العدد 4923 - الأحد 28 فبراير 2016م الموافق 20 جمادى الأولى 1437هـ

فتيات مكبلات بـ ... “طوق الحديد”

في رصد "بيللا" لأشهر وأغرب موضوعات العنوسة في الصحافة والإعلام والمواقع الإلكترونية المتنوعة في العالم العربي والإسلامي، تم اختيار بضع قصص تعكس ما يمكن تسميته تأثير "طوق الحديد"، وهو التعبير الذي يُطلق على تطبيق بعض المعتقدات والأفكار في المجتمع، ومنها فرض ذلك الطوق الحديدي على الفتيات وتكبيلهن بشروط الزواج المرهقة التي تبعد عنهم الأزواج، أو من قبيل ربط هذه الفتاة بابن خالها أو عمها وتبقى بلا زواج حين يتزوج الموعود.

البحث عن "سوبرمان"

تحدثت إحدى العوانس عن وضعها بكل كآبة، لتؤكد أن القيود التي يفرضها بعض الآباء وأولياء الأمور، وإن انخفضت كثيرًا في المجتمع الخليجي، إلا أن البعض لايزال متمسكًا بها، فخلال دراستها الجامعية في إحدى الدول العربية، تعرفت على شاب من مواطنيها على درجة من الالتزام والخلق والنبل، وبالفعل، تقدم لخطبتها في إحدى الإجازات قبل إنهاء الدراسة، إلا أن والدها رفض تزويجها وعنفها بشدة، ودخل إخوتها على الخط ليقرروا منعها من مواصلة الدراسة خوفًا من الالتقاء بذلك الشاب هناك ويحدث ما لا يحمد عقباه.. توسلت إليهم كثيرًا فلم يكن أمامها إلا سنة واحدة وتنهي دراستها، وبصعوبة، وافق والدها وإخوتها على إكمال الدراسة والعودة بعد تهديد ووعيد.

مرت السنين، وتقدم لي ذلك الشاب أكثر من مرة، بل وأرسل معه بعض الشخصيات من معارف عائلتي لكن كل ذلك باء بالفشل، وكلما سألت والدي عن السبب قال :"أنا أخبر منك... وأبحث لك عن زوج يليق بك"، ولا أدري إن كان يقصد (سوبر مان) أو ما شابه، إلا أنني اليوم عانس.

الخوف من الرجال

ومن بين القصص المطروحة، قصة امرأة بلغت من العمر ستين سنة ضاربة بجذورها في عمق العنوسة رفضت الزواج لمجرد هاجس سيطر على مشاعرها واستبد بتفكيرها هو خوفها من الرجال وكرهها لهم! فقد ظل يطاردها كل هذه السنوات حيث تسربت من بين يدها السنون تلو السنين حتى بلغت من العمر عتيًا بدون زواج، ولم يبقَ لها من تعيش معه غير أختها التي احتوتها كل هذه المدة إلى أن توفيت الأخت وتسلم الأمر ابنها الذي ظل يرعى خالته.

رواتب البنات

طوق حديد من نوع آخر تحكيه امرأة سبب تأخرها إلى هذا السن عن الزواج وهي في العقد الرابع، تقول : "أنا طبيبة، وكما هو معلوم فإن مدة الدراسة في كليات الطب طويلة حيث إن إصراري على إنهاء الدراسة قبل الزواج كان سببًا في تأخري فلقد رفضت الكثير من الشباب الأكفاء، وبعد إنهاء الدراسة وجدت عزوفًا من الشباب تجاهي، فأنا طبيبة ملتزمة ومحافظة ، واستمر الوضع على هذا الحال حتى أصيبت أمي بمرض عضال، فأصبحت أعتني بها وآثرت ذلك على الزواج وأنا الآن لا أدري: هل تأخري هو ابتلاء من الله أم عقوبة لي؟!"، أما قصة ثلاث عوانس مدرسات حبيسات في البيوت يبتهلن إلى الله أن يهدي قلب أبيهن لأنه يقف حجر عثرة أمام تزويج بناته، حيث أفصحن عن أن السبب الرئيسي في تأخرهن وهو طمع الأب في رواتبهن وحرصه ألا تنقطع عنه.

العدد 4923 - الأحد 28 فبراير 2016م الموافق 20 جمادى الأولى 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً