العدد 4866 - السبت 02 يناير 2016م الموافق 22 ربيع الاول 1437هـ

بركان طائفي وأزمة اقتصادية

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

الأزمة التي بدأت في سورية بعد فترة وجيزة من اندلاع أحداث الربيع العربي في مطلع 2011 تسمّمت بالطائفية، ومن ثم انتقلت إلى العراق، وتفاعلت مع مجمل الأحداث في المنطقة، وحوّلت كل ما يجري من حولنا إلى سجالات للتحشيد الطائفي، كوسيلة للتناصر والتناحر وتوزيع الاتهامات. كل ذلك أصبح يؤثر سلبياً على اسقرار بلدان المنطقة، وأصبحنا نعيش على بركان طائفي يتحرَّك مع كل حدث، ويُحرِّك الأوضاع باتجاهات غير حميدة.

لقد أوضح بحث نشرته مؤسسة «كارنيجي» في 20 ديسمبر/ كانون الأول 2015 انعكاس السجالات الطائفية على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»؛ ونرى كيف أن التحوُّل الرقمي الذي يساعد البلدان الأخرى لخلق فرص جديدة في الاقتصاد والسياسة والاجتماع، أصبح في منطقتنا منصّة للصراع الطائفي. كما نرى أن أصوات التقارب والتعاون تختفي في أكثر الأحيان تحت ضغط من يتغذى على خطابات الكراهية الطائفية. وكما أشار البحث المذكور، فإنّ أعمال العنف أصبحت توأماً لشبكات المواقع الاجتماعية في تصاعد وتيرة الصراع الطائفي، وبيّن البحث أن ما يفوق على 7 ملايين تغريدة باللغة العربية بُثَّت بين فبراير/ شباط وأغسطس/ آب 2015، (بمعدل مليون تغريدة في الشهر)، وجميعها تشارك في السرديات الطائفية وخطاب الكراهية على مدار الساعة.

هذا البركان يستعر فيما تشهد المنطقة أزمة اقتصادية بسبب هبوط أسعار النفط، وهو ما أدّى إلى حدوث عجز في الموازنات العامة. وهذا يعني أن ما كان متوافراً في مطلع العام 2011 من وفرة نقدية خفّفت قليلاً من الآلام والضغوط، لم تعد متوافرة الآن، بل إن الحديث المستمر عن شَدّ الأحزمة يعني أن المشكلات التي نواجهها تحتاج إلى أمر معاكس للسجال والصراع الطائفي... إننا بحاجة إلى ديناميكية تعاونية، وتآزر وتضحيات، وإدراك بأنّ المستقبل يتطلب بذل الجهود بصورة مختلفة.

على أن استمرار توتر الأوضاع يعني أن الديناميكية المطلوبة للخروج من الأزمة الاقتصادية لا تتوافر لنا بسهولة. ذلك لأن رؤية أفق أكثر تفاؤلاً تحتاج إلى وضع حَدٍّ للغليان الطائفي الذي يكثر من التشنُّجات، ويعظّم الآلام، ويُنهك إمكانات الجميع، ويصعِّب استعادة الحيوية الاقتصادية، ويعكّر الاستقرار. لكي نخرج مما نحن فيه، فإننا بحاجة إلى تماسك النسيج الاجتماعي، وإلى بيئة تعدُّدية متسامحة مبنيّة على الثقة بين مكونات المجتمع.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 4866 - السبت 02 يناير 2016م الموافق 22 ربيع الاول 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 12 | 8:03 ص

      ليس بعيب ولا بعجب أن تضن الدول الاستعماريه أن الله غافل عن ما يعمل الكهنه والقساوسه ومستدعوا الجن والشياطين والمرده. فهذه ليست فكرة أوليه لأن السحر قديم وليس حديث.

    • زائر 11 | 7:14 ص

      تابع...

      امّا في الدول التي لم يكن لمذهبهم تواجد يذكر فيها فعملت علي نشر مذهبها فيها تحت ذريعت التعاون والتبادل الثقافي بينها وهذه الدول مستغلة عدم وجود الهاجس الطائفي في تلك الدول وعدم انباههم لخبث مقصدها حتي اذا ما أسست لنفسها موطئ قدم فيها عملت علي هدم هذه الدول عن طريق اتباعها بداعي مناصرة اتباع مذهبها والمظلومين فيها.

    • زائر 10 | 7:02 ص

      متي ظهرت الطائفية ؟

      ظهرت هذه الطائفيّه وبشكلها العنيف بعد نجاح الثوره الطائفية في ايران ومحاولات حكامها المستميته لتصدير خرابهم للدول العربيه والاسلاميه تحت ذريعة تصدير الثوره ونصرة اتباع مذهبهم وتمكينهم من حكم الدول التي يعيشون فيها بالقوّة . يتبع....

    • زائر 13 زائر 10 | 8:26 ص

      مخطئ تماما في تعليقك ...... أم محمود

      الطائفية جاءت بعد الاستعمار البريطاني الفرنسي والاحداث الجسيمة على الوطن العربي التي ذكرها الدكتور في مقال أمس و الطائفية جاءت بعد التدخلات الأمريكية وغيرها في المنطقة يعني الأعداء عندهم مطبخ اسمه الطائفية والطبخات صدورها لحالة التشبع و انظر الى مرحلة الهرج و المرج و التراشق بالكلمات التي وصل إليها المسلمين ... لا دخل لإيران و لا الثورة الايرانية بالطائفية لقد جاءت حمى ........ بعد الثورات العربية لتتهم طائفة معينة لأنهم ينتمون لمذهب أهل البيت ع الذي تنتمي إليه إيران

    • زائر 15 زائر 10 | 11:46 ص

      ام محمود

      قلبك متعلق بإيران ياليت تهاجرين لها وتفكينا.. ايران منبع الطائفية والكل يعلم هذي الحقيقة.

    • sabah.fardan زائر 10 | 12:12 م

      الى 15 الله يشفيك من مرض الطائفية

      اعتقد ان الطائفية ليس لها علاج الا تغيير الافكار و الاطلاع لانها تقتل الانسان بالحقد اقرأ ماذا كتب الدكتور عن السرديات الطائفية و خطاب الكراهية على مدار الساعة ..

    • زائر 9 | 6:20 ص

      احسنت

      جميل جدا

    • زائر 7 | 11:41 م

      هل تصدق علينا الآية (يخربون بيوتهم بأيديهم)
      لدى دول الخليج ثروات هائلة حسدهم العالم عليها وكان من المفروض ان تستغلّ هذه الثروات في جعل دول الخليج من أفضل دول العالم بنية واقتصادا وحرية وتطوّرا علميا.
      لكن بسبب جشع البشر واطماعهم حدث استحواذ كبير على الأموال فأصبح أناس يملكون عشرات المليارات بينما بقيت الشعوب في وضع لا يتناسب مع بالخليج من ثروات

    • زائر 6 | 11:36 م

      التفرقة بين البشر واختلاق الخلافات بين المذاهب والمعتقدات ومحاولة تسفيه معتقدات الآخرين واخراجهم من الملّة ينتج عنه فتن لا تنتهي

    • زائر 5 | 11:27 م

      هناك ا.... لا تستطيع البقاء الا بإشعال الفتن الطائفية

    • زائر 3 | 10:38 م

      ما نحتاجه

      المنطقة بحاجة إلى قرار ممن يحكم دولها بالاتجاه نحو تصفير المشاكل الداخلية والخارجية بل وبناء علاقة وطنية حميمية بين الحكام والشعوب
      من غير العمل في هذا الاتجاه فنحن نعمل في اتجاه الهاوية والإنهيار

    • زائر 4 زائر 3 | 11:10 م

      أحمدك يارب وأشكرك

      بأن اليوم لا يوجد فيه تحذيرات ولا مخاوف بإختفاء القارات وتلون الكون وتسونامي وأعاصير كاترينا وووو والفارس الملثم والجن الأخضر لا لا الأزرق.

    • sabah.fardan | 8:57 م

      مستقبل الشعوب العربية مظلم

      صدقت الوفرة النقدية التي خففت من التناحر الطائفي في 2011 لم تعد موجودة و كل الاحداث من بداية العام ااجديد كانت ساخنة جدا .. و نحن نترقب موجات من الانهيار المالي و الاقتصادي و السياسي خاصة في منطقة الخليج العربي و امريكا و اوربا ايضا مهددة بانهيارات و تغير في الاحوال المعيشية و سيلجأ البعض الى اثارة الحروب التي سيحمى وطيسها و دمشق ستحدث بها كارثة انسانية لان الروس والامريكان سيتحاربان على اراضيها.
      7 ملايين تغريدة كلها تصب في الحرب الكلامية الطائفية شيء مخزي بالفعل .

    • sabah.fardan | 8:48 م

      العام الجديد هو عام الغليان و القتل و الحروب و البركان الطائفي سينفجر

      مثل ما نجح المستعمر او العدو في حرف الثورات 180 درجة و حولها الى فتن داخلية وقتل و تنظيمات ارهابية و صنع داعش ايضا نجح في تحويل الالة الاعلامية الى ابواق لنشر الطائفية و هو يعلم ان الفتنة بين ال س و ال ش هي التي تهدم الاوطان انظر الى الانستغرام امس 2 يناير و كيف تحول الى الفاظ بذئية جدا وتبادل شتائم و تناحر و ساعده في ذلك غباء العرب كما انه نشر الفساد الاخلاقي و العرى و الزنا و العادات الغربية و الاسلام اختفى من المجتمعات الاسلامية

اقرأ ايضاً