العدد 4931 - الإثنين 07 مارس 2016م الموافق 28 جمادى الأولى 1437هـ

الحاج أحمد منصور العالي... سيرة طموح نحو ريادة مميزة

بدأ مطلع الخمسينيات بثلاثين عاملاً و6 شاحنات...

أحمد منصور العالي الفائز بفئة إنجازات العمر
أحمد منصور العالي الفائز بفئة إنجازات العمر

في العام 1930، ولد رجل الأعمال الحاج أحمد منصور العالي في منزل لأسرة فقيرة، حالها حال غالبية الأسر البحرينية آنذاك... والده المرحوم الحاج منصور، كان مزارعاً يعمل في فلاحة النخيل، لكنه توفي والحاج أحمد في الثالثة من عمره وله شقيقان: عبدالعزيز وعباس رحمهما الله.

من أبولومي إلى الرهيمي

بعد وفاة الأب، تولى عمه المرحوم الحاج علي رعايته ورعاية والدته وإخوته، فعاشوا معه في منزل صغير موقعه الآن مأتم «العالي» في القرية مجاوراً لمنازل أبناء الحاج حبيب: الحاج محسن والحاج أحمد والحاج حسين بن الحاج جعفر رحمهم الله جميعاً، لكن في فترة ما، انتقلوا للعيش في منزل بمنطقة «أبولومي»، حيث عاش فترة من طفولته إلى أن بلغ الحادية عشرة من العمر دخل فيها الكتاب (المطوع لدراسة القرآن الكريم كما هو نظام التعليم المعتاد في البحرين والخليج وقتذاك) مع أنداده من أبناء القرية ومنهم: الحاج مهدي بن الحاج محمد والحاج مكي بن الحاج محمد العابد رحمهما الله، فقد كانا الصاحبين المقربين، ثم جاء وقت الانتقال للعيش في منزل بمنطقة «الرهيمي»، وهي بقعة تقع بين قريتي عالي وسلماباد، ليبدأ العمل في مزرعة للمرحوم الحاج أحمد بن الحاج عبدالرحيم، ثم للعمل في نقل الجص (النورة) التي اشتهرت بها بعض مناطق قرية عالي.

6 شاحنات وكسارة و30 عاملاً

عمل الوجيه الحاج أحمد على وضع انطلاقة المؤسسة التي تحمل اسمه بين الأعوام 1949 حتى العام 1954 حيث أخذت المؤسسة إشهارها الكامل، وبدأ أعماله بست شاحنات وكسارة صغيرة ونحو ثلاثين عاملاً، عندما أخذ يقاول على أعمال صغيرة لدى شركة نفط البحرين المحدودة (بابكو)، وبعد مرور خمس سنوات من العمل الجاد والمثمر استطاعت هذه المؤسسة الصغيرة أن تثبت وجودها وتقوم بتنفيذ أعمال إنشائية وعمليات لحام وطلاء كبيرة.

وفي العام 1962 سنحت الفرصة للحاج أحمد أن يقتحم ميادين المقاولين الأجانب في البحرين، وذلك عندما دعيت مؤسسته للدخول في مناقصة لتشييد عدة خزانات للنفط، وكانت النتيجة أن تم اختيار المؤسسة لتنفيذ ذلك المشروع بالتعاون مع مهندسين أجانب.

وفي العام 1965، انضم إلى المؤسسة ستة مهندسين بريطانيين، وبذلك أصبحت المؤسسة تضم 350 موظفاً وعاملاً، وفي ذلك الوقت بالذات، تنوعت أعمال المؤسسة لتشمل مهارات وقدرات جديدة في أعمال البناء وتشييد الخزانات ومد الأنابيب، وفي العام 1968، حقق الحاج أحمد تقدماً عندما رست عليه مناقصة تشييد أكبر خزانات للنفط في مقاطعة «جبل الظنة» في أبوظبي، وبذلك أصبح أول مقاول بحريني ينفذ أعمالاً في دول الخليج الأخرى.

مشاريع ضخمة

ومنذ ذلك الوقت، والمؤسسة تشق طريقها في خطوات جبارة نحو أعمال متعددة ومتباينة تراوحت بين إعداد واجهة البنك البريطاني للشرق الأوسط في مدينة المنامة وتنفيذها، وتشييد معمل للرصاص على جزيرة سترة، وبين العامين 1972 - 1973، قامت المؤسسة بتنفيذ القسم الأكبر من مشروع خفض الكبريت من زيت الوقود لشركة بابكو، والذي كلف إنشاؤه 60 مليون دولار، ولقد جندت المؤسسة 600 عامل بحريني لإنجاز هذا المشروع وإتمامه بحسب الوقت المحدد، ولقد أعجبت شركة نفط قطر، وكذلك شركة «داري بوار جاس» المحدودة بهذا الإنجاز الكبير، الأمر الذي دفعها لتكليف الحاج أحمد بتشييد واختبار نظام مد الأنابيب للشركة، حيث قام بإنجاز هذا العمل 100 بحريني بأجهزتهم الخاصة.

محطات نجاح لم تتحقق بيسر، لكنها كانت مذهلة... المؤسسة بدأت بمحاولات صغيرة في أعمال المقاولات، ثم تحولت إلى مؤسسة كبيرة تضم 1600 عامل وموظف بحريني، و18 مهندساً ومستشاراً أجنبياً، هذا بالإضافة إلى دورة رأس المال السنوية التي بلغت 10 ملايين دينار بحريني.

نطاق العمل الخيري

أفرد الحاج أحمد، مساحةً كبيرةً من حياته للمساهمات في مجال العمل الخيري في قريته عالي أو خارجها، وشملت تلك المشاريع الإنسانية جوانب مختلفة، وهو يولي التعليم وتأهيل أبناء البلد جزءاً كبيراً من اهتمامه حتى استحدثت مجموعته برنامجاً تعليمياً جامعياً لابتعاث الطلبة البحرينيين في داخل البحرين وخارجها للدراسات الجامعية، وأسهم في بناء اقتصاد بلاده البحرين ونهضتها مؤمناً بأن ذلك واجبه الديني والوطني، حتى أن شهرته بلغت مبلغاً كبيراً لدوره الجلي في النهضة الاقتصادية والعمرانية، جعلته شخصيةً بارزةً على مستوى الوطن العربي، ولهذا، فليس بغريب أن يحصل على وسام الفارس من الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك. لمساهمته في تطوير التجارة بين البحرين وفرنسا، وفتح شركات فرنسية في البحرين.

مناصب وعضويات متعددة

عدة مناصب تولاها الحاج أحمد كرئاسة مجلس إدارة الأوقاف الجعفرية لمدة 15 عاماً كانت حافلة بالمشاريع التطويرية للمساجد والجوامع وتطوير الأنظمة الإدارية، وبدافع وطني، انضم لعضوية مجلس الشورى في العام 1993 ومجلس إدارة بنك البحرين الإسلامي ومجلس إدارة شركة التكافل، وتولى الرئاسة الفخرية لصندوق عالي الخيري.

العدد 4931 - الإثنين 07 مارس 2016م الموافق 28 جمادى الأولى 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 5 | 3:47 ص

      رجل بكل معنى الكلمه ساعد كثيرمن الناس الله يرحمه دنيا و اخره

    • زائر 3 | 8:28 ص

      ما شاء الله

      الله يطول في عمره يزيده الخير..نعم الرجال انتم يا عائلة العالي خدمتم اهل البحرين بجدارة

    • زائر 2 | 11:59 م

      عمل دؤوب وتوفيق .

      اجتهد وكافح وكان نصيبه التوفيق .

    • زائر 1 | 10:47 م

      ما شاء الله

      اللهم زد وبارك

اقرأ ايضاً