العدد 4883 - الثلثاء 19 يناير 2016م الموافق 09 ربيع الثاني 1437هـ

دراسة أعدتها وزارة المالية الكويتية: رفع العقوبات عن إيران يؤثر في الكويت

 في إطار تحديدها للآثار الاقتصادية العالمية والمحلية جراء رفع العقوبات الاقتصادية عن إيران وعودتها الى الحياة الاقتصادية بشكل كامل، استعرضت وزارة المالية الكويتية اهم ما جاء في تقرير البنك الدولي حول تلك الآثار مشيرة الى وجود تأثيرات مباشرة على الاقتصاد المحلي جراء رفع العقوبات، ذلك وفق ما نقلة صحيفة "القبس" الكويتية الثلثاء (19 يناير/ كانون الثاني 2016).

وقالت «المالية»: ان البنك الدولي رصد عبر تقرير أعده مؤخراً الاثار الاقتصادية لرفع العقوبات عن إيران، حيث تناول التقرير التسلسل الزمني للعقوبات الدولية المفروضة والاثار المترتبة عليها وأبرز تلك الآثار على اسعار النفط العالمية والاستثمارات الاجنبية والاقتصاد الإيراني.

واشار التقرير الى تبعات رفع الحصار عن إيران والآثار الاقتصادية لرفع تلك العقوبات على الصعيدين المحلي والعالمي.

الآثار على الصعيد القومي: كان للعقوبات آثار سلبية على الاقتصاد الإيراني، حيث ادى ذلك الى دخوله في حالة كساد لاكثر من عامين وذلك على الوجه التالي:

الاقتصاد الكلي

حتى العام الماضي، بقي الاقتصاد الإيراني في حالة كساد لاكثر من عامين، إذ هبط النمو الى سالب 6.8 و%1.9 في عامي 2012 و2013 على التوالي، ورغم ان الاقتصاد انتعش عام 2014، بقي حجم اجمالي الناتج المحلي على حاله كما كان عام 2009.

وشهد قطاع النفط أكبر تراجع حيث كبلته القيود الشديدة منذ عام 2012، وانخفض الانتاج والصادرات انخفاضا حادا خلال هذين العامين.

وفي السنة المالية 2011/2010، قبل فرض العقوبات، بلغ إنتاج النفط ما يقرب من 3.7 ملايين برميل يومياً، تم تصدير مليوني برميل يومياً منها، وفي السنة 2013/2012، بعد فترة وجيزة من تشديد العقوبات، انخفض إنتاج وصادرات النفط الخام بمقدار مليون برميل يومياً.

وشهد قطاع التشييد وصناعة السيارات، وهما القطاعان الرئيسيان، إلى جانب الخدمات، لتوافر فرص العمل، انكماشاً حاداً، إذا انخفض الإنتاج في صناعة السيارات إلى النصف وفي قطاع التشييد بنسبة %3.6 و%3.1 في 2012 و2013، وذلك لأسباب يعود معظمها إلى تراجع الواردات من المواد الخام والمعدات وهبوط الاستثمارات، أيضاً، بعد توقف تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر.

وانخفض الطلب على أذون البناء %3 في المتوسط خلال تلك الفترة، وفي حين أن معدلات البطالة الرسمية لا تعكس الفاقد من فرض التشغيل، فإن التقديرات غير الرسمية تشير إلى زيادة معدل البطالة نقطتين مئويتين إلى %14 عام 2014.

ومن المؤكد أن جميع القطاعات قد تستفيد من انفتاح الاقتصاد الإيراني، ففي قطاع صناعة السيارات وهو من أكبر القطاعات الصناعية، حيث يشكّل %10 من إجمالي الناتج المحلي و%4 من قوة العمل، يتوقع له أن يحصل على دفعة قوية بعد إلغاء العقوبات، حيث يتعزز إنتاج السيارات ويصل إلى مستويات قريبة من مستواه قبل فرض العقوبات. أما بالنسبة إلى قطاع الصناعات الدوائية، فسيرتفع الإنتاج وتستأنف الصادرات الدوائية إلى أوروبا التي كانت قيمتها تصل إلى 2.5 مليار دولار قبل فرض العقوبات.

 سوق العمل

ساءت أحوال سوق العمل خلال فترة العقوبات، ومن المتوقع ألا يتأثر الطلب على العمالة تأثيراً مباشراً برفع العقوبات، حيث إنه سينمو من خلال الإنفاق من عائدات النفط المتزايدة والنمو في قطاعات كثيفة الاستخدام للعمالة مثل صناعة السيارات والصناعات الدوائية وقطاع التشييد والسياحة والأعمال المصرفية والاتصالات، فيحتاج الاقتصاد الإيراني الى خلق 5 ملايين فرصة عمل خلال السنوات المقبلة، كي يستطيع الحفاظ على معدل البطالة من دون الــ%10.

أما بالنسبة إلى توزيع الدخل، فإنه من المتوقع أن يتأثر برفع العقوبات، بحيث يزيد عائد المهارات والمواهب وتزداد فجوة الدخل، كما أن زيادة الطلب على العمالة في القطاعات غير النفطية سيزيد من الطلب، وبالتالي ارتفاع الأجور.

إدارة العائد الاقتصادي المفاجأة

سيؤدي رفع العقوبات إلى استعادة إيران مليارات الدولارات من أموالها المجمدة، كما سيؤدي إلى خفض تكلفة التجارة الخارجية وزيادة الصادرات عن المستوى الحالي، كما تنخفض تكلفة الواردات والاستثمار والإنتاج، وبالتالي زيادة قدرة المصدّرين ومقدمي الخدمات الإيرانيين على المنافسة في الأمد المتوسط.

وستشهد إيران ضخ استثمارات ضخمة في حقول النفط والغاز، وبالتالي زيادة الصادرات الى ما يقارب 3 ملايين برميل يومياً، وهذا من شأنه أن يزيد العائدات.

وقال البنك الدولي إن إدارة العائدات غير المتوقعة تتطلب سياسات تساند الصادرات وتنويع أنشطة الاقتصاد للحصول على نتائج إيجابية على النمو الاقتصادي وفرص العمل.

 أسعار النفط

توقع تقرير البنك الدولي ان تنخفض أسعار النفط الحالية مع عودة النفط الإيراني بنسبة %14 مقارنة بالأسعار الحالية مع افتراض عدم تدخل منظمة الأوبك أو المنظمات الاخرى، ليتسبب ذلك في رفع المعروض من النفط مما سيؤثر سلباً على دول مجلس التعاون الخليجي عامة والكويت بشكل خاص، حيث إنها تعتمد بشكل أساسي على تصدير النفط الخام ومشتقاته عالمياً، ومن ناحية أخرى ستستفيد البلدان المستوردة من تراجع أسعار النفط.

وقد شهدت صادرات إيران انخفاضاً في عام 2012 بشكل ضخم، نظراً لتشديد العقوبات الدولية على المنتجات النفطية، حيث انخفضت صادراتها الى ما دون مليون برميل يومياً في يوليو 2012 مقارنة بــ2.8 مليون برميل يومياً في يوليو 2011.

ويعود هذا الانخفاض الى مقاطعة أغلب الشركات المستوردة في منطقة الاتحاد الأوروبي للنفط الإيراني، وعند رفع العقوبات الإيرانية بشكل كامل وبدء تصدير النفط، فإنه من المتوقع أن تصدر إيران على الفور 400 و500 ألف برميل يومياً، وفي حين يستغرق استئناف صادرات إيران الى مستويات ما قبل 2012 فترة تتراوح بين 8 إلى 12 شهراً.

التجارة الثنائية

كان للعقوبات أثر ضخم على عائدات التصدير الإيرانية، بحيث أدت إلى انخفاضها بإجمالي 17.1 مليار دولار، ومع رفع العقوبات من المتوقع أن يشهد شركاء إيران التجاريون الرئيسيون، ومنهم الإمارات وبلدان أخرى نمو وتيرة التجارة النفطية وغير النفطية، خصوصاً بعد انخفاض تكاليفها.

أما فيما يتعلق بالعلاقات التجارية بين إيران والكويت، فإنها تعود الى مرحلة السبعينات، حيث إن تأثير العقوبات على تلك العلاقات كان على عكس الدول الغربية، حيث زادت الواردات الإيرانية الى الكويت على نحو متصاعد منذ عام 2011 من 51.6 مليون دينار لتبلغ 92.7 مليون دينار في 2014 بنسبة نمو %79.5، اما بالنسبة الى الصادرات الكويتية الى إيران فقد بقيت ثابتة بحدود 25 مليون دينار كويتي منذ عام 2011.

 

الاستثمار الأجنبي المباشر

تشير دراسة البنك الدولي الى ان الاستثمار الأجنبي المباشر في إيران قد تأثر سلبا بسبب تشديد العقوبات، خصوصا في القطاع النفطي، حيث قيدت العقوبات حصول إيران على التكنولوجيا التقنية والاستثمار لتقييد قدرتها الانتاجية من النفط والغاز.

كما تشير ايضا تقديرات مبدئية الى ان إيران فقدت مليارات الدولارات من الاستثمارات في ذلك القطاع، خصوصا عقب تشديد العقوبات في 2012، حيث انسحبت الشركات العالمية من بعض مشاريعها، بينما اضطرت إيران الى الاعتماد على الشركات المحلية في تنمية حقولها النفطية.

التسلسل الزمني

في يونيو 2012 ــ الولايات المتحدة تحظر على بنوك العالم إبرام معاملات نفطية مع إيران، وتستثني سبعة عملاء رئيسيين، الهند وكوريا الجنوبية وماليزيا وجنوب افريقيا وسريلانكا وتايوان وتركيا، من العقوبات الاقتصادية مقابل خفض وارداتها من النفط الإيراني.

يوليو 2012 ــــ بدء سريان مقاطعة الاتحاد الاوروبي لصادرات النفط الإيراني.

اكتوبر 2012 ــــ العملة الإيرانية، تهبط الى مستوى قياسي مقابل الدولار الاميركي، حيث فقدت %50 من قيمتها منذ عام 2011. وبلدان الاتحاد الاوروبي تعلن مزيدا من العقوبات على إيران، حيث تركز على البنوك والتجارة واستيراد الغاز، فضلا عن تجميع اصول افراد وشركات تزويد إيران بالتكنولوجيا.

نوفمبر 2013 ــــ إيران توافق على تقييد تخصيب اليورانيوم أكثر من %5 وتزيد من إمكانية وصول مفتشي الامم المتحدة الى المنشآت النفطية مقابل تخفيف العقوبات بما قيمته 7 مليارات دولار، وذلك في محادثات مجموعة 1 + 5 «الولايات المتحدة وبريطانيا وروسيا والصين وفرنسا وألمانيا» في جنيف.

ابريل 2015 ــــ إيران والاتحاد الاوروبي يتوصلان الى اتفاق إطار نووي ويحدد اتفاقا نهائيا في يوليو 2015 يصاحبه رفع عقوبات الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة عن إيران.

14 يوليو 2015 ــــ القوى العالمية تتوصل الى اتفاق مع إيران على تقييد النشاط النووي الإيراني مقابل رفع العقوبات.

20 يوليو 2015 ــــ وافق مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بالإجماع على اتفاق 14 يوليو.

منافع طهران

1- انتعاش لصناعات السيارات والادوية والتشييد والسياحة.

2- 5 ملايين فرصة عمل في السنوات المقبلة لتنخفض البطالة دون %10.

3- سيزداد عائد المهارات والمواهب وتزداد فجوة الدخل.

4- الاجور سترتفع وستنخفض تكلفة التجارة والاستثمار.

5- سترتفع الصادرات وتنخفض كلفة الواردات.

6- استثمارات ضخمة في حقول النفط والغاز.. والصادرات تزيد>





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 12 | 3:13 ص

      الحصار كان ماذا اساسا هو الدرحة الاولى الاثر الاكبر على المواطن الايراني الاهوزاي او من طهران السواحل او المدن كانت الحصار تجويع الناس وغلاء الاسعار و تمويت المواطنين الايرانين انا لستو مع ولا ضد بس المنطق هل يجوز يموت المواطن الايراني من السنه والشيعة و اليهود والمسيحين و الصابه من اجل يستمر الحصار لمنافع دول اخرى كيف هذا المنطق اللامنصف موتو كلكم ودولتي المستفيده من موتكم ومحاصرتكم حتى الموت الوزير والحكومه لن يتأثر المواطن العادي يذبحه الحصار..كل يوم رفع الحصار يذبحنا اذهب الى امريكا وقول لها

    • زائر 10 | 12:46 ص

      ياجماعة الخير

      نقول مانتأثرنا في رفع العقوبات.... العالم كله بيتأثر

    • زائر 8 | 10:54 م

      بوعلي

      بدال الصياح اشترو من ايران المنتجات مثل الادوية الاواني والمحركات ووالخ ايران فيها خيرات ويجب ان نتعامل معها اقتصادية بدال ماتنفخون روحكم مقاطعة ومقاطعة

    • زائر 7 | 10:51 م

      الله يعطي علي قدر النيه الطيبه لا تخافوا ياهل لكويت ماعليكم زود من أعمالكم الخيريه

    • زائر 11 زائر 7 | 1:54 ص

      .

      أتفق معاك تماماً

    • زائر 6 | 10:28 م

      ثوارة

      هذي السالفة يبي ليها دراسة يعني؟؟!!
      اضعف واحد في الاقتصاد يعرف هذي السالفة بدون دراسة ولا خرابيط

    • زائر 2 | 9:55 م

      هل هذا يعني ان لاترفع العقوبات ويظل الشعب الايراني متأثرا طوال حياته ؟
      رفع العقوبات هي فائدة لكم ان تعاونتم في هو صالح البلدين

    • زائر 3 زائر 2 | 10:02 م

      يعني ما تبونهم يعيشون

      لازم رحمة الله الواسعة تنزل عليهم ما يصير يظلون طول عمرهم بالعقوبات

    • زائر 5 زائر 2 | 10:23 م

      اي نعم

      مايصح الا الصحيح ان يعم السلام والامن والعلاقة الطيبة بالجيران .

    • زائر 1 | 8:50 م

      تستاهل الجمهوريه الاسلاميه الايرانيه كل خير والله يزيدها . اما دولنا الخليجيه لو كانت تسير بما يرض الله وشعوبها لما اثرت فيها ا اجراءات جيرانها سلبا او ايجابا .

اقرأ ايضاً