العدد 4851 - الجمعة 18 ديسمبر 2015م الموافق 07 ربيع الاول 1437هـ

موضة التحكيم!

حسين الدرازي Hussain.Rashid [at] alwasatnews.com

.

بات الحديث عن الأمور التحكيمية في دورينا يتخذ شكلاً مغايراً في الجولات الأخيرة بالذات، إذ أصبح أغلب «الخاسرين» يتهمون التحكيم بأنه السبب وراء هزائمهم وفشلهم في تحقيق الفوز، وحينما يفوزون تكون الأمور طبيعية، ولا من يتحدث عن الجانب التحكيمي! ولكن إن خسروا فالحكم هو السبب.

لا أعني بحديثي هنا نادياً أو فريقاً معيناً، لأن الوضع بات متفشياً، وبالتالي فإن المعني به أغلب الأندية والتي يجب أن يهتم مسئولوها بفرقهم أكثر بدلاً من اللجوء لأساليب أخرى تبريراً للفشل إن حصل، بالتأكيد هنالك أخطاء تحكيمية تحصل في أي مباراة، وهي واردة حتى في كأس العالم والدوريات الكبيرة والشواهد على ذلك كثيرة.

التحكيم يُعد جزءاً من كرة القدم أحياناً يكون موفقاً في مباراة «قمة» وأحياناً لا في مباراة بين فريقين من «المؤخرة»، وهذا الوضع ينطبق على الفرق واللاعبين أيضاً، فأفضل لاعبي العالم أحياناً يُسجلون أهدافاً أشبه بالمعجزة الكروية وأحياناً يُضيعون فرصاً سهلة لا يضيعها حتى لاعب مبتدئ.

بكل تأكيد، كل مسئول من حقه الدفاع عن حقوق ناديه، ولكن ليس من الشجاعة توجيه الاتهامات للآخرين من غير وجه حق، وفقط من باب استغلال ان الحكم ليس من حقه التصريح للإعلام وفق ماتنص عليه اللوائح الدولية، الشجاعة تكون أولاً بالاعتراف بأحقية الآخرين في الفوز بدلاً من التقليل من انتصاراتهم، وثانياً البحث عن الأسباب التي تؤدي للهزائم، إذ ليس من المعقول أن يكون تعثر فريق مُعين في دوري كامل بسبب التحكيم.

إذا كان البعض يعتبرون أن مثل هذه التصريحات أو الاحتجاجات غير اللائقة على التحكيم شجاعة، فلتكن لديهم الشجاعة أيضاً في لوم لاعبي فرقهم ومحاسبتهم علناً وعبر الإعلام في حالة تسببهم من غير قصد بالتأكيد بالهزيمة، وأنا أتوقع طبعاً أن ذلك لن يحدث، وأنا أتحدى أي مسئول يخرج ويلوم لاعباً بعينه في فريقه ويقول إنه المتسبب بالهزيمة، مثلما يتحدث بذلك عن التحكيم.

حينما يُضيع لاعبهم المحترف مثلاً، والذي تم جلبه بآلاف الدنانير، فرصاً مُحققة وسهلة، تكون الأمور طبيعية، وإن ذلك جزء من كرة القدم، ولكن حينما يُخطئ الحكم فإنه يُهاجم بشتى الوسائل وبكل طريقة مُمكنة، كل ذلك من أجل تغطية الفشل!

لم أنصب نفسي محامياً للحكام، وليست لدي أي مصلحة معهم، ولكن أتحدث بما أرى، بل وأعترف أن هنالك أخطاء «كارثية» تحصل منهم أحياناً في دورينا، ولكن أيضاً هنالك أخطاء لا تُعد ولا تحصى من الفرق واللاعبين، فهل مسموح لهم ذلك وممنوع على التحكيم؟

إقرأ أيضا لـ "حسين الدرازي"

العدد 4851 - الجمعة 18 ديسمبر 2015م الموافق 07 ربيع الاول 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً