشخص للونه أومعتقده. كما أن الولايات المتحدة ليست دولة بالمعنى المتعارف عليه، بل هي عالم يحتوي على دول متعددة التوجهات. فالولايات والمقاطعات التي تتمتع بتنوع ثقافي وديني تنعم بنوع من الحصانة ضد كراهية الأقليات. أما تلك التي تنعدم فيها عناصر تعددية فتكون أكثر عرضة للإصابة بالعنصرية التي تنم عن الجهل بالآخر.

للأسف، لا يملك المسلمون حتى الآن خطاباً موحداً يذود عنهم في المحافل الإعلامية والدولية. بل بالعكس فما هو موجود يتكلم عن حجم اقتتالهم الطائفي أمام الملأ الذي يزيد من توجس العالم تجاههم ويضفي قدراً من المصداقية لتهم الإرهاب التي توجه ضدهم.

ولهذا يرى البعض من عرب أميركا الذين لا يكفون تغريداً على موقع تويتر، أن الخطاب الصادرعن بعض البارزين في المجتمع الأميركي ليس بالشيء الغريب، ولم يولد من عدم. كما إن آراء ترامب ومواقفه جاءت كردة فعل على آفات مثل «داعش» التي تتسبب بمقتل الأبرياء في العالم. ولذا لابد من توضيح وتشخيص العلة التي تشوه الإسلام، أي الفرق بين المسلم الأميركي المسالم، الدافع لضرائبه، والمختل عقلياً الذي يتقمص رداء الجهاد.

إن تصريحات ترامب جعلت منه حديث وسائل الإعلام، وشبكات التواصل الاجتماعي، اذ استطاع هذا اليميني المتطرف، أن يحرز شعبية كبيرة في الفترة الأخيرة على خلفية الأحداث الإرهابية التي شهدها العالم، الأمر الذي أدى إلى تقدم ساحق لليمين المتطرف في الغرب. وهذا ما يدعو إلى التساؤل عن أسباب ارتفاع شعبية ونجاح الأحزاب اليمينية المتطرفة، حتى في أكثر البلدان انفتاحاً، كما في الغرب، والسر كما يبدو هو صناعة الخوف التي تجعل من الناخب يذهب للتصويت لمن هو أكثر تطرفاً، وليس أكثر انفتاحاً لأن في المقابل هو هناك كراهية تمارس ضد الغرب الذي ينعت بالكافر ويدعو إلى قتله.

والخوف هنا أساسه غياب عامل الثقة بين الطرفين - بمعنى آخر - الغرب الذي يرى في المسلم إرهابياً والمسلم الذي يرى في الغرب كافراً. وفي كل الأحوال الخوف يولد فزاعة إما تنتهي إلى حمامات دم أو تخويف للمواطن الذي يذهب للتصويت بملء إرادته لتيار متعصب يكره كل مخالف، وهنا تأتي القبضة الأمنية متحالفة مع الرجعية الفكرية لإرهاب كل مخالف، فيضطهد المسلمون وغيرهم.

تقول الصديقة، المدونة، ومؤلفة كتاب الشرق والغرب... عالم آخر، الأميركية من أصل عربي سمر دهمش جراح: «إن ظاهرة ترامب لا تعدو سوى فقاعة في الهواء وإن ما يصرح به هو لمجرد حملة انتخابية لن توصله إلى مقعد الرئاسة بالولايات المتحدة».

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 4845 - السبت 12 ديسمبر 2015م الموافق 30 صفر 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 12:51 ص

      هي سياسه قديمه جديده لامريكا

      فالحوادث في امريكا لا تتوقف حتى من غير المسلمين فيوم مختل عقليا كما يبررون يهجم على مدرسه ويقتل من يقتل ويوم سطو على محل تجاري ويوم على فندق وهكذ . لماذا الصاقها بالاسلام هذه المره . إنها السياسه القذره.

    • زائر 5 زائر 4 | 4:34 ص

      رفزاعة ترامب

      شكرا على المقال

    • زائر 2 | 12:23 ص

      المشكلة ان التهم سارية المفعول لجميع المسلمين بدون فرق

      للأسف، لا يملك المسلمون حتى الآن خطاباً موحداً يذود عنهم في المحافل الإعلامية والدولية. بل بالعكس فما هو موجود يتكلم عن حجم اقتتالهم الطائفي أمام الملأ الذي يزيد من توجس العالم تجاههم ويضفي قدراً من المصداقية لتهم الإرهاب التي توجه ضدهم.
      بينما الارهابيين لا يمثلون جميع المسلمين ولا يساون واحد بالمائة منهم وهذا الخلط المستفاد منه المتطرفين في دول العالم اجمع .

    • زائر 1 | 11:46 م

      نستحق ذلك

      فنحن من نسميهم كفار و نلعنهم، هم ليسوا كفار فلم يصلهم الاسلام الصحيح كما لم يوصلنا نحن الا الاسلام السلطوي السياسي !! مع كل الاختراعات التي اخترعوها و استفدنا منها و هي نعمة لولها لما كانت حياتنا كما هي اليوم لابد ان الله سيجزيهم فهم من طبقوا الرساله الاولى للاسلام و هي نشد العلم و تعمير الارض و افادة البشر بينما تقتصر اعمالنا نحن على الصلاة و الدعاء لانفسنا فقط و فقط ! حتى في هذه لا ندعوا لكل العالمين كما فعل النبي ص !
      متى تستيقظون و ترون ان الخطا منا قبل ان يكون منهم و الشيوخ اول الملامين

    • زائر 3 زائر 1 | 12:40 ص

      هذا غير صحيح ،الدول الاستعمارية احتلت دولنا واوقفت التنمية والتطور والتقدم فيها

      وتدمر وتقسم ، و اعدت الكوادر المواليين لها لحماية مصالحها ، لذلك حطمت انتاج وابداع الشعوب الا ما نذر ،فجعلت مصر تزرع القطن فقط لصناعاتها و اخرى للقمح وهكذا دواليك .... ،اقرأ التاريخ عندما احتلت بريطانيا الهند اول شئ قامت به تحطيم اعظم اسطول بحري في زمنه حتى تحتاج الهند لها ولصناعاتها ، وكذلك اليوم حطمت جيوش الدول لتكون القطبية لها فقط فانتجت داعش واخواتها لاعاقة الشعوب عن الابداع ويكونوا توابع واستحوذت على صناعة البترول والتحكم في اسعاره وهكذا تعمل الدول الاستعمارية ، اي قوى تنافسها تحطمها .

اقرأ ايضاً