العدد 4859 - السبت 26 ديسمبر 2015م الموافق 15 ربيع الاول 1437هـ

د. عز العرب يتحدث عن مواجهة مريض السكر للعمليات الجراحية

بينت دراسة أجراها قسم طب الأسرة والمجتمع بكلية الطب جامعة الخليج العربي في العام 2014، أن نسبة الإصابة بمرض السكر في دول الخليج العربي تعتبر من أعلى النسب في العالم. إذ تتراوح نسبة الإصابة بين 15 و20 % من عدد السكان، وهذه النسبة قابلة للزيادة في السنوات المقبلة، وذلك لأسباب عديدة، منها زيادة أعداد المصابين بالسمنة المفرطة، خصوصاً صغار السن.

ومن المعروف أن مرض السكر مرض مزمن وملازم للإنسان المصاب به مدى الحياة، ومريض السكر معرض للخضوع للجراحة في أي وقت. ولكن، هل مريض السكر مثل أي مريض؟ وهل العمليات الجراحية أكثر خطورة على مريض السكر؟

وجهنا هذه الأسئلة إلى استشاري الجراحة بمركز الخليج التخصصي للسكر، الدكتور محمد عبدالصبور عز العرب، فأجاب:

خطورة العمليات الجراحية على مريض السكر تتوقف على ثلاثة عوامل رئيسية:

الأول: هو حالة المريض الصحية قبل إجراء العملية، وهل يعاني من مضاعفات مرض السكر أم لا.

والثاني: هو مدى السيطرة على مستوى السكر في الدم.

والثالث: هو نوع العملية، هل هي عملية صغرى، متوسطة أو عملية كبرى، وأي جهاز من جسم المريض تشمله هذه العملية؛ لأنه من المعروف أن عمليات الجهاز الهضمي والبولي هي من العمليات القابلة للتلوث، لذلك يجب أخذ الاحتياطات الطبية اللازمة قبل إجراء العملية.

ومن المعروف أن مريض السكر قد تصاحبه مضاعفات مثل تصلب الشرايين وارتفاع ضغط الدم وقصور في وظائف القلب والكليتين، والتهاب الأعصاب الطرفية، التي تؤدي إلى عدم الإحساس بالمشكلات الجراحية في مراحلها الأولى، إضافة إلى تأخر التئام الجروح، وكثرة التعرض للالتهابات بعد العمليات الجراحية. ولكن أخذ الاحتياطات الطبية اللازمة قبل الجراحة وأثناءها وبعدها، يقلل هذه المضاعفات إلى نسب تقارب النسب لدى الأشخاص غير المصابين بالسكري.

ووجه الاستشاري عز العرب نصحه لمرضى السكر بضرورة التحكم في مستوى السكر، وقد يكون من الأفضل التعاون بين الجراح وأطباء الغدد الصماء للحصول على أفضل النتائج قبل إجراء العملية. وفي العمليات المتوسطة والكبرى قد يحتاج المريض إلى النوم في المستشفى ليوم واحد أو أكثر قبل موعد إجراء العملية، وذلك لإجراء الفحوص الطبية اللازمة وتقييم الحالة بواسطة طبيب التخدير والحقن بالأنسولين، وهذا إجراء مؤقت قبل العملية وأثناءها وبعدها، إلى أن يبدأ التغذية عن طريق الفم، ثم العودة إلى الأقراص بعد إتمام العملية الجراحية والشفاء منها.

أما في العمليات البسيطة فلا حاجة إلى الحقن بالأنسولين إذا كان مستوى السكر في الحدود المسموحة.

ودعا المرضى إلى ممارسة الرياضة الخفيفة، خصوصاً رياضة المشي، فهي تساعد على تنشيط الدورة الدموية وتحسن الحالة النفسية للمريض، كما أنها تقلل من المضاعفات وفترة النقاهة، لافتاً إلى أهمية خفض الوزن للدرجة المثالية.

وتمنى على المدخنين أن يتوقفوا عن التدخين مدة 6 أسابيع قبل إجراء العملية.

وشدد عز العرب على ضرورة التعامل بجدية مع الأمراض الأخرى مثل ارتفاع ضغط الدم وزياد نسبة الدهون والانتظام في تناول علاجاتها.

ولفت إلى أن إدارة مركز الخليج التخصصي للسكر وضعت في اعتباراتها احتياجات مرضى السكر الخاصة للعمليات الجراحية فأنشأ قسماً للتخصصات الجراحية مثل تخصص الجراحة العامة والمناظير وجراحة القدم السكري، حتى يتسنى تقييم الحالة الطبية لمريض السكر في أسرع وقت ممكن، وملاءمته لإجراء العمليات الجراحية من دون تأخير ومن دون مضاعفات.

العدد 4859 - السبت 26 ديسمبر 2015م الموافق 15 ربيع الاول 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً