العدد 4908 - السبت 13 فبراير 2016م الموافق 05 جمادى الأولى 1437هـ

نوال السعداوي سيمون ديبوڤوار العرب

سهيلة آل صفر suhyla.alsafar [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

يُطلق عليها لقب الكاتبة سيمون ديبوڤوار العرب، للتشابه، كتبت ما يقارب الـ 40 كتاباً وعدة مسرحيات عن مختلف الجوانب السياسية والثقافية والاجتماعية وخاصةً عن تحرير المرأة، فتقوية المرأة ونُصرتها من الدعائم الأساسية للنهوض بالمجتمعات، ويحضرني في هذا المجال قول أحد المُفكرين: إذا أردت أن تهدم مجتمعاً ابدأها بهدم الأسرة في تغييب دور الأُم، واجعلها في البيت، وأهمل تعليمها وزِد في إهانتها، وانقص من احترامها أو تقديرها أمام أبنائها، واهدم التعليم ولا تجعل أية مكانة أو احترام للمعلم حتى يحتقره طلابه.

وعليك بعدها بالعلم والعلماء والمفكرين اطعن وشكك فيهم وقلل من شأنهم وشأن العلم حتى لا يستمع أو يقتدي بهم أحد، فإذا اختفت الأم الواعية والمُعلم المخلص، وسقطت القُدوة، فمن يُربي النشء على القيم!؟ فتسقط بعدها المُجتمعات في القاع وتذوي الدول، وهذا ما اعتقده باختصار بعض ما ناضلت وكتبت من أجله الدكتورة نوال السعداوي ويسعدني أن أتناول بعضاً من جهودها المميزة.

لقد حاربت الدكتورة من أجل المطالبة بحقوق الإنسان، ومنع الفساد واللعب بالأوطان، ولتحقيق العدالة والمساواة في مصر والعالم العربي!

تُرجمت كتبها الأربعون إلى خمسة وثلاثين لُغة، وأعيدت طباعتها عدة مرات، كما تتميز عن الكاتبة ديبوڤوار بكونها طبيبة أيضاً مما جعلها تنوع كتاباتها بالتوعية الصحية والنفسية للنساء، ولحقوقهن بالتعليم ومساواتهن بالرجل، وثم قدمت أبحاثاً في الجامعة عن الاضطرابات العصبية والنفسية التي تُصيب المرأة داخل المستشفيات والسجون أثناء تأهيلهن بسبب إصابتهن بالظلم والضغوط الاجتماعية، وأصدرت على إثرها كتاباً اسمه المرأة والعصاب، أسست مجلة صحية استمرت لثلاث سنوات ثم أغلقتها الدولة، وفي العام 2008 قامت بتأسيس أول جمعية تضامن من أجل المرأة ومساواتها، وأصدرت مجلة النون للدفاع عن حقوقها وأُغلقت بعد ستة أشهر أيضاً، ذلك لأفكارها التقدمية والُمتحررة.

تعمقت في دراسة الأديان وعارضت العقائد التي تسجن الأفكار، ذات التفرقة والتعصب ضد المرأة، وبأن المرأة يجب أن تكون حُرة نفسها، وأن لا يسيطر الذكور من العائلة عليها بدءاً (من والدها وأخيها ثم زوجها وأبنائها).

وكيف تكون المرأة عورة (وهي الأم الحانية والعظيمة التي تحمله وتلده رجلاً تربيه وتقوِمه) وإنكار كيان نابض بالمشاعر والذي قد يستثار أيضاً، أم هي التي يجب أن تُضحي وتكبح جماحها فقط وترضى لأن تكون كبش الفداء ومكسورة الجناح، أم أنه حرامُ هُنا وحلال للرجل والقياس بمكيالين.

وذكرت في لقاءاتها أن المجتمعات المتطورة قامت بإلغاء الكثير من العادات والتي أتت في الذكر في القرآن الكريم مثل (الرِق والزواج مما ملكت أيمانكم) وغيرها، وعلينا التطور مع الزمان والمكان وأن لا نقف جامدين في الماضي، كما صححت القوانين عن التقيد بزواج إمرأة واحدة في البلاد الإسلامية الأخرى.

حصلت السعداوي على العديد من الدكتوراة الفخرية، والجوائز من الجامعات الأجنبية كجائزة الأدب الإفريقي، وجائزة جبران وجائزة المجلس الأعلى للفنون وغيرها، سُجنت في عهد أنور السادات لمدة شهرين لأفكارها المُعارضة لحكمه وسياساته، واتُهمت بالردة، وطالب بعض الجُبناء بتطليقها من زوجها ولكنها كسبت القضية في المحاكم، ومن أبرز كُتُبها المرأة والجنس، والمرأة هي الأصل والرجال والنساء، الوجه العاري للمرأة العربية والمرأة والعصاب، ومسرحيات مثل عين الحياة ولحظة الحقيقة والإله يقدم استقالته وغيرها... الخ.

وفيها تحاول مساندة المرأة وكسر الحواجز والقيود البالية، هي من أفضل النساء الرائدات المثقفات والتي أعطت الكثير الكثير حقيقة، وتستحق تقديراً وشكراً أكثر مما حصلت عليه لكفاحها وعطائها اللامتناهي وبدون كلل لتحسين وضع مجتمعاتنا المُتهالكة، ولنُصرة المرأة من الظلم والطغيان؛ ولكن بلادنا لا تنتبه لعلمائها إلا بعد رحيلهم، وهي الآن في صدد كتابة مذكراتها وفي الثمانين من عمرها (وربنا يدّيها الصحة) وأطال عمرها وبوركت يداها وقلمها.

إقرأ أيضا لـ "سهيلة آل صفر"

العدد 4908 - السبت 13 فبراير 2016م الموافق 05 جمادى الأولى 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 6 | 7:02 ص

      نعم حاب المرأه ليحجب عقلها

      ان الحجاب كان في الجاهليه وليس فرصاً الا على نساء الرسول رجاء التعمق في القراآت قبل البث في الاحكام وكذلك الحج وحتى الصلاة كان الفراعنه يؤودون نفس الطريقه لصلاة المسلمين فالتطوير واجب وان نسير مع العالم ولا نتوقف حجاب الرأس يحجب العقل

    • زائر 5 | 7:01 ص

      نعم حاب المرأه ليحجب عقلها

      ان الحجاب كان في الجاهليه وليس فرصاً الا على نساء الرسول رجاء التعمق في القراآت قبل البث في الاحكام وكذلك الحج وحتى الصلاة كان الفراعنه يؤودون نفس الطريقه لصلاة المسلمين فالتطوير واجب وان نسير مع العالم ولا نتوقف

    • زائر 4 | 3:35 ص

      جيد ان تكون المرأة قوية وتناضل من اجل اخواتها

      ويشهد من قرأ لنوال السعداوي هذا النشاط والتحدي للظلم الذي تعرضن له النساء في مصر وصعيدها خاصة ..وبالمقابل لا نقبل من السيدة نوال الشطحات والخروج من مبدئنا الحنيف الذي لا يتحمل المسئوليه عن ماسي المرأة بقدر ما يتحمله الظالمون والمفسدون والعادات السيئه

    • زائر 3 | 1:18 ص

      هل هي مسلمة؟

      نوال السعدأوي تدعوا للإباحية ....وتمرد المرأة على الدين والمجتمع..... وغيرها وغيرها.....فهل هذه الصفات تدعونا للإعجاب بها ؟

    • زائر 2 | 12:43 ص

      هذه المرأة حاربت الجهل والتخلف والرجعية بكل شراسة وجرأة ، ودافعت عن حقوق المرأة ، في بيئات مجتمعية لا تقيم وزناً للمرأة وحقوقها ، وتنظر لها نظرة دونية . وتلك النظرة الدونية جعلتنا ولا زلنا في تخلف عن الركب الحضاري ومجتمعاتنا مصابة بشلل نصفي!

    • زائر 1 | 11:05 م

      تقول ان الحج عاده جاهلية وتقول ان الحجاب ليس فرضا على المرأة وغير ذلك لا ادري ما الذي اعجبكي فيها

اقرأ ايضاً