العدد 4931 - الإثنين 07 مارس 2016م الموافق 28 جمادى الأولى 1437هـ

هلا المؤيد عشقت الفنون لتقود أكبر مجموعة مقاولات في البحرين

سمو ولي العهد كرمها بجائزة «الريادة» لفئة «المؤسسات ذات الأعمال المستدامة»

سمو ولي العهد خلال تكريمه هلا المؤيد
سمو ولي العهد خلال تكريمه هلا المؤيد

درست الفن وعشقته لتقتحم بعشقها عالم الرجال وتقود أكبر مجموعة مقاولات مكونة من 16 شركة في مختلف المجالات والتخصصات، هلا فاروق المؤيد استطاعت طوال 12 عاماً توسيع «مجموعة المؤيد للمقاولات» لتشغل الآن 7 آلاف موظف.

من جامعة «جورج تاون» الأميركية بدأت حكاية ولعها بالفن والجمال، المؤيد درست إدارة الشركات الدولية لكنها تعلمت كذلك الفنون كتخصص فرعي قبل أن تتبحر في حبها للفنون لتدرس هذا التخصص في جامعة تشلسي للفنون في لندن.

وعلى رغم أنها ولدت في رحم عائلة تجارية مرموقة وبتشجيع من والدها الذي اعتبرته أكبر حافز لها للإنجاز، إلا أن المؤيد ترى أن الطريق لا تكون دائماً معبدة بالورود فكونها من الجنس اللطيف بدا دخولها قطاع المقاولات كما أنه اقتحام لعالم الرجال في قطاع سيطر عليه الذكور.

«الجميع كان يعتقد أنني مهندسة» هكذا تشرح المؤيد كيف خاضت غمار المقاولات، إلا أن عشقها للفن ترى فيه انعكاساً لحب الجمال في العمران والبناء.

ورأت المؤيد خلال حديث مع «الوسط» أن المرأة البحرينية هي في «نعمة» فهي تعيش في مجتمع محافظ ولكنه منفتح لعمل المرأة ودخولها في مختلف المجالات، لكنه اعترفت بأن المرأة قد يكون القيام بجهد مضاعف، مقارنة بالرجل لإبراز دورها في المجتمع فهي كأم وكزوجة وكعاملة، يطلب منها أدواراً مختلفة لكنها أثبتت كفاءتها على الإنجاز.

وسلم ولي العهد رئيس مجلس التنمية الاقتصادية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، الرئيس التنفيذي لمجموعة المؤيد للمقاولات هلا فاروق المؤيد جائزة البحرين لريادة الأعمال في دورتها الثانية عن فئة المؤسسات ذات الأعمال المستدامة في حفل أقيم مساء أمس الأول (الأحد) في فندق فورسيزون بالمنامة.

وفيما يلي نص اللقاء:

كيف بدأت حياتك المهنية وهل استفدت من تجاربك الدراسية في تطوير العمل التجاري؟

- درست في جامعة «جورج تاون» لكنني لم أدرس الهندسة تخصصي كان في إدارة الشركات الدولية وفي التسويق لكن درست كذلك في الجامعة نفسها تخصصاً فرعياً في الفن قبل أن أغادر بعد أن أنهيت دراستي هناك إلى لندن وبالتحديد إلى جامعة تشلسي للتخصص في الفنون وبعدها عدت إلى البحرين وبدأت العمل في المقاولات في العام 2002 أي قبل نحو 14 عاماً.

إذاً عشقك للفن هو أكثر من الهندسة والمقاولات؟

- نعم أحب الفن وأرى نفسي أعيش في عالم الفن، الكثير من الناس يعتقد أنني مهندسة. لكن عندما ترى العمارات وحركة البناء في البحرين أو غيرها تشعر بالجمال والفن الذي تعكسه الحركة العمرانية، شعرت أن هذا المجال يناسبني وشعرت بنوع من الارتباط.

ما هو التحدي كونك امرأة في إثبات وجودك في شركات المقاولات والتي يغلب عليها الطابع الذكوري؟

- أشكر رب العالمين على التوفيق، والوالد كان له دور أساسي في تجربتي طوال 14 سنه. طبعاً مجتمعنا مجتمع ذكوري بطبيعة الحال ويصعب علينا أن نخرج من التفكير بأن مجتمعنا كذلك.

أعتقد أن المرأة يجب أن تتم مساندتها ومنحها مسئوليات ويبقى التوفيق من رب العالمين، الوالد أعطاني الفرصة في المجال وكان البعض حينها ضد فكرة أن تعمل المرأة في مجال المقاولات.

الحمد لله توفقت في هذا المجال واستطعنا بعد أن دخلت المجموعة افتتاح المزيد من الشركات الجديدة والدخول في شراكات عالمية ليس في البحرين فقط بل مكننا من التوسع في عدد من الدول ومن بينها قطر ودبي وتم إنجاز الكثير خلال هذه السنوات.

مع الاحتفال مع يوم المرأة العالمي ما هي النصيحة التي تقدمينها للمرأة للبدء بمشروع خاص؟

- في البداية يجب أن نكون سعداء لأن البحرين بلد منفتح على الثقافات والأفكار وهذا أمر يجب أن يأخذ في الاعتبار بالنسبة لعمل المرأة التي أصبح لها المجال للعمل في مختلف الشركات والمجالات وهذا مبعث فخر لنا كبحرينيين.

أعتقد أن المرأة في البحرين هي الأكثر حداثة في المنطقة وقد لا تتوافر للمرأة في البحرين ظروف مماثلة في دولة أخرى وهذا يعطي دفعة لها للإنجاز.

ليس هناك شيء لا تستطيع المرأة علمه أسوة بالرجل ولا يجب أن يكون هناك عائق، ومن المهم أن تشعر بأنها تستطيع القيام بالأمور بمفردها وما أسمعه أن بعض السيدات قد تكون تعتمد على زوجها أو والدها لكنها في المقابل تستطيع أن تعتمد على نفسها بصورة ذاتية وتطور من أدائها وأن تتشكل قناعة بأنها تستطيع القيام بالعمل وخصوصاً أن المرأة عموماً تستطيع القيام بعدة أعمال وفي مجالات متعددة وهو شيء نتميز عنه مقارنة مع الرجال.

المرأة البحرينية تتمتع بمواصفات خاصة عن باقي النساء، فتراها في كثير الأحيان تعمل وتقوم بالتربية والعمل في المنزل. كما أن المرأة البحرينية قد تكون متميزة بين نساء العالم العربي فهي متحدثة ولها صوتها المسموع.

أنت ابنة عائلة تجارية مرموقة، هل ذلك يعني أن حياتك المهنية ستكون مفروشة دائماً بالورود أم هناك صعوبات عادة؟

- المشكلات لا تتوقف وقد تكون هناك مشكلة كل يوم ومشكلات باستمرار فبيئة الأعمال تكون كذلك لكن مع العمر واكتساب الخبرة والتجربة بالعمل اليومي تتغير طريقة التفكير في الأمور.

فالسؤال هو ليس في أننا نتعرض للمشكلة أم لا بل هل نحن نفكر في الحل أكثر مما نفكر المشكلة.

لا أرى أنه من المناسب في الإدارة أن نتحدث كثيراً عن المشكلات فالوقت يجب أن ينصب على الحديث والبحث عن الحلول وهذا ما على الإدارة أن تغرسه في جميع الموظفين والتفكير بطريقة حديثة ويجعل العمل يجري بشكل أكثر سلاسة.

تسلمت قبل يومين جائزة البحرين لريادة الأعمال في المؤسسات ذات الأعمال المستدامة، وهو مصطلح قد يبدو غير مألوف في الشركات في المنطقة التي تقيس النجاح بمستوى الأرباح؟

- موضوع الاستدامة يتعلق بجوانب كثيرة وليس في جانب واحد، لكن ما أحب التركيز عليه هنا هو موضوع الموارد البشرية وتطوير الإنسان وهي أهم مورد من موارد الشركات.

نحن في مجموعة المؤيد نعتبر الموظفين أهم ما لدينا، قبل أن أعمل في المجموعة أي قبل نحو 15 لم يكن إجمالي عدد الموظفين قرابة الألف موظف لكنهم تجاوز عددهم الآن لقرابة السبعة آلاف موظف.

إن أكثر ما ننظر إليه في المجموعة هم الموظفون البحرينيون، وعلى مدار تاريخ الشركة قمنا بالكثير من العمل الذي يتعلق بتطوير البحرينيين فكانت هناك الدورات والتدريب المستمر أردنا أن نقوم بشيء يجعل الموظفين فخورين.

قد يكون هناك «اوفيس بوي» أو عامل وبعدها يتطور ويكون مندوب مبيعات أعتقد أن هذا ما نريد أن نراه وكذلك أطمح أن يحصل جميع البحرينيين على مؤهلات جامعية وأن يأخذ البكالوريوس واستطعنا بحمد الله دعم 100 بحريني للحصول على شهادة البكالوريوس ذلك سيضيف إلى حياة الموظف شيئاً يستمر معه طوال حياته.

حين انضممت للمجموعة كانت لديها 4 شركات والآن تنضوي تحت المجموعة 16 شركة، كما أن عدد الموظفين ارتفع من أكثر من ألف موظف في العام 2002 ليكون الآن نحو 7 آلاف موظف، أنا سعيدة لأننا استطعنا توظيف مزيد من البحرينيين.

من جانب آخر، نحن في المجموعة حريصون دائما على تحريك سوق المقاولات في البحرين فنحن نفضل المقاولين البحرينيين دائماً حين نقوم بإعطاء المقاولات الفرعية وحتى لو قدم المقاول البحريني أسعاراً أعلى من غيره فإننا نفضل البحريني.

أعتقد أنه يجب أن تعطى الشركات البحرينية مجالاً أوسع للعمل سواء في داخل البلاد أو خارجها.

كمديرة إحدى أكبر شركات المقاولات في البحرين وفي ظل الظروف الراهنة أين التحديات المستقبلية التي ترينها كسيدة أعمال؟

- أكبر تحدٍ لأي شركة مقاولات هي السيولة، دائما أقول أي واحد يعطي عملاً لمقاول، لا تضغطوا على المقاول أكثر مما يستطيع على تحمله. نحو 80 في المئة من حالات إفلاس شركات المقاولات هي بسبب نقص السيولة.

ودائما ما أقول إنه يجب أن تحرصوا على إعطاء المقاول السيولة التي يستطيع العمل بها. في السوق الزبائن يضغطون بشكل كبير على المقاولين ويكسرون ظهره وقد يكون هناك ضغط شديد على المقاول لا يستطيع معه التحمل والاستمرار في السوق.

قضايا المستحقات المالية قد تستغرق في المحاكم عدة سنين من دون الخروج بنتيجة، وهنا يأتي دور الحكومة لوضع نظام يسهل للمقاول التقاضي في المحاكم المستعجلة والحصول على أمواله بالسرعة

ماذا يعني لك حصول الجائزة وكيف ترين أن تكريم رواد الأعمال سينعكس على الأعمال التجارية في البحرين؟

- أوجه شكر الجزيل إلى ولي العهد رئيس مجلس التنمية الاقتصادية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة على جهوده ودعمه الكبير وهذا شيء يفتخر به كل بحريني.

هناك الكثير من الناس العاديين يكافحون في العمل ولديهم إنجازات وهم يشعرون بالفخر حين يحصلون على تقدير على جهودهم، وأعتقد أن ذلك يبرز جهود البحرينيين في قطاع الأعمال ويجب أن نرى جوائز أكثر في هذه المجالات التي تشجع البحرينيين.

وهذا التكريم يظهر أن البحرينيين قادرون على العمل والإنجاز في مختلف المجالات، ودعم القيادة لهذه الجوائز يظهر حرصها واهتمامها بقطاعات الأعمال.

العدد 4931 - الإثنين 07 مارس 2016م الموافق 28 جمادى الأولى 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 10:48 ص

      مبروك للمرأة البحرينية هذا الإنجاز

      نبارك إلى المهندسة هلا المؤيد هذا الإنجاز و نتمنى لها مزيد من التقدم و الرقي الف الف الف مبروك

    • زائر 3 | 1:20 ص

      مبروك هلا بهذا الانجاز. الانجاز الاكبر ان نرى مساهمتك في المجتمع البحريني التنمؤية. ألف مبروك

    • زائر 5 زائر 3 | 10:50 ص

      هلا ساعدي بنات البحرين

      كونا اختا وعونا لبنات بلدك.الله أعطاك الصحة والخير.

اقرأ ايضاً