العدد 4918 - الثلثاء 23 فبراير 2016م الموافق 15 جمادى الأولى 1437هـ

الحديقة المنزلية إعدادها والعناية بها

في ضوء المتغيرات الاجتماعية والاقتصادية التي شهدتها مملكة البحرين خلال العقدين الماضيين، انتشرت الحدائق المنزلية في كل مكان في ربوع البحرين، فلا يكاد يخلو بيت من اللون الأخضر الذي يشع بهجة، وينشر حوله البِشر والتفاؤل، ولهذا فقد أصبحت الحديقة المنزلية ركناً أساسياً يوضع في الاعتبار عند تصميم كثير من البيوت، بعد أن احتلت جزءاً كبيراً من اهتمامات المواطنين.

وحيث إن الحديث عن إعداد الحديقة المنزلية وكيفية العناية بها، أصبح يهم كل أسرة، بل يلمس شغاف اهتماماتها، فكان من الضروري التطرق خلال موضوعات المجلة إلى كيفية العناية بالحديقة المنزلية، بدءاً من كيفية اختيار الأرض وتجهيزها وكيفية الزراعة، مروراً بعمليات الري والتسميد والتقليم والقطف والحصاد، وانتهاءً بكيفية مكافحة الآفات التي قد تظهر على أشجار ونباتات الحديقة.

وإذا بدأنا في الحديث عن الرغبة في إنشاء الحديقة المنزلية، فإننا يجب أن نتبع الخطوات التالية:

تصميم الحديقة

في البداية يجب وضع التصميم الجيد والمناسب للحديقة، بحيث يتناسب مع تصميم وتخطيط المبنى نفسه وموقعه الجغرافي واتجاه الريح وأشعة الشمس.

وقبل البدء في اتخاذ الخطوات العملية للزراعة يجب القيام بخطوة هامة وهي صبغ أساسات المنزل بمادة القطران حتى لا تتسرب إليها المياه الناتجة عن ري الحديقة ولتقليل تأثير الرطوبة عليها، كما يمكن الاستعاضة عن ذلك بوضع طربال حول أساسات المبنى لتحقيق هذا الهدف.

تقليب التربة

ثم يتم تقليب التربة، والغرض من هذه العملية هو قلب الطبقة السفلية للتربة إلى الطبقة العلوية وبالتالي تفكيكها، ثم إخلائها من الصخور والأحجار وأية مواد غريبة، كما تؤدي هذه العملية إلى قتل الأطوار الحشرية المختلفة الموجودة بالطبقة السفلية من التربة نتيجة تعرضها للشمس والجو الخارجي قبل أن تصل إلى مرحلة الحشرة الكاملة، وبذلك نكون قد تخلصنا من جزء كبير من الآفات، ثم نترك التربة لعدة أيام لتجف قليلاً قبل تسميدها.

التسميد

نبدأ بعد ذلك في التسميد القاعدي بالسماد العضوي، ويمكن استخدام سماد الدواجن أو البقر أو الأسمدة العضوية الجاهزة والمعبأة في أكياس، وقد أثبتت التجارب أن أفضل الأسمدة هو سماد الدواجن، حيث أعطى أفضل النتائج، ويجب تخمير السماد قبل استعماله، وتتم إضافته بمعدل 3ـ 4 كجم لكل متر مربع من أرض الحديقة.

ويتم تخمير السماد بوضعه في حفرة أو على طبقة من البلاستيك، ويرش بالماء لمدة حوالي شهر بصفة مستمرة، ليكون صالحاً للاستخدام والاستفادة منه، وينثر السماد على سطح التربة، وتقلب مرة أخرى لتختلط بالسماد جيداً.

وبعد تسميد التربة بالسماد العضوي تغمر بالماء، ويفضل أن تترك مروية لمدة يومين وذلك لإزالة الأملاح التي قد تكون موجودة في السماد العضوي.

التسوية

والخطوة التالية في تجهيز أرض الحديقة هي إضافة الرمل الزراعي المخلوط بالأسمدة البلدية المخمرة، ثم تسوية المساحة التي نرغب في تحويلها إلى حديقة.

تنفيذ المخطط

ونبدأ في تنفيذ المخطط الذي سبق وضعه للحديقة بعمل طرقات ومشايات بين أجزاء الحديقة للمشي والتنزه، والقيام بعمليات خدمة الحديقة، مع مراعاة الإنشاءات الأخرى عند توفر المساحات اللازمة لذلك كالملاعب وحمامات السباحة وأماكن الجلوس وحظائر تربية الحيوانات وطيور الزينة والطيور الداجنة، وأحواض لتربية الأسماك، والمظلات و«جراج» السيارات.

الزراعة

ثم بعد ذلك يتم اختيار وتحديد أماكن زراعة الأشجار وشجيرات الزينة المستديمة، وتوزيعها على أجزاء الحديقة المختلفة بتنسيق جيد، حتى نعطي الشكل الجيد والمنظر الجمالي المرغوب، حيث يراعى زراعة بعض الأشجار كمصدات رياح (كاسرات رياح) مثل أشجار الكافور والكازورينا والبرهامة والرول, كما يمكن زراعة بعض الأشجار في زوايا الحديقة كأشجار البوانسيانا للاستفادة من ظلالها خلال فترة الصيف واشتداد الحرارة.

وفي المدخل الرئيسي فإنه يفضل زراعة شجيرات زينة يمكن قصها وتشكيلها حتى لا ترتفع في نموها مثل أشجار الشينص واللانتانا والهبسكس.

أما البوابة والأقواس المختلفة، فإنه يمكن زراعة بعض المتسلقات كالجهنمي والياسمين، كما يجب الاهتمام باختيار أماكن زراعة الحوليات المزهرة وغير المزهرة، ومن الأمور الهامة أن نعطي الفرصة لزراعة بعض المسطحات الخضراء مثل النجيل لإعطاء الخلفيات الجمالية للأزهار والحوليات الموسمية.

ويراعى إنشاء شبكة جيدة للري الحديث، لإعطاء النباتات المنزرعة بالحديقة احتياجاتها المائية بدون إسراف أو تقتير، كما يجب إنشاء مصرف لصرف ماء الري الزائد عن حاجة النباتات ولتقليل نسبة الأملاح بالتربة والمحافظة على جذور النباتات المنزرعة في حالة جيدة دون اختناق.

وإذا كانت مساحة الحديقة كبيرة ومناسبة، فإنه يمكن في هذه الحالة أن يخصص جزء منها لزراعة الخضروات للاستهلاك الشخصي كخضروات السلطة وغيرها، كما يمكن زراعة بعض أشجار الفاكهة كاللوز البحريني والرمان والموز والتين والباباي والعنب والليمون والترنج، وعند زراعة الخضروات فإنه يجب أن يخصص لزراعتها الأماكن المشمسة والتي يمكن تظليلها للحصول على إنتاج مستمر خلال شهور الصيف... أما الأشجار فإنه يراعى ألا تكون متزاحمة، وأن تترك بينها مسافات كافية لحصولها على احتياجاتها من الشمس والهواء والعناصر الغذائية ... كما يجب الاهتمام بتمديد شبكة الري بالتنقيط لتوفير أكبر قدر من المياه.

العدد 4918 - الثلثاء 23 فبراير 2016م الموافق 15 جمادى الأولى 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً