العدد 4859 - السبت 26 ديسمبر 2015م الموافق 15 ربيع الاول 1437هـ

بنكهة الحديد!

شوربة

هل بإمكان سمكة صغيرة أن تحول دون وفاة 218 شخصاً قضوا نحبهم من جراء مضاعفات السكلر في البحرين منذ العام 2009 حتى العام 2014 وفقاً لإحصاءات جمعية البحرين لرعاية مرضى السكلر؟

السمكة التي نعنيها أعلاه ليست سمكة طبيعية، فهي سمكة حديدة اصطناعية، ابتكرها شاب كندي يدعى كريستوفر تشارلز، وهو طالب في معهد الطب في جامعة غويلف في مقاطعة أونتاريو الكندية، وأطلق عليها اسم «Lucky_Iron_Fish»، أي السمكة المحظوظة، التي بإمكانها حسب ما ورد في موقعها الإلكتروني إطلاق كميات قليلة من الحديد عند وضعها في ماء الطبخ لمدة عشر دقائق، ومن ثم رفعها من الماء، حيث تساهم في إمداد جسم متناول الطعام بنحو 75 % من الاحتياجات اليومية للحديد.

ويدّعي مصنعوها بأنها استطاعت أن ترفع نسبة الحديد لدى نصف مصاب بالأنيميا من أصل 2500 مصاب تم توزيع السمكة عليهم في كمبوديا، وذلك حسب الاختبارات التي أجريت على نسبة الحديد لديهم بعد عام من استعمال السمكة، وجاء اختيار كمبوديا لأنها الدولة التي تحتضن نسبة كبيرة من مصابي فقر الدم الناتج من نقص الحديد، فبالنسبة للقرويين في كمبوديا، فهم لا يستطيعون الحصول على أطعمة غنية بهذا العنصر المهم، ما يؤدي إلى نقصه في أجسامهم وإصابتهم بالأنيميا.

وفي رد للمخترع على سبب اختيار مجسم للسمكة بدلاً من أي شكل آخر، قال إن ربات المنازل رفضن وضع قطعة معدنية داخل أواني الطبخ، ومن هذا المنطلق بدأت البحوث، ووقع الاختيار على شكل السمكة، نظراً لأنه في ثقافة كمبوديا أكثر الشعوب معاناة من فقر الدم، تعتبر السمكة رمزاً للحظ.

يُذكر أن السمكة الحديدية المحظوظة حصلت على العديد من الجوائز وشهادات التقدير في عام واحد فقط، مثل «جائزة الالتزام بالعمل» من جامعة كلينتون العالمية. كما صنفتها مجلة «ماكلينز» واحدةً من أصل خمسة ابتكارات «من شأنها أن تغير العالم».

وتخضع كل دفعة من هذه الأسماك لاختبارات عدة للحفاظ على مستوى الجودة والسلامة. ويتم التأكد من الحفاظ على نسبة معينة من الحديد في السمكة؛ وذلك كي لا تتوغل النسبة الزائدة منه في الجسم فتسممه، إضافة إلى التأكد من عدم وجود أي ملوثات جانبية في الحديد، والتي قد تكون ضارة على صحة الإنسان.

ويتم إجراء الاختبارات المخبرية في مختبرات مستقلة في بنومابنه وأونتاريو. وقد حاز مصنع بومانزفيل، حيث يتم تصنيع السمكة دولياً، شهادة آيزو 9002 في العام 1996.

وتخضع عملية تصنيع السمكة لعمليات تدقيق مختبرية من قبل الشركة العامة الدولية للمراقبة (SGS) مرتين سنوياً، وذلك لضمان التحسين المستمر لأنظمة الجودة ذات الصلة كافة. وتعرف «SGS» بأنها شركة متعددة الجنسيات، يقع مقرها في جنيف، سويسرا. تركز خدماتها على علوم الحياة، فهي تغطي عمل البحوث الطبية واختبار مكونات الأدوية في مجالي الصناعات الدوائية والمستحضرات الدوائية الحيوية، وذلك عبر مراقبة الجودة والسلامة وتحديد مستواها.

وتقوم خدماتها الأساسية على المراقبة وعمل الفحوصات المخبرية والتحقق من الكمية والوزن وجودة السلع المتداولة، واختبار جودة المنتج وآثاره الجانبية الصحية المختلفة مقارنة بمعايير السلامة والقوانين الدولية، والتأكد من أن المنتجات والنظم والخدمات تلبي متطلبات المعايير التي نصّت عليها الحكومات، وتتوافق مع المقاييس المعتمدة من قبل عملاء «إس جي إس».

العدد 4859 - السبت 26 ديسمبر 2015م الموافق 15 ربيع الاول 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً