العدد 4923 - الأحد 28 فبراير 2016م الموافق 20 جمادى الأولى 1437هـ

“ماعين”... قلادة السفح السحيق

تنحدر تلك الشلالات في مشهد رباني عظيم... الجبال الشاهقة التي تحيطها من كل جانب تبدو وكأنها تمارس تعويذة ساحرة والمياه الساخنة تسري لترتفع منها سحائب البخار... في واد سحيق، ينخفض قرابة 150 مترًا عن سطح البحر، تلمع قلادة محافظة "مأدبا" بالمملكة الأردنية الهاشمية.. إنها (حمامات ماعين).

على مقربة من البحر الميت، تجري المياه التي درجة حرارتها بعد تدفقها من الينابيع المعدنية لتصل إلى نحو 43 درجة مئوية، وتصب هذه المياه بعد تدفقها من أعلى القمم لتسير دافئة في الوادي قبل أن تصب في نهر الزرقاء.

الكثير من السياح يقصدون تلك الحمامات الطبيعية للعلاج والاستشفاء، حتى أن العديدين يؤمنون بأن المياه المعدنية والطين الطبي في تلك البقعة يعالج الكثير من الأمراض، حيث تتميز (ماعين) بمياهها الكبريتية الغنية بالأملاح والمعادن الطبيعية بنسبة عالية قلما تتواجد في العالم بشكل طبيعي، كذلك مياهها الساخنة التي تخرج من رحم الأرض وتصب في الشلالات والبرك الطبيعية المنحوتة في الصخر بفعل العوامل الطبيعية، الأمر الذي يجعلها على رأس القائمة للذين يزورون الأردن للمرة الأولى.

وتنحدر مياه شلالات ماعين من قمة الجبل وتشق تعاريج ساحرة وهي تكمّل المياه التي تخترق محمية الموجب باتجاه البحر الميت عبر جبال ماعين امتدادًا إلى منطقة الفنادق عبر (الزارا) المعروفة بمياهها الساخنة.

وخلال السنوات العشر الماضية، انتشرت المنتجعات العلاجية التي تعالج أمراض الروماتيزيم المزمنة وتشنجات العضلات وآلام الظهر وأمراض الأوعية الدموية والدوالي والأمراض الجلدية والمصابين بالإرهاقات العصبية والنفسية والتهابات الجيوب الأنفية المزمنة، وهناك العلاج بالطين المأخوذ من البحر الميت الذي أثبت فوائده العلاجية، بالإضافة إلى العلاج التكميلي بالكهرباء، والعلاج الفيزيائي (فيزيوثيرابي)، لاسيما تحت الماء على أيدي فيزيائيين متخصصين، ويساعد العلاج عبر استنشاق البخار المتصاعد من المياه المعدنية على شفاء الأمراض الصدرية.

العدد 4923 - الأحد 28 فبراير 2016م الموافق 20 جمادى الأولى 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً