العدد 4894 - السبت 30 يناير 2016م الموافق 20 ربيع الثاني 1437هـ

كيف يمكن التحكم في الوزن أثناء الحمل؟

د.مها أحمد: قياس الوزن يُقلق العديد من السيدات و...يحرجهن!

لا تكتسب الحامل وزنًا زائدًا خلال الأشهر الثلاثة الأولى

جُل ما عليك القيام به هو تناول الطعام بتعقُّل

هل تدرك الأمهات الحوامل خطورة زيادة الوزن أثناء الحمل عليها وعلى الجنين؟ وهل تسهم المراجعة الدورية الطبية في مراكز رعاية الحوامل في التحكم في الوزن؟ وما هي أهم الاحتياطات الواجب على الأم الحامل الالتزام بها؟

على هذا الصعيد، جاءت نتائج دراسة معهد طبي سويدي لتحذر من أن ارتفاع وزن الأم بعد الحمل الأول يرفع من مخاطر إصابة الطفل الثاني بأمراض مثل السكري وارتفاع ضغط الدم علاوة على احتمال إصابة الأم بتسمم في الرحم، لكن النصيحة الأهم من توصيات البحث هي أن على الأم التي تخطط للإنجاب تخفيف وزنها والعودة إلى الوزن الطبيعي فور إنجاب الطفل الأول تفاديًا للإصابة بالمشاكل الصحية.

الوقاية من المخاطر

وطبقًا لأهمية موضوع زيادة وزن الأم الحامل وضرورة رفع مستوى الوعي بين الأمهات، تطرح “بيللا” هذا الموضوع لتقديم معلومات ميسرة ضمن لقاء مع طبيبة النساء والولادة الدكتورة مها أحمد صالح، ذلك أن الوقاية من المخاطر تستلزم توفير معلومات واضحة لتثقيف المجتمع ولا سيما الأمهات الحوامل.

الكثير من الدراسات الطبية حذرت من زيادة وزن الأم، ليس فقط أثناء فترة الحمل، بل حتى بعد الولادة، ومن بين تلك الدراسات، أجرى فريق من الباحثين في المركز الطبي بجامعة (أوتريخت) الهولندية برئاسة البروفيسور ليني فان روزم دراسة على أكثر من 3 آلاف طفل تبين فيها أن الأمهات اللواتي اكتسبن الوزن بعد الزيادة هن أكثر عرضة لولادة أطفال يعانون من البدانة.

وربط الباحثون بين زيادة الوزن خلال فترة الحمل مع ارتفاع خطر الولادة القيصرية، والولادة المبكرة، مقارنة بالسيدات اللاتى يتمتعن بوزن معتدل عند الولادة، ليؤكدوا بذلك أن الوزن المثالي خلال الحمل يختلف من سيدة إلى أخرى، ولكن معظم النساء يكتسبن معدلات صحية ما بعد الحمل وتتراوح ما بين 25 -34 كجم.

إجراء يُقلق السيدات

تبدأ طبيبة النساء والولادة الدكتورة مها أحمد صالح بالإشارة إلى أن قياس وزن الحامل أثناء زياراتها للعيادة الطبية يعد من الأمور الروتينية التي يتم تطبيقها في مملكة البحرين، لكن مؤخرًا أظهرت بعض الدراسات الطبية أن هذا الإجراء يُقلق العديد من السيدات أو يُشعرهن بالحرج.

وقد لا يكون هذا الأسلوب هو الأفضل لتقييم صحة الحمل، ذلك أن الطريقة الصحيحة لتقييم معدل زيادة الوزن في فترة الحمل هي أن تحتسب الطبيبة مؤشر كتلة جسم الحامل بناءً على قياس الوزن عندما تحجز الأم موعدها الأول، وتوضح للأم الحامل بالقول: “كقاعدة عامة، يمكنك حساب ما يسمى بمؤشر كتلة الجسم، وطبقًا لهذا الرقم يمكنك توقع الوزن المناسب الذي يمكن أن تكتسبيه خلال الحمل” كما هو موضح في الجدول التالي:


من أين تأتي الزيادة؟

وتذكر الدكتورة مها أحمد أنه خلال أول ثلاثة أشهر، لا تكتسب الحامل الكثير من الوزن وذلك بسبب التقيؤ في الصباح وغيرها من الأعراض المصاحبة لبداية الحمل، ويتراوح معدل اكتساب المرأة الحامل للوزن خلال تلك الفترة نحو 2 كجم وما بين 1.5 إلى 2 كجم شهريًا بعد ذلك، وقد تتساءل الأم: “ممَّ يتكون كل هذا الوزن الزائد؟”، وأقدم لها هنا معلومات لطيفة تساعد على فهم ما يمكنها التخلص منه فور الولادة حسب الجدول التالي:

المخاطر والمضاعفات

وتوضح بعض المعلومات المهمة بالقول: “إذا كنتِ حاملاً بتوأمين (أو أكثر)، فسوف تكتسبين وزنًا أكثر بطبيعة الحال، أي يكون مؤشر كتلة الجسم 18.5 إلى 25 فسوف تكتسبين ما بين 17 إلى 25 كجم، أما إذا كان ما بين 25 إلى 30 فيكون الوزن المتكسب 14 إلى 23 كجم، وبالنسبة لمؤشر 30 أو أكثر فسوف تزدادين 11 إلى 19 كجم، أما إذا كان وزنك زائدًا عن الحد قبل الحمل، فسوف تزداد مخاطر ومضاعفات الحمل بما فيها الإصابة بسكر الحمل وضغط الدم المرتفع، ولابد أن يتابعك الطبيب وينسق معكِ نظامًا غذائيًا خاصًا أثناء وبعد الحمل للتقليل من تلك المخاطر”.

لكن ماذا عن الحوامل ذوات الوزن الأقل من الطبيعي؟ تجيب الدكتورة مها: “حتى إذا كنتِ أقل من المعدل الطبيعي للوزن قبل الحمل، فيصبح من المهم لصحة الجنين أن تكتسب الأم وزنًا معقولًا أثناء الحمل حتى تتجنب مخاطر الولادة المبكرة أو أن يولد الطفل بوزن أقل من اللازم”.

اقتراحات للتحكم في الوزن

جُل ما عليك القيام به هو تناول الطعام بتعقل، وضعي في اعتبارك أنك تحتاجين إلى نحو 2000 سعرة أو وحدة حرارية يوميًا، ولن تحتاجي إلى المزيد حتى تبلغي الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل، عندها ستحتاجين إلى 200 سعرة حرارية إضافية في اليوم، ويمكنك الحصول على 200 سعرة حرارية إضافية عن طريق شريحة من الخبز المحمص مع الفاصولياء المطبوخة أو وعاء من حبوب الإفطار أو الكورن فليكس المصنوعة من الحبوب الكاملة مع حليب بنصف الدسم.

ولتناول الطعام الصحي، أنصح الأمهات بتناول مجموعة من الأطعمة التالية:

الخبز، والمعكرونة، والبطاطس، والأرز، وحبوب الإفطار (الكربوهيدرات)، فمن الجيد تناول الأنواع المصنوعة من الحبوب الكاملة، مثل الأرز الأسمر أو البني والمعكرونة السمراء، والخبز المصنوع من الحبوب الكاملة، واحرصي على أن تشكل هذه الأطعمة النشوية ثلث ما تأكلينه يوميًا.

الفواكه والخضراوات: ما لا يقل عن خمس حصص في اليوم، وينبغي أن تشكل ثلثًا آخر من مأكولاتك اليومية.

البروتينات: مثل اللحوم (ولكن ليس الكبدة)، والأسماك، والبيض، والبقوليات.

منتجات الألبان: مثل الحليب، والزبادي، والأجبان، وتعتبر الأنواع قليلة الدسم خيارًا جيدًا إذا كان وزنك زائدًا، ولاتحتاجين إلى تناول الأطعمة أو المشروبات التي تحتوي على نسب عالية من الدهون أو السكريات، مثل الكعك، أو البسكويت، أو المشروبات الغازية، ومع ذلك، لن يضر تناول كميات صغيرة منها بين الحين والآخر.

تذكري أنك لست بحاجة إلى الأكل لاثنين، فإذا اكتسبت الكثير من الوزن خلال فترة الحمل، فقد لا تخسرينه بسهولة بعد ولادة طفلك.


إمشي وتمددي... واستعدي للولادة

من الطبيعي أن ترتفع معاناة الأم الحامل بسبب الآلام المصاحبة للحمل، غير أن بضع تمارين رياضية متاحة وسهلة، تسهم في التخفيف من هذه المعاناة، ومن أكثر تلك التمارين شيوعًا هي ممارسة رياضة المشي.

ويعتبر تمرين المشي من أكثر التمارين والأنشطة البدنية المفيدة للحامل، وتصبح هذه الرياضة مفيدة أكثر للأم في حملها الأول حيث تكون في هذه الفترة على حذر كبير في حركتها، فالمشي حسب ما أكدته العديد من الدراسات، مفيد للحد من أوجاع الحمل، ويسهم في تحسين الحالة المزاجية والتقليل من مخاطر الإصابة بالداء السكري والوقاية من تسمم الحمل، وإن تحول المشي إلى مشي سريع أو جري، فذلك يلزم الحديث مع الطبيب في هذا الشأن.

أما تمارين التمدد، فهذان التمرينان مفيدان كثيرًا:

التمرين رقم (1)

يساعد على الاسترخاء ويسهل عملية الولادة: اجلسي ورجلاك متباعدتان، قومي بثني قدمك اليمنى وفرد ذراعك اليمنى أيضًا على مداها، ثم اِبتدِئي بالانحناء نحو قدمك اليسرى، لا تنسي أن تتنفسي أثناء التمرين واثبتي لعدة ثوانٍ ثم غيِّري الإتجاه، أفردي قدمك اليمنى وقومي بثني القدم اليسري ومدي يدك اليسرى على مداها وانحني نحو اليمين.

التمرين رقم (2)

يساعدك هذا التمرين على التخفيف من آلام الظهر: إجلسي فوق ساقيك المثنيتين وظهرك مستقيم، ثم انحني قليلًا إلى الخلف وارتكزي على ذراعيك، تنفسي جيدًا، وابدئي برفع نفسك ببطء عن الأرض، قومي بهذا التمرين عدة مرات.

العدد 4894 - السبت 30 يناير 2016م الموافق 20 ربيع الثاني 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً