العدد 4859 - السبت 26 ديسمبر 2015م الموافق 15 ربيع الاول 1437هـ

ومن الألوان شفاء

يقول علم النفس «قل لي ما لونك المفضل... أقل لك من أنت»، فلقد تمكن علماء النفس من تحديد العلاقة بين اللون المفضل للشخص وبين صفاته وميوله ومزاحه والروح المسيطرة عليه وكذلك حالته الصحية؛

فمثلاً نجد أن العيادات النفسية تستخدم اللون البنفسجي الفاتح ليعيش المريض في حالة انفصال عن الواقع، ويساعد هذا اللون على مقاومة الانفعالات العصبية الشديدة. فالألوان المحيطة بالإنسان تؤثر بصورة مباشرة على نفسيته، وقد تتسبب في علاج بعض الأمراض التي تعرف بالأمراض البنفسجية.

يقول الاختصاصيون في العلاج بالألوان، إن كل جسد تحيط به هالة عبارة عن حزمة ضعيفة من الأضواء تلتف حوله، وتتكون من عدد من الألوان المختلفة، وكل لون من هذه الألوان له علاقة بجزء معين من أجزاء الجسم، فاللون الأحمر مثلاً يمثل اليدين والقدمين والدم والكلى، واللون الأصفر للجهاز العصبي، والبنفسجي للقلب، ويعكس لون هالة كل إنسان حالته الصحية جسدياً وعاطفياً وروحياً.

طريقة العلاج بالألوان تعتمد على اختيار اللون المناسب للمرض وإحاطة الجسم به مكانياً بالجلوس فيه أو بارتداء ملابس من اللون نفسه أو بتناول طعام وشراب من اللون ذاته، وتأمله أثناء تركيز العقل على الجزء المصاب من الجسم.

ففي البداية يتم التأكد من أن المريض لا يشكو من مرض عضوي وإنما من مرض نفسي، ومن ثم نقوم بالتعرف على طبيعة حياته من أكل وشرب وملبس وأسلوب حياة وغيرها، ونوعية الألوان التي يتعامل معها، حتى نتمكن من تحديد اللون المناسب الذي يُمكِّننا من علاج المرض الذي يعاني منه.

الألوان الرئيسية التي تؤثر في الإنسان هي التدرجات اللونية لقوس قزح من ألوان الطيف التي تشمل الأحمر، والأرجواني، والبرتقالي، والأصفر، والأخضر، والتركواز الأزرق، والنيلي، والبنفسجي. ويعتقد أن أول أربعة منها هي أكثر الألوان المنشطة، بينما تكون الأربعة الأخيرة الأكثر هدوءاً وراحة. أما أكثر الألوان المكروهة على الإطلاق فهو الأصفر؛ لأن الفائض منه يسبب الشعور بالقلق وثقل الحركة ونقص التركيز وفقدان الإحساس بالهدف، وبزيادة كبيرة جداً عن الحد من هذا اللون يشعر الشخص بالتوتر العصبي وبالشك، وأحياناً يتصرف بشكل غير عقلاني وغير مسئول.

وتنقسم الألوان إلى قسمين:

الألوان الموجبة:

وتمتاز بتفاعلها الحمضي وإشعاعاتها المنشطة كالأحمر في علاج فقر الدم والأكزيما (وقديماً كانوا يُلبسون الطفل ملابس حمراء عندما يصاب بمرض الحصبة). أما الأسود فيعطي الإحساس بالاكتئاب ومثبط للشهية، والبرتقالي في علاج الاكتئاب وفتح الشهية، والأصفر في علاج أمراض الجهاز التنفسي والكبد.

الألوان السالبة:

تمتاز بتفاعلها القلوي وتأثيرها المهدئ كالأزرق فإنه يخفض ضغط الدم وتصلب الشرايين، والنيلي ينشط الذاكرة، والبنفسجي يمنع العدوى، والوردي مهدئ، لذا؛ يُستخدم في غرف النوم، كما أنه يستخدم في مراكز علاج الإدمان. والأبيض يستخدم في علاج صفراء حديثي الولادة.

ومن التجارب العملية التي أجريت وبينت تأثير الألوان، التجربة التي تمت على جسر «بلاك فرايار» في لندن، والذي يعرف بـ «جسر الانتحار» لكثرة حوادث الانتحار التي تتم من فوقه، حيث تم تغيير لونه الأغبر القاتم إلى اللون الأخضر الجميل، وهو ما سبب انخفاض حوادث الانتحار بشكل ملحوظ.

لقد تطورت هذه العلوم من مجرد استخدام الألوان المختلفة لعلاج الأمراض والأعراض المختلفة إلى علم جديد يستطيع تحديد ألوان الجراثيم والميكروبات والبكتيريا تحت الميكروسكوب، وكذلك تحديد الألوان التي تثيرها وتنشطها، والألوان الأخرى التي تثبط مفعولها الضار أو تعالج أمراضها.

العدد 4859 - السبت 26 ديسمبر 2015م الموافق 15 ربيع الاول 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً