العدد 4865 - الجمعة 01 يناير 2016م الموافق 21 ربيع الاول 1437هـ

الجزائر.. جنازة شعبية لأقدم معارض سياسي في البلاد

الوسط - المحرر الدولي 

تحديث: 12 مايو 2017

ووري الثرى بعد صلاة اليوم الجمعة (1 يناير / كانون الثاني 2016) ، جثمان حسين آيت أحمد، أقدم معارض سياسي جزائري، بمسقط رأسه بمنطقة عين الحمام في محافظة تيزي وزو(100كلم شرقي العاصمة) في جنازة شعبية "مهيبة" حضرتها شخصيات وآلاف المواطنين من مختلف مناطق البلاد، وفق ما قالت وكالة الاناضول.

ووصل جثمان آيت أحمد، أمس الخميس، إلى العاصمة الجزائر، حيث ألقيت عليه النظرة الأخيرة، بمقر حزبه "جبهة القوى الإشتراكية" بالعاصمة، بعد أسبوع من وفاته في منفاه الإرادي بسويسرا، وكان في استقباله مسؤولون رسميون وأعضاء في الحكومة أيضًا بالمطار.

ونقل الجثمان، صبيحة اليوم، إلى مسقط رأسه في موكب جنائزي كبير، جاب أحياء من العاصمة ومحافظتي بومرداس وتيزي وزو، وسط تعزيزات أمنية كبيرة على طول الطريق الذي يمتد على أكثر من 100 كم، وحضور لسكان هذه المناطق الذين خرجوا لتوديعه.

وشارك في الجنازة التي نقلها التلفزيون الحكومي بشكل مباشر، رئيس الوزراء الجزائري عبد المالك سلال، وعددًا من الوزراء إلى جانب، العربي ولد خليفة، رئيس المجلس الشعبي الوطني(الغرفة الأولى للبرلمان).

لكن شهود عيان ومنظمون قالوا إن "الوفد الرسمي لم يتمكن من الوصول إلى مكان الدفن بقرية آث يحي، بسبب الجموع الغفيرة من المواطنين الذين غص بهم المكان، واستحالة وصول سياراتهم هناك في منطقة جبلية وعرة".

وذكرت وسائل إعلام محلية، توافد مواطنين من محافظات بعيدة قضوا ليلة أمس في العراء بالمنطقة، من أجل المشاركة في الجنازة.

وتوفي حسين آيت أحمد، في 24 ديسمبر/ كانون أول من العام المنصرم، بمستشفى لوزان بسويسرا، عن عمر يناهز 89 سنة، بعد معاناة طويلة مع المرض.

ونعت أغلب الأحزاب السياسية والشخصيات الجزائرية الموالية والمعارضة، آيت أحمد، الذي اعتبرته "رمزًا للنضال من أجل تحرر الجزائر، ونذر نفسه لخدمة بلاده بعد استقلالها رغم كونه معارضاً".

وقال الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، في رسالة تعزية لعائلة الراحل إن "آيت أحمد كان معارضاً شريفاً ومخلصاً لوطنه، حريصاً على وحدة أمته، جريئاً في مواقفه، وفياً لمبادئه، لطيفاً في تعامله بناءًا في انتقاداته".

وأعلنت الجزائر حدادًا وطنيًا لمدة 8 أيام على روح الفقيد.

وانخرط آيت أحمد، الذي عاش في منفى إرادي بسويسرا، منذ سنوات، في النضال السياسي وهو في الـ 16 من عمره، ضمن "حزب الشعب الجزائري"، ثم أسس برفقة مناضلين، حزب "جبهة التحرير الوطني"، التي فجرت الكفاح المسلح ضد الاستعمار الفرنسي عام 1954.

واعتقلته السلطات الفرنسية عام 1956، ليُطلق سراحه عام 1962، بعد استقلال البلاد، ويدخل بعدها في خلافات مع رفقاء النضال السابقين على غرار، أحمد بن بلة، أول رئيس جزائري، حيث أسس حزب "جبهة القوى الاشتراكية" عام 1963، ليُزج به في السجن الذي فرّ منه عام 1966، وغادر نحو أوروبا، وواصل المعارضة السياسية من هناك.

عاد حسين آيت أحمد، إلى الجزائر عام 1989، بعد إقرار التعددية السياسية في البلاد، قبل أن يعود إلى منفاه بسويسرا، بعد اغتيال الرئيس الراحل، محمد بو ضياف، عام 1992، لكنه بقي يشرف على حزبه من هناك ليترشح عام 1999 للرئاسة، وانسحب في آخر لحظة بدعوى وجود نية لدى النظام لتزويرها لصالح الرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة.

وقرر حسين آيت أحمد، في مايو/ أيار 2013، الانسحاب من الحياة السياسية، وقيادة حزبه خلال المؤتمر الخامس للحزب، الذي أبقى عليه رئيسًا شرفيًا، وانتخب قيادة جماعية خلفاً له.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً