العدد 4894 - السبت 30 يناير 2016م الموافق 20 ربيع الثاني 1437هـ

مهارة توظيف “النمذجة”... محاكاة المتميزين في نجاحهم

بشرح مختصر مفيد، يمكن تعريف (النمذجة) بأنها عملية محاكاة ومتابعة وتقليد إيجابي لتبادل أو نقل قدرات ومهارات الإبداع والتميز، وهي أيضًا تعني (محاكاة المتميزين في نجاحهم)، إذن، بإمكاننا، ونحن نسعى لتغيير حياتنا إلى الأفضل، أن نأخذ نموذج شخص مبدع من الجنسين، ونستقرئ بتحليل ورصد منهجه في التعرف على إمكانياته ومهاراته بنقل الخبرة والتجربة.

اكتشاف نقاط القوة

ومن منطلق خبرته في مجال التنمية البشرية وتطوير القدرات الذاتية، يؤكد المدرب والباحث الدكتور حسن جواد الفردان أنه من الضرورة بمكان التفريق بين التعليم التقليدي والنمذجة، فالتعليم التقليدي يضيف للإنسان المعلومات من النظريات والتحصيل الدراسي، فيما النمذجة تضيف للإنسان القدرة على اكتشاف نقاط القوة لدى الشخص وتنميتها من خلال محاكاة نموذج بارز، لكن كلا الأسلوبين: التعليم التقليدي والنمذجة، يتطلبان ركنًا رئيسيًا وهو التدريب الفعال المستمر.

من أركان العلاج السلوكي

ويوضح الفردان، وهو رئيس قسم الترويج والمؤتمرات بإدارة التنسيق والمتابعة بشئون الاستراتيجيات والتخطيط في الهيئة الوطنية للنفط والغاز، وحاصل على درجة الدكتوراه من جامعة "مونارك" بسويسرا في مجال فلسفة إدارة الأعمال في موضوع "أثر الثقافة الفردية والجماعية على سلوك تبادل وتقاسم المعرفة عند موظفي مؤسسات القطاع العام بمملكة البحرين"، يوضح أن النمذجة في عالم اليوم تعتبر من أركان العلاج السلوكي المهمة وجزءًا رئيسًا في برامج البرمجة اللغوية العصبية NLP.

وفي عالم التدريب الإداري والذاتي، فإن (النمذجة) تعتبر من العلوم الحديثة التي ظهرت في حقبة التسعينيات، فهي عبارة عن الاقتراب من فك أسرار النجاح عند المتميزين – إن جاز لنا التعبير – وبعض الباحثين والمتخصصين في هذا المجال يطلقون عليها اسم (فك تشفير التميز البشري)، فالعملية تعتمد أساسًا على فكرة إنسانية فريدة لنقل وغرس نماذج التميز ومنهجياتهم لدى الآخرين الرغبين في تنمية قدراتهم في مختلف المجالات.

محاكاة النموذج الناجح

وربما نسأل:" ليس مهمًا أن نعرف متى تفشل هذه الطريقة، لكن المهم هو أن نعرف كيف تنجح؟"، فينبه الدكتور الفردان إلى أن نجاح الطريقة يلزم التركيز على (النموذج المختار) وقراءة سلوكه وأفعاله واكتشاف الفروقات والمعايير الخاصة، أي أن تسعى لمعرفة كيفية وصول النموذج الناجح أو المتميز إلى ما وصل إليه، والخبراء في هذا المجال يقسمون النمذجة إلى أربعة أبعاد وهي: النمذجة المنفصلة، النمذجة الكلية، النمذجة الواعية والنمذجة غير الواعية، والمدربون المتخصصون في هذا المجال على قدر كبير من المعرفة في تدريب الآخرين على كيفية فهم هذه الأبعاد والتغيير إلى الأفضل والأمر قد يبدأ من المعلمين والمعلمات مع طلابهم انتهاءً عند خبراء البرمجة اللغوية العصبية.

ويواصل الدكتور الفردان حديثه بالإشارة إلى أن تحديد الصفات والأساليب لدى النموذج المختار يركز بالدرجة الأولى على الجوانب الناجحة، وقد يلجأ بعض المدربين إلى مقارنة هذا النموذج الناجح بآخر غير ناجح لتكثيف الفكرة وتعميقها، والخلاصة دائمًا هي تحقيق الفائدة لنا وإثراء تجاربنا ومعارفنا على طريق الإبداع والتغيير الفعال والإنجاز المهم.

العدد 4894 - السبت 30 يناير 2016م الموافق 20 ربيع الثاني 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً