العدد 4918 - الثلثاء 23 فبراير 2016م الموافق 15 جمادى الأولى 1437هـ

المزارعون لا يستغنون عن المياه الارتوازية

رغم توافر مياه الصرف الصحي للري...

المزارع سالم عامر
المزارع سالم عامر

يعتمد مزارعو البحرين في ري الزرع على المياه الناتجة من محطة معالجة مياه الصرف الصحي في توبلي، بعدما كان الاعتماد أساساً على المياه الارتوازية النابعة من العيون والينابيع قبل أن ينطلق مشروع تزويد المزارع بالمياه المعالجة في العام 1986 والذي استطاع مع مرور السنوات أن يغطي جميع مناطق البحرين. وعلى رغم ذلك فإن المزارعين لم يستطيعوا بعد الاستغناء عن المياه الارتوازية والاعتماد فقط على مياه الصرف الصحي بشكل كامل، وذلك لأسباب كثيرة أتى على ذكرها المزارعون أثناء حديثهم مع «الوسط الزراعي».

إذ قال المزارع فردان سلمان يوسف والذي يملك مزرعة بقرية كرانة «ما يصلنا من مياه الصرف الصحي المعالَجة لهذه المنطقة من المفترض أن يغطي احتياجات ثلاث مزارع متلاصقة. لكننا وجدنا أن ما يصلنا غير قادر على تغطية احتياجات المزارع الثلاث في الوقت نفسه، وعليه اتفقنا على أن يستخدم كل واحد منا هذه المياه مرة كل ثلاثة أيام، بينما تستخدم المزارع الأخرى المياه الارتوازية لحين وصول دورها».

وعلل يوسف ذلك لسبب «ضعف ضخ مياه الصرف الصحي مقابل توافر المياه الارتوازية التي يتم تصعيدها في حال كانت ضعيفة بالمضخات» وواصل حديثه «مياه العيون في الصيف يكون ضخها أضعف لأنها تنزل للأسفل، بينما ترتفع في فصل الشتاء فتكون عملية ضخها أقوى».

وأضاف يوسف أن المياه الارتوازية لا غنى عنها حتى مع توافر المياه المعالجة. فإضافة لاستخدامها عندما تنقطع أو تضعف هذه المياه، فإنهم يستخدمونها أيضاً «لتخفيف ملوحة مياه الصرف الصحي. وذلك بخلطها معها أثناء الري، وذلك لسبب ارتفاع نسبة الملوحة فيها».

أما المزارع إبراهيم مرهون فيقول: «اعتمادنا الأساسي في مزرعتنا على المياه الارتوازية، وذلك بنسبة 90 في المئة. لأنها هي المتوافرة باستمرار في مقابل ضعف مياه الصرف الصحي المعالَجة».

هذا وقال الحاج علي أحمد صاحب إحدى المزارع بمنطقة بوري: «نعتمد بشكل رئيسي على مياه الصرف الصحي، فهي متوافرة في هذه المنطقة بشكل مستمر منذ مطلع التسعينات ما جعلنا نستغني عن المياه الارتوازية». وعلى رغم أن أحمد لم يستخدم بحسب قوله المياه الارتوازية لمدة تقدر بعشرين سنة فإنه اضطر هذا العام لتشغيل مضخة العين لاستخراج المياه الارتوازية. يقول: «حدث ذلك لسبب توقف مياه الصرف الصحي المعالَجة لمدة شهرين تقريباً، فاضطررت أن أستعين بمياه العين الارتوازية».

أما مزارع قرية عالي فإنه في مزرعة الحاج ميرزا علي وبحسب العامل فيها سالم عامر فإن المياه الارتوازية لا غنى عنها لاستخدامها في ري الزرع. فهم يملكون مزرعتين، إحداهما مازالت فيها عين تضخ المياه الارتوازية بينما الثانية جفت مياهها. وتحدث عما جرى لهم العام الماضي في المزرعة التي جفت مياه العين فيها فقال: «العام الماضي انقطعت عنا في فصل الصيف مياه الصرف الصحي لمدة شهرين ولأننا في هذه المزرعة لا نملك مياهاً ارتوازية فقد مات كل الزرع».

وواصل حديثه «وجود مياه العيون ضرورة في جميع المزارع لتغطية احتياجاتها من الماء للري. فمياه الصرف الصحي تنقطع أحياناً، وعدم توافر البديل يعني فقدان جميع المحاصيل. كما إن المياه المعالجة تتوقف عن الضخ يومياً من بعد الساعة الثانية عشرة ظهراً ومن ثم تعاود الضخ صباح اليوم التالي، أي أنك لو تأخرت لسبب ما في الري فلن تستطيع بعد ذلك».

يذكر أن القطاع الزراعي في مملكة البحرين يستهلك أكثر من 70 في المئة من إجمالي استهلاك المياه الجوفية والذي يبلغ نحو مئتي مليون متر مكعب سنوياً. هذا ويبلغ الإنتاج الحالي من المياه المعالجة في محطة توبلي نحو 40 ألف متر مكعب يومياً، ما يعادل 15 مليون متر مكعب سنوياً، وذلك بحسب إحصائية نشرتها شئون الزراعة على موقعها الإلكتروني.

العدد 4918 - الثلثاء 23 فبراير 2016م الموافق 15 جمادى الأولى 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً