العدد 4909 - الأحد 14 فبراير 2016م الموافق 06 جمادى الأولى 1437هـ

اللورد إيفبري غادر مبتسماً

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

توفي يوم أمس الأحد (14 فبراير/ شباط 2016) عضو مجلس اللوردات البريطاني، اللورد إيريك إيفبري، عن عمر ناهز 87 عاماً، وهو كان يُعتبَر واحداً من أهم السياسيين المدافعين عن قضايا حقوق الإنسان في كلِّ أنحاء العالم، وارتبط اسمه بالبحرين لأنّ قضاياها كانت ضمن قائمة اهتماماته. إيفبري وُلد في عائلة أرستقراطية، وارتبط أجداده من جانبَي الأب والأم بالحياة السياسية والاقتصادية والثقافية البريطانية، وقد تحوَّل إلى البوذيّة، وذلك ضمن رحلته في «البحث عن الذات».

تاريخ عائلة اللورد إيفبري حافل... فذات مَرّة تحدثتُ معه عن انفتاح بريطانيا على المسلمين، وكيف أن مجلس اللوردات أصبح يحتوي على شخصية مسلمة... فرَدَّ عليَّ بأنّ عمّه الأعظم (شقيق جدّه)، الذي عاش بين 1827 و1903م، واسمه «هنري إدوارد جون ستانلي» اعتنق الإسلام في 1862، وكان هو أول عضو مسلم (إنجليزي أبيض) في مجلس اللوردات البريطاني. كان ذلك اللورد (قبل أكثر من مئة عام) أديباً وسياسياً مرموقاً، وكانت أخته أيضاً أمّ الفيلسوف الإنجليزي برتراند راسل... وبعد اعتناقه الإسلام، أغلق حانات الخمر في مقاطعته التي يملكها، ولكنه أيضاً قام بترميم الكنائس في منطقته المحيطة به.

اسم «إيفبري» يعود لمقاطعة صغيرة تتواجد فيها آثار تعود إلى نحو 2600 سنة قبل الميلاد، وكانت هذه الآثار ستختفي، فقام أحد أجداد اللورد إيفبري بشرائها في العام 1900 والحفاظ عليها، ومن ثم إهدائها لجميع البريطانيين. اللورد إيريك إيفبري، وريث هذه العائلة، كان يذهب إلى البرلمان بدرّاجته الهوائية، ولم ينقطع عن عمله إلا عندما اشتدّ به المرض في ديسمبر/ كانون الأول 2015. ولكنه ومع ذلك، واصل عمله وكتب تقريباً كلَّ يوم ما كان يقول له الأطباء، ونشر تحليلاته الطبية، وأحاديثه اليومية مع من يلتقي بهم في المستشفى.

لقد تسبب اللورد إيريك إيفبري بدخوله مجلس العموم في العام 1962 كنائب عن حزب الأحرار، عبر انتخابات هزم فيها حزب المحافظين، في إقالة ثلث مجلس الوزراء آنذاك، وذلك بعد أن غضب رئيس الوزراء (من حزب المحافظين) على النتيجة، ومنذ ذلك الحين عُرف بـ «رجل أوربنجتون».

وعندما زار البحرين في نهاية 2002 ومطلع 2003، كان يقول في اجتماعاته حينها إنه كان يود أن يتحدث عن الإيجابيات ويساعد الجميع على تخطي المشكلات. قد يتفق، وقد يختلف المرء، مع مواقف اللورد إيفبري، ولكن جميع من عرفوه يُقرُّون له بإنسانيته، والتصاقه بالقضايا التي يؤمن بها، وأنه كان من أكثر الحاضرين في العمل البرلماني، ومن أكثر المدافعين عن قضايا حقوق الإنسان في كلِّ مكان، حتى أنه وقبيل دخوله المستشفى كان قد شارك مجموعة من البنغلاديشيين في نوفمبر/ تشرين الثاني 2015 في فعالية حقوقية بلندن... وكان يعمل من أجل ما كان يؤمن به من دون كلل، وكان يمارس نشاطاته مبتسماً باستمرار.

كان آخر شيء كتبه في 11 فبراير 2016، إذ قال إن رجل الدين الذي سيُشرف على مراسيم دفنه في مقبرة «أوربنجتون»، زاره في المستشفى واتفق معه عن اختيار مكان دفنه، وعن الاستعدادات للدفن، ومَن سيحضر المراسم. كان كل ما يكتبه عبارة عن مَحاضر جلسات، إذ تعوَّد على العمل البرلماني وعلى متابعة مَحاضر الجلسات، وحتى فيما يخصُّ موته، فقد كان شجاعاً وكتب بشفافية، إلى أن تعطلت أعضاء جسمه الحيوية، وبعدها اكتفى بالاستماع إلى أحاديث أفراد أسرته... والرد عليهم بابتسامته التي لم تفارقه.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 4909 - الأحد 14 فبراير 2016م الموافق 06 جمادى الأولى 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 15 | 5:23 ص

      عنوان جميل

    • زائر 14 | 2:53 ص

      الرحمة

      في تفسير للبشرية جمعاء فالدعوا بقلوب صادقة له ولكل إنسان ينتمي لأحرف الكلمة بالرحمة والقبول الحسن

    • زائر 12 | 2:09 ص

      ايفربي

      رحمت الله عليك ليسي مسلم بس مدافع عن التعذيب حول العالم وقف موقف الرجال لن بتخلي عن مهنته مدافعا عن الفقراء والمعذبين في سجون الضالمين مقوله الله يهدي الضالم ليزداد في ضلمه فواصل ياظالم لن تفلت من عذاب الله

    • زائر 10 | 1:05 ص

      القيم السماوية وحدة لا تتجزأ ترك العمل بها المسلمون
      هذا رجل مسيحي رحمه الله ، أليس افضل من كثير من المسلمين الذين يظلمون والذين يمارسون الارهاب والذين يسفكون الدماء من غير وجه حق

    • زائر 9 | 12:49 ص

      رحمه الله فقد كان رجل قيم بحقّ
      العدل والانصاف لا يعرف دينا ولا مذهبا فكم أخ يظلم أخاه وكم من غريب ينصف غريبا.
      الانسانية والانصاف والعدالة هي قيم يتميز بها كثير من الناس تختلف أديانهم ومبادئهم

    • زائر 7 | 12:05 ص

      الله يرحمه

      عملت بالحق ودافعت عن المظلومين، ليرحمك الله ان الله لا يظلم الناس شيئا

    • زائر 6 | 12:04 ص

      آه

      في عالمنا الإسلامي
      هناك من يشمت بقتل أخيه المسلم
      ويفرح لهدم مساجد
      ويتسابق لأخذ حق أخيه في العمل وغيره
      ويتشفى بالتمثيل أو تعذيبه
      وبعد ذلك يأتي ليحتكر رحمة الله فيه باعتباره مسلماً!!
      اللهم ارحم كل الأحرار الذين دافعوا عن حقوق عبادك وأنصفوهم بما أمرت من القسط والعدل.

    • زائر 13 زائر 6 | 2:10 ص

      صدقت. رحمة الله وسعت كل شي ويأتيك البعض يريد ان يصيقها ويجعلها حكرا له.

    • زائر 5 | 12:03 ص

      رحم الله صديق البحرين إيفبري

    • زائر 4 | 11:50 م

      انه الشرف

      لمن يتهم الناس بالكفر فهذا اشرف من الشرف ربي ترحمه واغفر عنه فهو في إنسانيته كبير وافضل من يدعون نعمة

    • زائر 2 | 9:06 م

      عظم الله اجركم

    • زائر 17 زائر 2 | 7:02 ص

      ..

      .التاريخ

    • زائر 1 | 8:54 م

      غادر مبتسماً اذا يدافع عن الحق الله يرحمه ويغمد روحه الجنة اللورد إيفبري

اقرأ ايضاً