العدد 4918 - الثلثاء 23 فبراير 2016م الموافق 15 جمادى الأولى 1437هـ

 التسميد... وعلاقته بكمية المحصول وجودته

يظن كثير من المزارعين أن مجرد زراعة المحصول، ثم وضع كميات كبيرة من الأسمدة من أي نوع، يؤدي إلى زيادة كمية المحصول الناتج وتحسين جودته، ولا يعرف أن زيادة أو نقص أي عنصر من العناصر الغذائية التي يحتاجها المحصول، يمكن أن تؤدي إلى نتائج عكسية مثل نقص كمية المحصول أوتغيير صفاته، فالنباتات تحتاج لتوافر عوامل مختلفة لتنمو طبيعياً وتحقق إنتاجية جيدة فى حدود قدراتها الوراثية، وتشمل هذه العوامل اللازمة للنمو: الماء، الضوء، الحرارة، والعناصر المغذية الضرورية بكميات كافية.

وبالنسبة للعناصر المغذية فإن النباتات تحتاج عموماً إلى ستة عشر عنصراً أساسياً، يأخذ النبات ثلاثة منها من ثانى أكسيد الكربون الموجود بالهـواء الجـوي والماء، وهي: الكربون (C) والهيدروجين (H) والأكسجين(O) ، أما الثلاثة عشر الأخرى فيأخذها من التربة وتسمى العناصر المعدنية لأنها تمتص بصورتها غير العضوية، ويجب أن تتوافر العناصر المغذية بكميات كافية، وكذلك بنسب متوازنة تتوافق مع الاحتياجات الخاصة لكل نبات، فإذا كانت التربة فقيرة في محتواها من هذه العناصر، وجب تزويدها بها عن طريق الأسمدة المختلفة المحتوية على تلك العناصر، ذلك أن النقص فى كمية عنصر معين يمكن أن يسبب نقصاً فى إنتاجية النبات، وذلك بالرغم من توافر جميع العناصر المغذية الأخرى وبكميات كافية، فهناك تأثير كبير لكمية ونوعية الأسمدة على جودة المنتجات وقيمتها الغذائية وكمية المحصول الناتج. ولكي تتضح الصورة نعطي هنا أمثلة على ذلك:

النيتروجين

نجد أن القدر الكافى من النيتروجين يزيد من محتوى البروتين الكلي ومن جودته (زيادة فى الأحماض الأمينية الأساسية) وبعض الفيتامينات خاصة فيتامين (B) ، بينما الاستخدام الزائد لهذا العنصر يؤدى إلى نكهة غير مرغوبة عند طبخ المنتجات، أو يرفع محتوى النترات إلى مستويات غير مقبولة خاصة بالنسبة للخضروات المزروعة تحت الصوب.

الفوسفور

الأسمدة الفوسفورية تعمل على تحسين جودة البروتين، وتزيد كذلك من محتوى بعض الفيتامينات ومن الفوسفات المعدني الذى هو عنصر أساس لتغذية النبات، بينما المحتوى العالي من الفوسفور مع المحتوى المنخفض من النيتروجين يسبب النضج قبل موعده، أما ترافقه مع المحتوى المرتفع من النيتروجين فيؤدى إلى تأخير النضج ويزيد من المحتوى المائى بالنباتات.

البوتاسيوم

للبوتاسيوم تاثيرات إيجابية فى صفات الصلابة والقوام وتقليل التلف أثناء النقـل، وإضـافة القـدر الكـافى منه يزيـد من تكـوين الكربـوهيدرات وفيتامـين (C)، أما المستويات العالية من هذا العنصر فتؤدى إلى خفض محتويات الكالسيوم والماغنسيوم مما قد يؤثر سلباً على جودة المنتجات.


تحسين جودة المحاصيل

إن الإمداد بالقدر الكافى من المغذيات النباتية يعمل على زيادة قدرة النبات على تحمل الظروف البيئية القاسية مثل الجفاف والصقيع والبرودة، وتجعله يقاوم الآثار السلبية للأشعة فوق البنفسجية، وبالتالى يساهم ذلك فى تحسين جودة المحاصيل على المدى البعيد، ويتضح ذلك كما يلى:

الجفاف

إن وجود البوتاسيوم بقدر كاف يحسن من قدرة التربة على الاحتفاظ بالماء، أما الفوسفور فيعمل على تحفيز نمو الجذور وبالتالي يعزز من قدرة النبات على الحياة خلال فترات الجفاف وخاصة خلال مراحل النمو الأولى.

الصقيع والبرودة

تتحسن القدرة على تحمل أجواء البرودة والصقيع بالتسميد الجيد من الماغنسيوم والفوسفور وبعض العناصر الصغرى مثل المنجنيز والنحاس.

الأشعة فوق البنفسجية: وجود قدر كافٍ من الزنك يقاوم التأثير الضار للأشعة فوق البنفسجية التي تعمل على تدمير منظمات النمو.

القيمة التسويقية

إن التغذية المتوازنة للمحصول تؤدي بوضوح إلى تحسين صفاته الخارجية مثل اللون والرائحة والنكهة وفترة البقاء حتى البيع، أما ملامح جودة المحصول فى حالة الاستخدام الصناعي فهى تتعلق بتركيز البروتين والسكر والذي يعتمد على ما امتصه النبات من مغذيات مختلفة.

أمثلة توضح تأثير نوع الأسمدة على الجودة الغذائية والصناعية:

ـ في القمح تتأثر جودة الخبيز تأثراً مباشراً بالمحتوى النيتروجيني فى الصنف الواحد من القمح، بينما يؤدى نقص الكبريت إلى ضعف العجينة.

ـ في البطاطس يؤدى المحتوى العالى من النيتروجين والبوتاسيوم إلى خفض فى المادة الجافة ومحتوى النشا، كما يؤثر فى جودة الثمار، أما نقص البوتاسيوم فيؤثر سلباً فى تلون البطاطس المقلية، ويسبب بقعاً سوداء بالثمار الطازجة.

ـ في بنجر السكر تؤدى زيادة النيتروجين فى المراحل المتأخرة للمحصول إلى نقص المحتوى من السكر وزيادة الأحماض الأمينية بالجذور التى تؤثر سلباً فى عملية استخراج السكر من البنجر، كذلك فإن زيادة الماغنسيوم والصوديوم لهما نفس الأثر السلبي.

ـ في الفاكهة والخضر الطازجة يؤدى التسميد الكافي بالكالسيوم إلى جودة عالية لمختلف أنواع الفاكهة والخضروات، ففي الموز مثلاً نجد أن الكفاية من النيتروجين تزيد من حجم الثمار ووزن السباطة، أما نقص الكالسيوم فيسبب تدنياً للجودة (تسلخ وتشقق الثمار عند النضج)، أما فواكه التصنيع العصيرية فتحتاج إلى نيتروجين أكثر لتنتج عصيراً أكثر، وفي حالة الخضروات فإن نقص البورون يؤدى إلى تشقق ثمرة الجزر، بينما ينتج القرنبيط سيقان بنية جوفاء.

العدد 4918 - الثلثاء 23 فبراير 2016م الموافق 15 جمادى الأولى 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً