العدد 4859 - السبت 26 ديسمبر 2015م الموافق 15 ربيع الاول 1437هـ

بكين تختنق والعالم يتعظ

ضباب ثقيل خيّم على أجواء العاصمة الصينية بكين لترفع البطاقة الحمراء في وجه مواطنيها. سماء العاصمة الصفراء لم تعد تتحمل السموم التي تبثها عوادم السيارات ومصانعها، فاختنقت وأنذرت من تحتها بِرُسُل يضيق معها الصدر.

ففي يوم الثامن من ديسمبر/ كانون الأول الجاري بدأ العمل بالإنذار الأحمر، وهو أعلى مستوى للإنذار، واستمر العمل به حتى ظهر الخميس (10 ديسمبر). أغلقت المدارس في العاصمة الصينية بكين وأوقفت كل أعمال التشييد بعد أن أصدرت السلطات، وللمرة
بصدد خطورة مستوى تلوث » إنذاراً أحمر « ، الأولى الهواء. ووضعت قيود على استخدام السيارات، كما أمرت بعض المصانع بوقف عملياتها. وأعلن مركز رصد التلوث التابع للسفارة الأميركية في بكين عن تسجيله في الساعة السابعة صباح الثلاثاء
بالتوقيت المحلي للعاصمة الصينية بأن مستوى جزيئات في الجو قد وصل إلى 291 ميكروغراماً للمتر »PM2.5« المكعب. علماً أن منظمة الصحة العالمية تعتبر المستوى الآمن لهذه الجزيئات 25 ميكروغراماً للمتر المكعب.

في المقابل، تجاهل السكان التحذيرات بتقليص الوقت الذي يمضونه خارج منازلهم. وبحلول الصباح احتشد المئات وبينهم أطفال في ميدان السلام السماوي لمراقبة مراسم رفع العلم وفقاً لصور نشرتها   تيانانمين  شينخوا   وكالة أنباء الصين الجديدة وذكرت الإذاعة الرسمية أن بعض الناس تجاهلوا القيود على استخدام السيارات، والتي بموجبها تم الحظر على السيارات التي تنتهي لوحاتها المعدنية بأرقام فردية، السير في الشوارع.
ونبّهت الطبقة السميكة من الرطوبة، التي أدت لضباب دخاني خانق، العالم بشدة إلى ضرورة الالتفات إلى حماية الكوكب من الغازات الخانقة. وتظهر النتائج أن التوقيت الذي اختاره الدخان ليعلن على هيمنته على أجواء بكين مناسب، ففي الغرب وتحديداً في
باريس تجتمع وفود من العالم لمناقشة المؤتمر العالمي لتغير المناخ. وأقرّت الوفود، وتحت وطأة الضغوط الشعبية وهو اتفاق يلزم دول ،» اتفاق باريس « ، واختناق بكين العالم، سواء الغنية أو الفقيرة، بالسيطرة على الانبعاثات

المسئولة عن ارتفاع درجة حرارة الكوكب، ويضع هدفاً شاملاً على المدى الطويل للقضاء على الانبعاثات الضارة التي يتسبب فيها البشر خلال هذا القرن. كما يضع الاتفاق نظاماً لضمان أن تفي الدول بجهود محلية للحد من الانبعاثات وتوفير مليارات
الدولارات الإضافية لمساعدة الدول الفقيرة في التحول إلى اقتصاد صديق للبيئة. ولم يتغير الاتفاق النهائي بشكل جوهري عن المسودة التي تم الكشف عنها في وقت سابق وتشمل هدفاً بالغ الطموح للحد من ارتفاع درجة الحرارة
حيث اعتبر التراجع لأقل من درجتين مئويتين عما كان عليه قبل الحقبة الصناعية مرتبة جيدة. وفي السابق، كان الهدف بشأن ارتفاع درجة حرارة الأرض هو درجتين مئويتين في 2010 . لكن على النقيض وهو آخر اتفاق مناخي كبير ،» كيوتو « من بروتوكول
أبرم العام 1997 لن تكون معاهدة باريس ملزمة قانوناً، وهو أمر من شبه المؤكد أن يقابل بالرفض في الكونغرس الأميركي.

العدد 4859 - السبت 26 ديسمبر 2015م الموافق 15 ربيع الاول 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً