العدد 4953 - الثلثاء 29 مارس 2016م الموافق 20 جمادى الآخرة 1437هـ

حليب الأم .. لها أم لطفلها؟

قد تكون الإجابة على هذا التساؤل من البديهيات، فبالطبع أن يكون حليب الأم من نصيب وليدها الرضيع، ولعل الأطباء دائما ما ينصحون بالرضاعة الطبيعية الكلية للمواليد الجدد ولمدة لا تقل عن 6 أشهر لما لحليب الأم من فوائد جمة تعود على الطفل. غير أن الدراسات العلمية أكدت أيضا على الفوائد العديدة التي تعود على الأم نتيجة رضاعتها لمولودها.

فعلى المدى القصير - أي أثناء فترة الرضاعة الطبيعية - يقوم جسم الأم بإفراز هرمون الأوكسيتوسين (oxytocin) والذي يلعب دورا مهما في التئام الجروح الناجمة عن عملية الحمل ما يسهم في عودة الجسم إلى طبيعته بأسرع وقت. كما يسهم الأوكسيتوسين بتقليل حالات التوتر والاضطراب العصبي التي عادة ما تصاحب فترة ما بعد الولادة. هذا ناهيك عن دور الرضاعة الطبيعية في إنزال وزن السيدة المكتسب أثناء الحمل، الأمر الذي يشكل هاجسا كبيرا لدى كثير من النساء.

أما على المدى الطويل، فقد أظهرت البحوث أن احتمالية الإصابة بسرطاني الثدي و المبيض تقل بنسبة واضحة لدى المرضعات بالمقارنة مع نظيراتهن اللاتي يمتنعن عن الرضاعة. ليس هذا وحسب، بل وجد الباحثون أنه كلما زادت مدة الرضاعة كلما قلت خطورة الإصابة بهذه الأنواع من السرطان. كما توصلت العديد من الدراسات لخلاصة مفادها أن السيدة المرضعة أقل تعرضا لخطر الإصابة بأمراض القلب والشريان التاجي، بل حتى خطر الإصابة بداء السكر وما يصاحب هذه الأمراض من مشاكل متعددة.

إن كان حليب الأم هو الغذاء المثالي للطفل الرضيع كما أثبت العلم، فقد ثبت علميا أيضا أن الرضاعة الطبيعية من أهم سبل الوقاية من أمراض خطيرة قد تصيب النساء. باختصار .. الله الله بالرضاعة الطبيعية.

د. عبدالله تقي

طبيب أطفال/مستشفى الفروانية/دولة الكويت

العدد 4953 - الثلثاء 29 مارس 2016م الموافق 20 جمادى الآخرة 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً