العدد 4849 - الأربعاء 16 ديسمبر 2015م الموافق 05 ربيع الاول 1437هـ

قمة للاتحاد الاوروبي لبحث ازمة الهجرة وإمكانية خروج بريطانيا

يعقد القادة الاوروبيون اليوم الخميس (17 ديسمبر / كانون الأول 2015) في بروكسل قمة لرص الصفوف في مواجهة ازمة الهجرة غير المسبوقة في حجمها واحتمال خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي في تحديين يهددان وحدة اوروبا اليوم اكثر من اي وقت مضى.

وعشية آخر قمة اوروبية في 2015، قال رئيس المفوضية الاوروبية جان كلود يونكر "لم يعد لدينا وقت لنضيعه ويجب التحرك" للحد من تدفق المهاجرين، داعيا الدول الاعضاء في الاتحاد الى دعم اقتراحه تشكيل قوة اوروبية لحرس الحدود.

وينص المشروع الذي تصفه المفوضية "بالجريء" على امكانية التدخل في اي دولة مقصرة على الرغم من تخوف الكثيرين من المساس بسيادتهم.

وقال يونكر الاربعاء "نحن الاوروبيون لدينا حدود واحدة ومسؤولية حمايتها"، وذلك من اجل انقاذ التنقل الحر داخل مجال شنغن، عماد التكامل الاوروبي.

لكن الاتحاد الاوروبي لا يمكنه العمل بمفرده. لذلك ستسبق قمة قادة الاتحاد التي تبدأ عند الساعة 15,00 بتوقيت غرينتش، "قمة مصغرة" تفتتح عند الساعة العاشرة تغ بين ثمان من دول الاتحاد برئاسة المستشارة الالمانية انغيلا ميركل وتركيا.

والدول الثماني التي ستجتمع مع تركيا مستعدة للتخفيف من اعباء هذا البلد عبر القبول باستقبال عدد من اللاجئين العراقيين والسوريين الموجودين على اراضيها، اذا تعهدت انقرة بضمان مراقبة حدودها مع الاتحاد بشكل صارم.

وتضاف هذه الخطوة الى المساعدات التي تبلغ قيمتها ثلاثة مليارات يورو ووعد الاتحاد الاوروبي بتقديمها الى انقرة، والوعد ب"احياء" مفاوضات انضمام انقرة الى الاتحاد.

وكانت ميركل حذرت الاربعاء من عودة الى الحلول "الوطنية" في مواجهة موجات اللاجئين، ودعت الى توزيعهم بين الدول الاعضاء "بشكل ملزم". وقالت ان "التمترس في القرن الحادي والعشرين ليس خيارا معقولا".

وتأتي تصريحات ميركل بينما تعارض دول في اوروبا الشرقية بينها المجر وسلوفاكيا وبولندا اعادة توزيع اللاجئين قي الاتحاد الاوروبي بعد وصولهم الى اليونان وايطاليا.

لذلك تسير خطة اعادة التوزيع هذه التي اقرت قبل اشهر ببطء كبير. وقد تمت "اعادة اسكان" حوالى مئتي لاجىء حتى الآن من اصل 160 الفا تشملهم الخطة.

وفي الواقع، تتأخر الدول الاعضاء في الابلاغ عن اماكن الاستقبال المتوفرة بينما يستمر العمل لاقامة مراكز تسجيل في ايطاليا واليونان.

ومن غير المتوقع تبني اي قرار في هذه القضية او غيرها من مسألة احتمال خروج بريطانيا من الاتحاد الى مكافحة الارهاب والسوق الداخلية والاتحاد الاقتصادي والمصرفي.

- ازمات وجودية -

وسيخصص القادة الاوروبيون عشاء عمل مساء الخميس للبحث في احتمال خروج بريطانيا من الاتحاد، وهي القضية التي قد تدور حولها النقاشات الاكثر حدة.

وكان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الذي يتعرض لضغوط من قبل المشككين في الوحدة الاوروبية، وعد بتنظيم استفتاء حول بقاء المملكة المتحدة في الاتحاد قبل نهائية 2017. وسيسعى خلال الاجتماع الى اعطاء دفع حاسم للاصلاحات التي يطالب شركاءه باجرائها.

ويطالب كاميرون باجراءات لابطاء الهجرة القادمة من الاتحاد الاوروبي وخصوصا من اوروبا الشرقية ومن بينها حرمان المواطنين الاوروبيين من المساعدات الاجتماعية خلال السنوات الاربع الاولى من اقامتهم على الاراضي البريطانية.

ويشعر العديد من القادة الاوروبيين بالاستياء من هذا الطلب الذي يعتبرونه تمييزيا.

وقال رئيس المجلس الاوروبي دونالد توسك قال انه ليس هناك اي موضوع تمنع مناقشته خلال المفاوضات مع بريطانيا لكن ميركل حذرت من ان المانيا "لن تتخلى عن المكتسبات الاساسية للتكامل الاوروبي".

واخيرا وفي اوروبا التي هزتها اعتداءات باريس، سيحرص قادة الدول ال28 الاعضاء في الاتحاد على تشجيع تطبيق اجراءات تقررت اصلا لتكثيف مكافحة الارهاب وتجفيف مصادر تمويله.

ومع اقتراب 2016، تختتم هذه القمة الثالثة عشرة خلال العام الجاري سنة شهدت فيها القارة هزات كبرى من الازمة اليونانية الى النزاع في اوكرانيا مرورا بصعود التيار الشعبوي. 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً