العدد 4907 - الجمعة 12 فبراير 2016م الموافق 04 جمادى الأولى 1437هـ

القوى الكبرى تتفق على «وقف الأعمال العدائية» في سورية

الجبير: لا يمكن هزيمة «داعش» إلا إذا رحل الأسد... المعارضة تعلن حصولها على صواريخ «غراد»

ديمستورا يشارك في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير خارجية أميركا وروسيا على إثر محادثات ميونيخ - EPA
ديمستورا يشارك في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير خارجية أميركا وروسيا على إثر محادثات ميونيخ - EPA

اتفقت القوى الكبرى أمس الجمعة (12 فبراير/ شباط 2016) في ميونيخ (جنوب ألمانيا) على خطة طموحة لوقف المعارك في الحرب الدائرة في سورية خلال أسبوع وتعزيز إيصال المساعدات الإنسانية، وذلك في ختام 5 ساعات من مفاوضات هدفت إلى إحياء عملية السلام المتعثرة في هذا البلد.

وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري بعد محادثات مطولة شارك في رعايتها مع نظيره الروسي سيرغي لافروف أن الدول الـ 17 المشاركة اتفقت على «وقف للمعارك في جميع أنحاء البلاد في غضون أسبوع».

كما اتفقت المجموعة الدولية لدعم سورية على «بدء تسريع وتوسيع إيصال المساعدات الإنسانية فوراً». وقال كيري إن ذلك «سيبدأ هذا الأسبوع أولاً إلى المناطق الأكثر احتياجاً... ثم إلى الذين يحتاجون إليها في البلاد وخصوصاً في المناطق المحاصرة والتي يصعب الوصول إليها».

وأشار إلى أن هذه المساعدات ستشمل سلسلة من المدن المحاصرة منها دير الزور حيث يطوق مسلحون متشددون القوات الحكومية. وتابع أن الأولوية ستكون لإيصال المساعدة الإنسانية «إلى الفوعة وكفريا والمناطق المحاصرة في ريف دمشق مضايا والمعضمية وكفر بطنا».

وقال كيري إن المفاوضات بين المعارضة والنظام ستستأنف في أسرع وقت ممكن، لكنه حذر من أن «ما لدينا الآن هو حبر على ورق ونحتاج لان نرى في الأيام المقبلة أفعالا على الأرض».

ولكن المتحدث باسم الأمم المتحدة قال أمس إن المبعوث الدولي إلى سورية ستافان دي ميستورا حريص أشد الحرص على عقد جولة جديدة من محادثات السلام بعد أن اتفقت القوى الكبرى على ضرورة الإسراع بوقف القتال، لكنه أشار إلى أن خطط استئناف المحادثات لا تزال «غائمة».

وعبر وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير الذي يستضيف المؤتمر عن الرأي نفسه. وقال: «سنرى في الأيام القليلة المقبلة ما إذا كان هذا اختراقاً فعلاً... عندما يرى العالم أن اتفاقات اليوم قائمة وتنفذ من قبل نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد والمعارضة السورية وحزب الله ومسلحي المعارضة وكذلك من قبل روسيا».

إلى ذلك، صرح وزير الخارجية الروسي أن اجتماع المجموعة الدولية لدعم سورية في ميونيخ لم يتناول مناقشة الموضوع المتعلق باحتمال إجراء السعودية العملية العسكرية البرية في سورية.

وقال لافروف للصحافيين، في ميونيخ رداً على سؤال بشأن ما إذا أمكن إقناع السعودية بعدم إدخال قوات برية إلى سورية: «لم يجرِ الحديث عن ذلك. ولهذا لا أستطيع أن أقول لكم مَن يخطط لإدخال شيء ما إلى مكان ما ومَن الذي يُراد إدخاله» بحسب وكالة «سبوتنيك». ونقلت وكالة الأنباء الروسية (إنترفاكس) عن لافروف قوله إن وقف إطلاق النار المقرر أن يبدأ في غضون أسبوع لا ينطبق على مكافحة «داعش» و»جبهة النصرة».

ومن جهة أخرى، أعرب وزير الخارجية الروسي، عن أمله بأن يسهم اتفاق التنسيق العسكري بين روسيا والولايات المتحدة، بالتحرك قدما نحو تشكيل جبهة مشتركة ضد الإرهاب. وقال: «نحن نعول من خلال هذا الاتفاق المهم على أن يتعاون الأميركيون معنا بالمجال العسكري أخيراً، وكذلك أن نحرز تقدما باتجاه تشكيل جبهة حقيقية مشتركة لمواجهة الإرهاب»، وفقا لرؤية الرئيس الروسي.

من جانبه قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إنه لا يمكن هزيمة تنظيم «داعش» إلا إذا أزيح الرئيس السوري عن السلطة، مضيفاً أن هذا الهدف سيتحقق في نهاية المطاف. وفي مؤتمر أمني في ميونيخ وصف الجبير الأسد بأنه «أكثر عامل جذب فعال منفرد للمتطرفين والإرهابيين في المنطقة»، وقال إن الإطاحة به ضرورية لاستعادة الاستقرار.

وأضاف «هذا هو هدفنا وسنحققه... ما لم يحدث- وإلى أن يحدث- تغيير في سورية... لن يهزم داعش في سورية». وأكد الجبير أن «داعش» منظمة إرهابية لا تقوم على أي دين أو أخلاق وإن القول بأنه «منظمة إسلامية» مناف للحقيقة.

من جانب آخر، قال وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر إنه يتوقع أن تساهم السعودية والإمارات بقوات خاصة لمساعدة مقاتلي المعارضة السورية في معركتهم ضد التنظيم بما في ذلك معركة استعادة مدينة الرقة.

أمنياً، قال اثنان من قادة مقاتلي المعارضة السورية إن مقاتلي المعارضة السوريين حصلوا على كميات جيدة من صواريخ «غراد» (أرض-أرض) من داعميهم الأجانب خلال الأيام الأخيرة لمساعدتهم على التصدي لهجوم تنفذه الحكومة السورية شمالي حلب بدعم من روسيا.

وقال أحد القادة طالباً عدم نشر اسمه نظراً لحساسية الموضوع «هو قوة نارية جيدة لصالحنا». وقال القائد الثاني إن الصواريخ تستخدم في ضرب مواقع للجيش خلف الصفوف الأمامية. وأضاف «هو ذراع أطول للفصائل».

في المقابل، اتهم وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو روسيا باستهداف المدارس والمستشفيات في إطار حملة القصف التي تشنها في سورية.

العدد 4907 - الجمعة 12 فبراير 2016م الموافق 04 جمادى الأولى 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 12:56 ص

      شكرًا روسيا

      شكرًا روسيا شكرًا سوريا تحالف ليس مجاله البيع وانما استراتيجي المعنى بوركت جهودكم بتنظيف العالم من هذا الفكر المنحرف

اقرأ ايضاً