العدد 4921 - الجمعة 26 فبراير 2016م الموافق 18 جمادى الأولى 1437هـ

الفنانة إيمان أسيري: مآسي الحروب التي لا تتوقف أنتجت «جنون»

يستمر معرضها حتى 3 مارس في مشق غاليري...

إيمان أسيري - تصوير : عيسى إبراهيم
إيمان أسيري - تصوير : عيسى إبراهيم

الجنون... هو الوصف الأقرب لما تضج به لوحات الفنانة الشاعرة إيمان أسيري التي تزين جدران مشق غاليري منذ يوم السبت الماضي (الموافق 20 فبراير/ شباط 2016). المعرض المقام تحت عنوان «جنون» والذي يستمر حتى (3 مارس/ آذار 2016)، يحكي قصة جنون يومي نعيشه جميعاً بفعل أخبار الحروب التي تصل إلى مسامعنا، لا نجد لإيقاف نزفٍ سبيلاً ونكاد لا نكترث فيما تطالعنا وسائل الإعلام بتفاصيله اليومية بشكل دائم. يضم المعرض 18 لوحة وعملاً تركيبياً واحداً، قدمتها الفنانة على «الكانفس» وبـ «الأكريليك»، ثم علقتها على أسلاك شائكة بدون أية إطارات. تلونت أعمالها بمـآسي الحرب وبالألم الذي يعتري روحها كلما طالعتها تلك الأخبار، أما العمل التركيبي الوحيد في المعرض فكان عبارة عن أسلاك شائكة علقت عليها أسيري قصاصات أوراق تضم فقرات مأخوذة من كتابها الذي يتحدث عن الحروب. وتشير أسيري إلى أنها تأمل أن تتمكن من طباعة الكتاب الذي سيكون عنوانه «جنون شجر النوم»، قريباً.

فضاءات «الوسط» التقت الفنانة إيمان أسيري، للحديث عن معرضها فجاء الحوار التالي

أطلقتِ على معرضك اسم «جنون»... ما قصة الاسم، وأي جنون ذلك الذي تتناوله لوحاتك؟

- فكرة المعرض أساساً تدور حول الأخبار اليومية التي نسمعها بشكل يومي، وكلها أخبار حروب وقتل ونزاعات. هذه الأخبار تأتي وتذهب بشكل جعلها اعتيادية بالنسبة لنا، أصبحنا نسمعها كل صباح وتمر مرور الكرام. أصبحت كما لو أنها تكتب على قصاصات أوراق ترمى بعدها وتصبح هذه الأخبار من الماضي، يذهب كل شيء ولايتبقى سوى الغبار. نسمع أخبار الحروب ولا نعي بأن الحرب تعني القتل والذبح وانتهاء حياة بعض البشر. هؤلاء البشر الذين يفقدون حياتهم هم من يعرفون جنون الحرب وفداحتها لأنهم هم من دفعوا ثمنها.

بدأت في رسم اللوحات في عام 2010، كنت متأثرة حينها بما يحدث في العالم من حروب. هذه الحروب المجنونة التي كانت موجودة منذ خلقت البشرية، لم تهدأ يوماً، وستظل كذلك، يختلط فيها الحديد بدماء البشر ليتحول كل شيء إلى رماد.

في عام 2013 عدت إلى موضوع الحروب بعد أن نضج بداخلي أكثر، وأضفت 10 لوحات للوحات الثمان السابقة، لكن اللوحات الجديدة ضمت تفاصيل أكثر، لأن الأسى الذي بداخلي أصبح أكبر.

لوحاتك تبدو كأوراق مطوية، لا إطارات خشبية تسندها، وتعلقينها على أسلاك شائكة؟

- نعم لوحاتي هي أخبار الحروب التي تكتب على قصاصات ورق ثم تلقى بعد ذلك في إشارة إلى نسيان أخبار الموت والقتل والدمار. رسمتها على الكانفاس وعلقتها بدون إطارات، تعمدت ذلك لأقدم إيحاءً بما يحصل حقيقة فهذه اللوحات غير المبروزة هي قصاصات أوراق الأخبار التي نلقي بها دون أن نركز في تفاصيل ما جاء فيها من أخبار الموت والحياة. أما فكرة تعليق اللوحات على الأسلاك الشائكة فأردت أن أقول من خلالها أنه لا أحد يستطيع أن يوقف هذه الحروب أو يعارضها.

يغلب على اللوحات اللون الرمادي بتدرجاته، لكنك أدخلتي اللونين الأحمر والذهبي، ما رمزية الألوان لديك، الذهبي على وجه الخصوص؟

- اللون الذهبي يشير إلى أن الإنسان ثمين، أما الرمادي وهو الذي يملأ الكانفاس فهو لون الحرب، هو لون الدخان والرماد ولون الرصاص الذي يخترق الأجساد، فيحرقها ويحولها إلى رماد.

لوحاتك كئيبة الألوان، وجوه شخوصها لا ملامح لها، ويبدو وكأنك اعتمدتي أسلوباً تعبيرياً تجريدياً، هل تجدينه الأقدر على نقل فكرتك.

- أسلوبي تعبيري أساساً، وأنا أفضل الأسلوب التعبيري على نقل التفاصيل، ففي موضوع الحروب، التفاصيل مؤلمة، ولا أريد أن أجاري الكاميرا في تصوير بقايا الحروب. أنا أريد أن أنقل تأثير الحروب فقط.

يبدو لي المعرض مجنوناً في أسلوبه الفني، هل مارستي مثل هذا الجنون في أي معارضك السابقة؟

- نعم، في معرض «روج» الذي قدمته عام 2008 في «طيب بنك»، قمت برسم 18 لوحة بقلم الروج وكانت لوحات ذات حجم كبير.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً