العدد 4919 - الأربعاء 24 فبراير 2016م الموافق 16 جمادى الأولى 1437هـ

الطب في الجو

تشير الإحصاءات العالمية إلى أن 50 % من حوادث الطيران ترجع أسبابها إلى شخصية الطيار نفسه أو طاقم الطيران نتيجة عدم وجود رقابة طبية على العاملين، لذلك يحرص طب الطيران على الاهتمام بدراسة أسباب كوارث الطيران المتعلقة بالوضع الصحي والاستعداد المهني والأخطاء المرتكبة من قبل طاقم الطائرة أثناء السفر.

و لم تعد العيادة الطبية حالة خاصة بالأرض، إنما انتقلت مهامها إلى الجو لعلاج الرهاب ودوار الجو والهايبوكسيا أو نقص الأوكسجين الذي يصيب راكبي الطائرة، فمع التطور الدائم والمستمر للطيران والتوسع في مهامه، ظهر اختصاص طبي نادر وهو طب الطيران كأحد الفروع الصحية لمتابعة الحالة الصحية للطيارين وأي شخص من طاقم الطائرة.

يسمى طب الطيران أيضاً طب الفضاء والطيران هو أحد تخصصات الصحة الوظيفية (المهنية) أو الطب الوقائي بحيث يكون المرضى هم الطيارون وطاقم الطيران أو أي شخص مشارك في الطيران أو التنقل عبر الفضاء. هذا التخصص يعالج المشاكل التي يواجهها الطيار ومرافقيه بتطبيق العلوم الطبية لمنع العوامل البشرية المسببة لحوادث الطيران .

طب السفر:

هو فرع أو مجال من طب الطيران، والمرضى ذوو الأمراض المزمنة كالسكري وأمراض القلب والأنيميا يجب عليهم مراجعة الطبيب قبل السفر وهذا الطبيب يقوم بالتواصل مع طبيب طيران لترتيب أفضل الحلول الصحية له قبل السفر، وأخذ الاحتياطات اللازمة كافة، أما عن الأمراض المعدية، فالطائرات اليوم مجهزة بأنظمة تهوية وتنقية تعمل بمعدل30 مرة في الساعة، كما أن 50 % من هواء الطائرة يتم تنقيته أو فلترته، وعمليه تعقيم الهواء على الطائرة في حالات وجود الأمراض المعدية بالطريقة المعتمدة نفسها في غرف العمليات، وعند الاشتباه بوجود أمراض سارية أو معدية يجب على المسافر أن يقوم بالإجراءات الشخصية كتعقيم اليد بالمعقمات العادية والكحولية .

أمراض الطيران:

هناك مجموعة من الأمراض يحظر الطيران برفقتها كحالات جلطة القلب الحديثة التي لم يمر عليها أكثر من ستة أسابيع، وحالات الذبحة الصدرية المتكررة، وفقر الدم الشديد، وحالات المرضى في طور الاحتضار. أما الحالات التي يمنع الطيران معها بسبب ما تحدثه من ارتباك فهي المرأة الحامل التي يبلغ عمر حملها أكثر من 32 أسبوعاً ، حيث يمكن أن تساعد اجهادات الطيران النفسية والبدنية على حصول التقلصات الرحمية التي قد تؤدي إلى احتمالات ولادة مبكرة للجنين، وما قد يصاحبه من فوضى على متن الطائرة، أثناء الرحلة أو ما قد يعقبها من مشكلات قانونية تتعلق بتوثيق ولادة الجنين.

كما أن هناك مجموعة من الأمراض لم يعرفها الإنسان قبل عصر الطيران، منها مرض جوع الأوكسجين، وأمراض الشدد الضغطية التي منها الشدة الضغطية للأذن والشدة الضغطية للجيوب الانفية والشدة الضغطية للأسنان والشدة الضغطية للأمعاء، ومرض تخلخل الضغط ، ومرض تخلف الساعة الداخلية، هذا إضافة لرهاب الطيران ومرض دوار الجو و غيرها.

ورغم ذلك فإن واحدة من أهم متطلبات تجديد رخص الطيران للمضيفات هو اجتيازهن لدورة إسعاف أولي وقبالة (أي تعامل مع حالة ولادة)، ويخضعن أيضاً لدورات إعادة معلومات في هذا المجال بصورة دورية، ويوجد على متن مقصورة كل طائرة حقيبة طوارئ طبية وحقيبة إسعاف أولي يستخدم محتوياتها المضيفون عند الحاجة ، وتتجه اليوم بعض شركات الطيران العالمية الكبيرة لتجهيز طائراتها بأجهزة ومعدات إلكترونية ولاسلكية مرتبطة بمراكز طبية عالمية في عدة مناطق في أمريكا وأوروبا، ويتم من خلال هذه التقنية بما يسمى الآن بالعلاج عن بعد، ويتم بوساطته التعامل مع الحالات المرضية الطارئة الخطرة التي يمكن أن تحدث على متن الطائرة خلال الرحلات الطويلة .

العدد 4919 - الأربعاء 24 فبراير 2016م الموافق 16 جمادى الأولى 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً